|
إضاءة .. (بالروح بالدم)
حامد كعيد الجبوري لابد من صنم لكي نموت دونه .... ونسبق الأمم بهذه الكلمات المجتزئة من قصيدة للشاعر الكبير موفق محمد وهو يتحدث عن ما كان وسيكون برؤيا شاعر حاد البصيرة والبصر عن عراق الجراح والقتل والدمار والسرقة المشرعنة، تقول جداتنا ونحن نتحلق حول مدافئهن البدائية في شتاءآت البرد العراقي القارس بال (الجوانيين) – ك1 وك2 -، أو قرب أسرتهن أيام الصيف اللاهب ونحن نفترش سطوح منازلنا وهن يحكيننا قصصهن الخرافية تقول الجدات (أبو المثل ما خله شي ما كاله)، ومن تلك الأمثال الحِكَم التي هي حصيلة حصاد سنين طوال لشعوب الإنسانية، ( أنت أمير وأني أمير منو يسوك الحمير)، ولو حاولنا تطبيق المثل أعلاه على الواقع السياسي العراقي لوجدناه مجسدا لما نريد قوله، فصاحب أعلى المقاعد لا يستطيع تشكيل حكومته لأنه لا يتمكن من جمع ثلاثة أرباع الأصوات لتسمية رئيس الجمهورية ومن ثم تسمية رئيس الوزراء بواقع النصف زائدا واحد، وهو متمسك بذلك دستوريا كما يدعي، والطريف أن ناطقهم الرسمي يرفض أن يكون إلا بالصدارة لتشكيل الحكومة إياها، وحين حاججه مقدم البرنامج قائلا أن كثيرا من الدول فازت بالأغلبية ولم تستطع تشكيل الحكومة وإليك إسرائيل مثلا، أجابه بأي منطق تتحدث نحن الأكثرية فلم نقبل أن نكون أقلية ونبقى بالمعارضة، والكتلة الأخرى التي تآلفت مع كتلة أخرى بعرس سنشهد طلاقه لأنه غير متكافئ وربما زواج تسيار او متعة، ومطمع رئاسة الوزراء هدف يسدد الجميع سهامه نحوه، والكرد يريدون وآخرون يطمحون وآخرون يرون أنفسهم بيضة القبان، وهكذا، ( آنه أمير وأنت أمير منو يسوك الحمير)، أما هؤلاء ...... فلا هم لهم إلا التطبيل والرقص على شئ لم يلمسوه، سابقا يأتي القائد الضرورة ويستقبل ( بالروح بالدم نفديك يا ..)، وهم نفسهم حينما أتى رئيس الوزراء الأسبق أستقبلوه كذلك بالشعار إياه مضيفين له شعارا أكثر تكريسا وتأطيرا للطائفية، وكذا حدث مع رئيس الوزراء السابق والحالي، اللهم إلا واحدا منهم كان على خلاف مع تيار إسلامي ما، وحين خروجه من مكان مقدس، إنهالت عليه آلاف ...... وهو يتقيها بيديه ولم يفلح، ما أريد قوله متى نجد سياسيا يتجاوز ويرفض أن يستقبل بهكذا شعارات هو أعرف من غيره أنها غير حقيقية، ومتى يعي هذا الشعب بأن هؤلاء ماهم إلا أداة طيعة بيد أسياد ينفذون ما يشتهي السيد الجليل، ولتقريب الصورة أقول، منذ سقوط صنمنا الأول وليومنا هذا لم تستطع أي حكومة أصدار شئ دون الرجوع للسيد المحتل، ومثل لذلك بسيط جدا، لماذا لا يمنح متعلم السياقة الجديد أجازة السوق لقيادة سياراتهم، ولماذا تترك العملية كيفية كما يشاء صاحب السيارة، فهل هذا يمس السيادة الوطنية المنقوصة، ولأني شاعر شعبي، ولأن فن الملمع قد أوشك على الاندثار فقد كتبت الأبيات التالية حفاظا على فن الملمع وليس لإيقاظ النائمين. هجرنا حقول الرافدين ونخله ومدينه أيدينه الحشف نستعطي بالنفط نسبح والعراق كبركة ونوكف بالسره ساعات ما نبطي وأحزابنا للهدم قدس سرها تاخذ خيرة من أتحلل وتسطي ( علم ودستور ومجلس أمة ) وحكومتنا أجازة سوق ماتنطي للإضاءة ........... فقط .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |