|
ثقافـة الناطـق الإعلامـي زاهر الزبيدي لا يخفى على أحد أهمية الناطق الإعلامي أو المتحدث الرسمي لحزب ما أو لمؤسسة حكومية في إيصال أخبار هذا الحزب او تلك المؤسسة باعتماد ادق معايير الشفافية والمعلوماتية و بتبني الأسس العلمية الصحيحة لأي إعلان ، فهناك أسس عالمية تحدد مدى مسؤولية الناطق الإعلامي في تداول ونشر أخبار حزبه أومؤسسته والتي من أهمها تجنبه الدخول في ضبابية الخبر . فالبيان الصحفي أو الحديث الذي يطلقه المتحدث سوف يتحول بعد ثوان الى خبر أو مقاله تتلقفها الفضائيات والصحف المحلية والعالمية لتسوقها الى الشريحة المستهدفة ولكن بعلبة أخرى تحمل بصمة التوجه الأعلامي والفكري لتلك الفضائية والسبب في ذلك هو الضبابية في التصريحات وبطبيعة الحال كل ذلك سينعكس على توجهات الحزب أو المؤسسة التي ينتمي لها . وعليه فعلى الناطق الإعلامي أن يكون عارفاً بأمور حزبه وملماً بأمور واقع مجتمعه الذي قد يكون قاب قوسين أو أدنى من الانفجار وقد يسهم، بصورة جزئية، في إشعال ذلك الفتيل أو نزعه. لذلك فأن الإدارة الإعلامية لحزب ما يجب أن يتبناها متخصصون لهم صفات محددة قياسية ولهم المعرفة التامة بإدارة الأعلام وإدارة البيانات الصحفية بعيدة عن التوجهات التي تغيير الخارطة السياسية أمام ذلك الحزب مما يقود حزبه للدخول في دوامة التخبط الإعلامي بدليل البيانات المتناقضة عن حال الأئتلاف وموقفه من الأئتلافات الخرى والذي سيؤدي بالتالي الى أنحسار التأييد الشعبي له ومن ثم فقدان ثقة الرأي العام . والوضع العراقي وضع خاص وما يميز خصوصيته هو كثرة الأحزاب والأئتلافات السياسية المذهبية منها والقومية وذلك الخليط المنوع منها يجعل الناطق الإعلامي على مسؤولية كبيرة وبصعوبة واضحة المعالم لكون الوضع العراقي في الوقت الحاضر من الممكن أن يشتعل بفعل تصريح إعلامي ضبابي بسيط بفعل توتراً في العلاقة بين الطوائف والمذاهب الموجودة فيه وتلك نتائجها ملموسة لمس اليد في العراق الذي شارف في أعوام مضت على الدخول في حرب طائفية تهلك الحرث والنسل لولا مشيئة الله . لقد احتلت أخبار العراق حيزاً لا بأس به من الأخبار العالمية وشغل مساحة لا بأس بها من مساحات الصحف الدولية بكافة عناوينها لكون التجربة الدموية التي يمر بها العراق ،ويدفع أبناءه تكليفها النفسية والأقتصادية، ليست سوى أختباراً عالمياً لمساويء الأنتقال المفاجيء من الدكتاتورية الى الديمقراطية الصرفة ، وكذلك دور السياسيين الذين لا يمتلكون (النضوج السياسي الكامل ) في قيادة بلادهم الى حافة الهاوية . وعليه فأن من أهم صفات الناطق الإعلامي في العراق حصراً : 1. الإلمام الكبير بفن دقة وقواعد صياغة البيان الصحفي المؤثر أيجابياً وأبتعاده عن الضبابية التي تغلف أغلب البيانات الصحفية في الوقت الحاضر . 2. قابليته على الاستماع والإنصات المؤثر. 3. له القابلية على فهم وأدراك فعالية بيانه الصحفي من خلال أستباقة لتأثيرات ونتائج هذا البيان على عموم مجتمعه . 4. قابليته على تجنب أحداث التوترات الغير مبررة في العلاقة بين حزبه والأحزاب الأخرى المنافسة أو المشاركة في العملية السياسية وما يتبع ذلك من تأثرات سلبية على الواقع المجتمعي . 5. تجنب تضمين البيانات الصحفية الكلمات المؤثر تأثيراً سلبياً والتي تدخل في مجال السب والقذف والتشهير والتي قد تجرّ حزبه الى المسائلة القانونية. من جانب آخر عليه أن يحسن التصرف إزاء البيانات الصحفية المعارضة لحزبه وعدم مقابلتها بالاستهجان فهي على الرغم من كل شيء رأي يتوجب عليه احترامه . 6. قابليته على إدارة الأزمات السياسية التي حصلت ولازالت تحصل بسبب الوضع السياسي الحالي في البلد وتوجيه تلك الأزمات لإضافة نقاط إيجابية لحزبه ولخلق مجتمع آمن. فعلى رؤساء الأحزاب والأئتلافات السياسية التدقيق في أختيار الناطقون الإعلاميون أو الصحفيون لهم لما لتلك المسؤولية من دور كبير في تحديد الأطر الفكرية والسياسية لكل إئتلاف ، بل قد تكون هي الخطوة الأولى في مجال بناء مؤسسة إعلامية رصينة تصنع الإبداع وتؤسس لحضارة صحفية يقودها الناطقون . لم يحن لغاية الأن موعد الأقرار النهائي بفشل أو نجاح الناطقون الصحفيون للأحزاب العراقية ولكننا على موعد قريب معه .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |