ليالينا عقيماتٌ ... ولكن

 



 

                يحيى السماوي

 yahia.alsamawy@gmail.com

تـأمَّـلـنـي طـويـلا ً...  ثـمَّ قــالا

أظـنّـكَ تــشـتـكي داءً عُـضـالا:

 

شـحـوبُ وارتجـافُ يَـدٍ وخطوٌ

لِـثـقـلِ هـمـومِـهِ إنْ ســارَ مـالا

 

دواؤكَ في العـراقِ فـإنْ تعـافى

من الغازي الخبيثِ حَسُنتَ حالا

 

ولـسـتَ بـذي خيولٍ ضامـراتٍ

تـردُّ بها عـن الـوطـن ِ الـوَبـالا

 

فـيا ابـنَ الـغـربتينِ أطِـلْ دعـاءً

بِـنِـيَّـة ِ مُـسْـتغـيـث ٍ وابـتِـهــالا *

 

ويا ابـنَ الغـربتيـن ِ وكـلُّ عـاة ٍ

يُطـالُ وإنْ تحَـصَّـنَ واسْـتـمالا

 

فـيا ابـن الغربتين ِ أمِـنْ فِـراق ٍ

جزعتَ وأنتَ لم تعرفْ وصالا ؟

 

كأنّـك قـدْ خُـلِـقـتَ إلى شِــراع ٍ

وريـح ٍ واحْـتـرَفْـتَ الإرتِحالا

 

تـبَـلّـدْ ياعـلـيلُ .. فـرُبَّ عـقـل ٍ

يُـزيدُ لـدى العَـلـيل ِ الإعـتِلالا

 

فـلا تأمـلْ من القاصي نصيرا ً

إذا الـدّانـي يُـريـدُ لـك الـزّوالا

 

مضى زمنُ الشهامةِ واستكانتْ

ضـوامـرُهُ فـأدْمَـنَـت ِ الـظِـلالا

 

"تأمْرَكَتِ " العَراقة ُ في نفوس ٍ

تبيعُ بسوقِ مطمحِها " العِقالا "

 

تُـبـارِكُ لـلـغـزاة ِ رؤىً ورأيـا ً

وتشْـحَـذ للمُغـيـريـن الـنِّـصالا

 

تبـدّلـت ِ الـنفـوسُ وغَـيّـرَتْـها

مطامِـعُـهـا فغـيّرَتِ الخِـصـالا

 

ولُوِّنَـتِ الوجوهُ فلسـتَ تدري

أ" معتصما ً"تحدّثُ أمْ"رُغالا"؟ **

 

لٌعِـنتَ " أبا رغالِ" كم حفـيـد ٍ

تـركتَ بنا  يُماهـيـك  ابـتـذالا !!

 

فـتـبّـا َ لـلـدَلـيل ِ يـقـودُ زحـفـا ً

عـلى أهـلـيـهِ غـيّـا ً أو حَـلالا

 

عجِبْتُ على الخيانة ِ أنْ تُسَمّى

وقـد فـاحَـتْ عـفونـتُها نضـالا !

 

وتـبّـا ً لـلـقـويِّ يـشـنُّ حـربـا ً

على وطن ِالأراملِ والـثكالى

 

وتبّاً لـ( المهيب)أبى انتصاحا ً

فـلم يـسـمعْ لـذي لُـبٍّ مَـقـالا ***

 

 ولم يرفع عن الأعناق سـيفـا ً

مُـسَـلّـطـة ً ولا أرخى حِـبـالا

 

تكامَلَـتِ النقائصُ فـيـه حـتى

غـدا لكمــالِ نـقـصان ٍ مِـثالا !

 

             **         

 

ويا ابنَ الغربتين سَـلِ الرِّمالا

إذا غضِبَ ابنُ دجلة َ والجبالا

 

يظلُّ ثرى العراقِ ثرىً وَلودا ً

وإنْ عَـقُـمَ الزمانُ أو اسْـتحالا

 

فما خـذلـتْ مفاوزهُ " المثنى "

ولا نـسِــيَـتْ مـآذِنُـهُ " بِـلالا "

 

لـيـالـيـنـا عـقـيـمـاتٌ  ولـكـنْ

سـتـقـفـوها صباحاتٌ حُـبالى

 

فلا تقنطْ  .. هي الأرحامُ حتماً

سـتُـنجِـبُ لـلـمُـلمّات ِ الـرِّجالا

 

* الغربتان : المقصود بهما غربة الوطن واللسان .

** رغال : المراد به الملعون " أبو رغال " الذي كان دليل أبرهة الحبشي في هجومه على مكة المكرمة لهدم الكعبة المشرفة .

*** إشارة إلى خطيئة صدام حسين برفضه فكرة التنحي عن الحكم لتجنيب العراق حربا كارثية ، وسياسته التعسفية التي  أفضت إلى الإحتلال الأمريكي .

نقول هنا كفى سباتا كفى اخفاءا للرؤؤس بالرمال الخطر يداهمنا نحن بحاجة الى مشروع للإنقاذ الوطني .. بحاجة الى قيادة فكرية حازمة للبلد توقف الانهيار العظيم وتمنع تدمير البلد..هنا الإشارة لدور المثقف الغائب أو المغيب عن الواقع العراقي... يجب أن يكون هناك دورا مميزا للمثقف العراقي دورا محوريا ليس بالتحليل البعيد عن الواقع السياسي وإنما يجب أن يكون في قلب الحدث ليربط أولياته ولا يفسر الحدث وفق رؤية قاصرة مبنية على أسس التحليل عن بعد فقط ....وذلك لكي يحلل ويعطي الحلول المنطقية الإستراتيجية المعقولة.. كل الكلام النظري لا يصف الحقائق لان حقائقنا متغيرة وإمساكها وفقا لرؤية مبدأ مستحيل لان الإحداث المحلية غالبا ما تفوق التصور الذي على أساسه وضع النظام والقانون... لذا غالبا ما يلجا الى جلسة حوار الشيوخ لقول قولهم في حل الاشكليات الطارئة بعيدا عن المثقف ورأيه الذي غالبا ما يكون استراتيجيا ويحمل في داخله حلول لتنبؤات المستقبل أيضا.. أي أن الحلول التي تنتج عن جلسات الشاي للمشايخ تكون بلا نظام أو قانون أو مبدأ وإنما تكون اتفاق جديد وقانون جديد وعرف جديد ... وما أكثر جلساتنا اللاقانونية وما أكثر قوانيننا الجديدة التي لا تصمد ألا أيام أو أشهر معدودة.. نحن بحاجة الى معلمين صالحين لتعليم المجتمع بحاجة الى من يطبق النزاهة ويحاسب المفسد...نقول تبا للحاكم الذي يرسخ الفساد خوفا على كرسيه من الزوال...ولنسال هنا الظالمين الجدد ونقول من ناضل ضد النظام البعثي السابق ناضل ضد الظلم والفساد... نسال ونقول كيف لكم أن تتقبلوا اليوم فساد أسوء مما مضى !! أم أن إنكم فسرتم فسادكم بالوطنية!! أن المستقبل ينبئ بالاسوء!! فهل تعون معنى ذلك وهل مفردة النضال لازال لها معنى في داخلكم...سوف ترون مناضلين جدد تهيئوا لذلك... سيبقى العراق صامدا ولن يموت ولن ينكسر والتغيير قادم مهما طال الزمن....

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com