النجمة الحمراء التي اضاءت طريقنا .. في الذكرى السنوية لرحيل المناضلة فتحية محمد مصطفى ..

 

 

شه مال عادل سليم

shamal-adel@hotmail.com 

في 8 / 5 / 2009 وفي احدى مستشفيات مدينة مالموالسويدية، توقف عن الخفقان قلب الشخصية الوطنية المتوقدة الحماسة، والمناضلة المعروفة في سبيل مصالح شعبنا الاساسية، والتي كانت رابطية من الرعيل الاول .. المناضلة فتحية محمد مصطفى ـ ام شوان ـ

ولدت الراحلة في 1 / 7 / 1933، في عائلة وطنية اربيلية عرفت بمقارعتها للظلم والعسف والاستعمار، ومنذ سنوات شبابها الاولى عرفت المناضلة ام شوان طريقها المبكر الى الحركة الوطنية والديمقراطية العراقية، وشاركت في كل المظاهرات والنشاطات المعادية للحكم الملكي .

وفي اوائل الخمسينات انضمت الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي، وواصلت نضالها في صفوفه دون ان تكل عزيمتها للنضال. وشاركت مع زوجها المناضل الشهيد (عادل سليم) في العمل السري وفي المعارك السياسية وكل اشكال النضال التي خاضها الحزب، وتحملت اعباء النضال وصعوباته ومخاطره دون كلل وخوف، وظلت حتى اللحظات الاخيرة من حياتها لصيقة بحزبها، وواثقة من انتصار القضية العادلة التي نذرت نفسها من اجلها، سوية مثل الاف الشيوعيات المناضلات، والمتمثلة في وطن بلا قيود وشعب حر ...

ان للمناضلة ام شوان مكانة خاصة في قلوب الشيوعيين وكل الطيبين من ابناء شعبنا، الذين عرفوها في الوطن، وفي مختلف بلدان المهجر الاضطرارية، انسانة متواضعة، نذرت نفسها من اجل الوطن والشعب وانغمرت في النضال من اجل حقوق المرأة وهمومها، مدافعة عن حقوق الامومة والطفولة في العيش الكريم السعيد ومتفانية في الكفاح الشاق من اجل قضايا مصيرية عادلة .. ولهذا ستظل خالدة، والى الابد في ذاكرة شعبنا ...

تقول الشاعرة ـ فريشتة ـ : عرفت المناضلة ام شوان من خلال عملي معها في رابطة المرأة العراقية وناضلت تحت قيادتها لمدة معينة .. كانت مناضلة متسلحة بالطيبة والبساطة والمحبة الغامرة، اضافة الى انها كانت امرأة باسلة اقترنت بالايمان الثابت بقضايا شعبنا الاساسية .. وبرحيلها فقدنا مناضلة لم تنحن للدكتاتورية ولا لأية قوى رجعية اخرى رغم جبروتها وارهابها .. وبقيت واقفة كالجبل امام عواصف الارهاب تناضل مع رفيقاتها من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ....

لقد خسرت الحركة الوطنية والحركة النسوية  العراقية والكوردستانية برحيلها، واحدة من اخلص مناضلاتها، واشدهن وفاء لمثلها واهدافها السامية، واكثرهن اقداما في الكفاح من اجل القضية الكبرى ـ قضية حرية وسعادة الشعب ....  

 وقد كتب  الشاعر الكبير (احمد دلزار) قصيدة بمناسبة رحيل  المناضلة ـ فتحية محمد مصطفى ـ يقول فيها (*) :  

هاوري (فه تحيه) ى هاوسه ري شه هيد

(عادل سليم) ى دليروره شيد

شيره ژني بووتاحه زكه ي ﭽالاك

له روژاني ره ش بويروبى باك

له شاروشاخا، تيكوشانى كرد

وه ك ﭙيشمه رﮔﮫيه ك به رخودانى كرد

دواي خه باتي سه خت، له ﭽول وﭼيا

حه ﭭده سالى خشت له غوربه ت ژيا

تا هه شتى ﭙينجي دووهه زارونو

له خاكى سويد له شارى مالمو

دله ﮔﮫ وره كه ى فه تحييه ى هيژا

له ليدان كه وت له نا كووه ستا

هه زاران دروود هه زاران سلو

بوشيره ژني ژيان ليبرو. 

وتقول المناضلة وهبية علي هورامي (ام جبار) :

كانت ام شوان  قيادية في رابطة المرأة العراقية وهي من النصيرات الطليعيات اللاتي شاركن في ثورة ايلول مع فصائل انصار حزبها ( في منطقة دركلة ) ، كانت لها دور بارز في نقل السلاح والعتاد والمواد الطبية والمنشورات . . اضافة الى مسؤوليتها في البريد الحزبي سنوات العمل السري قبل ثورة 14 تموز، ثم بعدها ...

عرفتها البيوت الحزبية في بغداد والموصل وكركوك والسليمانية  ومناطق العراق الاخرى ... وتحول بيتها في بداية الثمانينات الى بيت حزبي، فهي التي كانت تخطط وتوفر مستلزمات استقبال وترحيل  عشرات المناضلين والمناضلات الى اماكن اخرى  ... وانقذتهم بذلك من الوقوع بيد العدو.. وعبرها تم ايصال عدد ليس قليل من الرفاق الملتحقين الى القواعد الانصارية .....التحقت بقوات البيشمركة مع ابنائها في اواسط الثمانينات …. بعد ان صار الوضع لايحتمل بقائها في مدينة اربيل .....

نعم اغمضت هذه المناضلة وقبل سنة عينيها الى الابد وهي تأمل برؤية عراق خالي من الدكتاتورية والعنف والارهاب ـ شان الكثيرين من رفيقاتها ورفاقها ومن ابناء الشعب الاخرين ـ اغمضت عينيها في المنفى، بعيدا عن وطنها وناسها الاحبة ....

ان الصورة المشرقة والبهية للمناضلة (ام شوان) ستبقى خالدة في قلوبنا جميعا ـ ورغم رحيلها الا انها تبقى واقفة بشموخ امامنا بزهوها وعنادها وكبريائها، وببسمتها التي لم تفارقها رغم المصاعب والمشقات التي مرت بها في نضالها المرير من اجل الانسان والانسانية ـ نعم فقد كانت ينبوعاً منحنا دوما الامل والثقة والذاكرة المتيقظة مقرونة بالدفء والمحبة والمواصلة رغم الصعاب والانكسار وانسداد آفاق ....

اخيرا..... وبهذه المناسبة اوجه ندائي الى كل من الدكتور كاوه محمود وزير الثقافة والشباب في حكومة الاقليم والمستشار الثقافي لرئيس حكومة اقليم كوردستان الاستاذ  زيره ك كمال والسيد نوزاد هادي محافظ اربيل وكل الجهات المعنية  ان يكرموا الراحلة فتحية محمد مصطفى  لنضالها ولدورها البارز في مقارعة الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة ولدورها الطليعي في الحركة النسوية التحررية العراقية والكوردستانية كرابطية من الرعيل الاول ناضلت كتفاً لكتف مع المناضلات الرائدات من اجل العدالة الاجتماعية والمساواة وذالك باقامة نصب تذكاري واطلاق اسمها على احد الاماكن العامة في مدينتها اربيل العاصمة اكراما وعرفانا لها ولتضحياتها الجسام ولمواقفها البطولية التي ظلت وستظل ملازمة لذاكرتنا في سبيل حياة مضيئة للشعوب وللقوميات المتاخية في كوردستان والعراق ......

لكِ السلام ايتها النجمة الحمراء التي اضاءت طريقنا ووقفتِ معنا في احلك الظروف وحولتِ الامنا وسخطنا الى اناشيد للحرية وزرعت فينا مواسم الفرح والبسمة والامل المنشود بعراق خالي من الاصنام والعبودية .......

لكِ ايتها الغالية مجد المناضلة والبيشمه ركة  والانسانة والأم الرؤم  .....

ستبقى ذكراك متلألئة على الدوام ..................... 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(*) القصيدة تحكي بشكل عام عن بطولة ونضال الراحلة ووزوجها الشهيد وعن تلك السنين التي ناضلت فيها مع رفاقها في الجبال والمدن العراقية ضد الحكومات العراقية المتعاقبة ..... 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com