|
مقاربة إباحية دينية - أدبية
محسن ظافرغريب مقاربة إباحية دينية - أدبية، بين روح "نشيد الأنشاد" و"ألف ليلة وليلة" شهريار السادي وشهرزاد بغداد - العراق!. نشيد الأنشاد: http://www.youtube.com/watch?v=wgQhZQv8u48&feature=related عام 2004 م أعادت المترجمة المستشرقة الألمانية الأخصائية في اللغة العربية وآدابها الأستاذة بجامعة "إرلانغن" (كلاوديا أوت)، أعادت ترجمة "ألف ليلة وليلة" إلى الألمانية، وتشارك صاحب "الزيني بركات" الروائي المصري "جمال الغيطاني"، الذي اختار هذا النص لنشره في سلسلة "الذخائر"، في العقد الأخير من القرن الماضي، بالتزامن مع حملة صدام الإيمانية السياسية المنافقة، (وقد عرف "الغيطاني"، بموالاة "صدام" المقبور!) "لإتاحة النصوص التراثية النادرة التي لم تعد تطبع بسبب النفوذ الوهابي المتزايد في المنطقة". الرأي (أوت)، وقالت من الضروري احترام الأصل عند إعادة طبعه، رافضةً حذف بعض المقاطع أو إلغاء أجزاء من الكتاب بدعوى خدشها للحياء. عبر القرون ألهبت حكايات شهر زاد الخيال وسحرت النفوس ولتثير حفيظة كثيرين، فطالبت مجموعة من المحامين في مصر بسحبها من الأسواق وتنقيتها من الألفاظ "الخليعة". حول هذه القضية حوار الغيطاني وأحد المحامين الذين تقدموا بعريضة الدعوى لم يتأثر القراء حول العالم بمنجز أدبي، بعد "نشيد الأنشاد" الديني من أدب الشرق كما تأثروا بقص "ألف ليلة وليلة". فثمت بعدد الحصى لا يحصى، من كتاب العالم يعتبر "ألف ليلة وليلة" من أهم الكتب التي قرأها وتأثر بها؛ منهم الشاعر الألماني "غوته"، الذي استلهم حكايات شهرزاد في عمله الروائي "فيلهلم مايستر"، والكاتب الفرنسي "فولتير" والأرجنتيني خورخي لويس بورخيس. بيد أن "ألف ليلة وليلة" ما انفكت تثير، جدلاً كبيراً في الشرق بسبب العبارات والإيحاءات الجنسية الواردة فيها، وقد وصلت هذه الانتقادات حداً جعل البعض يعلن عداءه لهذا الكتاب. مطالب بـ"تنقيح" (الليالي) من المفردات الحسية يدخل كتاب "ألف ليلة وليلة" ضمن قائمة الكتب المحظور تداولها وطبعها في مملكة آل سعود العربية. وفي مصر فإن النائب العام ينظر في الوقت الحالي في دعوى قدمتها مجموعة من المحامين المسلمين لمصادرة النسخ التي صدرت عن سلسلة "الذخائر"، وهي سلسلة تابعة لوزارة الثقافة المصرية وتُباع الأعمال المنشورة فيها بسعر زهيد. إثر صدور الكتاب في طبعته الشعبية الجديدة تقدمت مجموعة المحامين في مصر (نجحت في الحصول على حكم بمصادرة الكتاب عام 1985م) في 17 نيسان الجاري بعريضة دعوى للقضاء تحتوي على مقاطع من الكتاب. لكن حكم المصادرة أُلغي مطلع عام 1986م، بحكم تاريخي، اعتبر الكتاب أشهر تعبير عن الأدب الشعبي والعربي والإسلامي. وقال القاضي في حيثيات حكم إلغاء المصادرة إنه من الممكن شطب العبارات الجنسية الصادرة في الكتاب، ولكنه وجه لأصحاب دعوى المصادرة كلمات واضحة جاء فيها: "من يشتري الكتاب من أجل قراءة هذه العبارات الجنسية، فهو إما مريض أو يتسم بالغباء". واعتبر المحامون تلك العبارات "ضارة بالأخلاق" لما تحتويه من "عبارات جنسية فاحشة"، وطالبوا – كما قال المحامي "أيمن إمام" – "بتنقية الكتاب من هذه الألفاظ" قبل إصداره في طبعة جديدة. الغيطاني يرى أن الدعوى لا تستهدف "ألف ليلة وليلة" حسب، و"الحضارة الإسلامية لم تزدهر إلا مع حرية التعبير" والغيطاني يشرف على سلسلة "الذخائر"، اعتبر الدعوى جزءً من الحملة الدعائية التي تُشن على المثقفين، ومحاولةً لإجبار الحكومة على حظر نشر الكتاب. وأضاف الغيطاني: "البلاغ مقدم ضد "ألف ليلة وليلة"، ولكنه في الواقع جزء من حركة الأصوليين في المجتمع المصري التي تستهدف إقامة الدولة الدينية". وأعلن الغيطاني تحمله المسؤولية كاملة قائلاً: "إن المتطرفين يرفضون التراث العربي نفسه، وأثمن ما في هذا التراث. مَن يرفض "ألف ليلة وليلة" أو أبو حيان التوحيدي أو الجاحظ وغيرهم، إنما يسيء إلى الحضارة العربية وإلى الإسلام نفسه. إنهم يتكلمون باسم الدين، ويصادرون باسمه، بينما لم تزدهر الحضارة الإسلامية إلا في الفترات التي ازدهرت فيها حرية التعبير". ويشدد الغيطاني على أن "ألف ليلة وليلة" جزء من الأدب الإنساني العالمي، مثلها مثل "الإلياذة" و"الأوديسه"، وأن لا أحد ينكر هذا العمل "إلا جاهل أو مغرض". ويضيف الروائي المصري: "هناك اهتمام عالمي بهذا العمل، فمثلاً تنظم جامعة إرلانغن الألمانية في يوم 25 أيار المقبل مؤتمراً عالمياً عن "ألف ليلة وليلة"، وهو مؤتمر يجري الإعداد له منذ عام. كما أقامت جامعة نيويورك، فرع أبو ظبي، في كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي مؤتمراً عالميا كبيراً، شاركتُ فيه وفوجئتُ بمدى التأثير الذي حققته "ألف ليلة وليلة" في اليابان والهند وجنوب شرق آسيا. نحن إذاً أمام عمل عالمي" كما أكد الغيطاني على ضرورة أن يكون الدفاع عن هذا الكتاب "واجب المثقفين في جميع أنحاء العالم".
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |