العرب .. ماذا بعد حلول الأبتلاء الدنيوي؟

 

صادق الصافي - النرويج

sadikalsafy@yahoo.com

ذُكِرَ أن الأبتلاء يصيب حتى الصالحين بدليل شمول النبي موسى مع قومه بالتيه في صحراء سيناء، وقد شمل الأبتلاء للحسين وعائلته أيضاً رغم أنهم من آل بيت الرسول الكريم, ولايستثني البسطاء من عامة الناس الآخرين., .

حكي أن رجلاً من اليهود قال ل علي بن أبي طالب -ع- ما دَفَنتُم نبيكم حتى قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير, فقال علي ..أنتم ما جفت أقدامكم من ماء البحر حتى قلتم ..أجعل لنا ِالهاً كما لهم آلهة.؟

كم راودنا العجب.. ماذا حصل للعرب... من تراجع وخمول وتعب.؟ بعد أن أقاموا دولاً متحضرة مزدهرة الأولى دولة الأمويين في دمشق والثانية في الأندلس، ودولة العباسيين في بغداد ودولة الفاطميين في القاهرة، وكانت جيوش الأسلام من الفاتحين شرقاً وغرباً.....؟

يبدوأن لعبة الأقدار ضد العرب، أضعفتهم .. خيبت ظنونهم .؟ قساوة الحياة أذاقتهم مرارة الأخفاق .. صار جرحاً لايبرأ ولا يموت, سادت الحروب من كل حدب وصوب وذهب الرخاء وحل الأبتلاء.؟

كوقع الصاعقة هذا الحزن.. يحرمنا حتى من الأبتسامة - تلك الكلمة المعروفة من غير حروف - حتى هذه الضحكة في بلادنا صارت جرحاً يجثم على أرواحنا ظلماً بعض الناس يقبل ذلك الأبتلاء صابراً، بعضهم يعترض، ولقلة الأيمان بعضهم يخرج عن طوره من غير عادته مشككاً حتى بالعدالة الألهية، عن الأمام علي - في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال والأيام توضح لك السرائر الكامنه.-؟

قال شاعر....

أقلل عتابك فالبقاء قليل --- والدهر يعدل تارة ويميل

وقال شاعر آخر....

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر -

والعيش عيشان ذا صفووذا كدر

ويعد أبتلاء الأمة بحاكم جائرظالم الأشد قسوة، يليه خطر الفقر والفساد، قال - بيتر أيفان - مؤسس منظمة الشفافية -

أن الفساد هوالمسبب الأساس للفقر، وأعتبر أنهما علتان تغذيان بعضهما البعض وتحبسان الشعوب في دائرة البؤس، وأذا كان الهدف هوتحرير الناس من الفقر،فيجب مواجهة الفساد بشدة

في البلدان العربية أصبح الفساد سلوكاً وممارسة داخل مؤسسات الدولة وفي أوساط المجتمع له فرادة عجيبة غريبة, أبتداءاً من كرش السيد الرئيس - القائد - الامين العام - والقائد الأعلى للقوات المسلحة وحاشيتهم... الى أصغر موظفي الشرطة والبلدية، تعكس الفراغ في كل شئ، فراغ العقل, فراغ القلب، فراغ اليد والجيب, نتيجة سوء أستخدام المناصب وأستغلالها لغايات شخصية، حيث أصبحت الرشوة ضرورة عند المواطن كالطمغة، حتى أن معظم المواطنين العرب يأسوا من أنتظار الأصلاحات في مجال حقوق الأنسان والحريات العامة وتحسين المستوى الأجتماعي المعاشي والخدمي ومعالجة الخلل السياسي والثقافي والأقتصادي وثغرات الدساتير، فقالوا لم يبقى لدينا اِلا ثلاث خيارات .؟ أما الثورة ضد حكامنا, والهجرة خارج أوطاننا، والموت داخل أسوارسجون بلداننا.؟

قال رسول الله - ص - أنصر أخاك ظالماً ومظلوماً.

.فقال رجل ..أنصره أذا كان مظلوماً .؟ كيف أن كان ظالماً .؟

قال الرسول .. تحجزه - أي تمنعه - عن الظلم .؟

من يقوم بهذه المهمة النبيلة..؟

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com