|
حكاية .."شاكر الجوعان"
يحيى السماوي (شاكر الجوعان أحد ثوار الانتفاضة الجماهيرية في السماوة عام 1991 .. كان من بين الذين اقتحموا مديرية أمن النظام المقبور .. أبى مغادرة العراق حين فشلت الانتفاضة فألقي القبض عليه وعذب تعذيبا وحشيا قبل إعدامه) حين سقط مُخرّزا ً بالرصاص تدَحْرَجَ من السفح ِ إلى القِمّة حتى صار سارية ً للعلم الوطني ! أما القاتلُ فقد سقط من أعلى سُلّم غروره إلى بئر الخطيئة ملوّثا ً بوحل العار تحفّ به اللعناتُ بينما " شاكر الجوعان " يستحم ببخور الصلوات هناك .. في الأعالي ! ** أنا بحاجة ٍ إلى سوط ٍ كي أغدو جلّادا .. بحاجة ٍ إلى صحن ٍ ورصيف ٍ كي أغدو شحّاذا .. ولكي أحمل الشارةَ القرمزيّة َ فإنه يلزمني ذئابٌ بشرية ٌ تنهش لحمَ الأطفالِ وسكاكين تحزُّ حلمات ِ الأمهات مع مساحةٍ شاسعةٍ من النذالة ! ولكي أكون طاغية ً يلزمني ما تقدّمَ وأن أُسْقِطَ من جبيني آخرَ قطرةِ حياء .. ومن قلبي آخرَ نبضةِ رحمة .. ومن حقل رجولتي آخرَ عشبة ِ شرف .. أمّا من أجل أنْ أكون وطنيّا ً فإنه يلزمني وطنٌ وشعبٌ أقاتل من أجلهما حتى الشهادة !!
هكذا كان يقول " شاكر الجوعان " مع أنه لم يدخل مدرسة ولم يقرأ منشورا سريّا ولم يُحاول أن يكون أبا ً فقد ظلَّ طفلا ً حتى وهو على مشارف الخمسين حين سقط مُضرّجا ً بحب العراق فتدحرج من السفح إلى القِمّة !
وبسذاجة طفل ٍ حكيم كان يقول : لا يجوز لنا تعليقُ بنادقنا في المشاجب قانعين بما حققناه الليلة .. فالطمأنينة المؤقتة قناعُ من أقنعة الجبن والقناعة ُ خَدَرُ الثوريّ المتحفّز ِ للوثوب .. ولئن حررنا الأرض من الطواغيت فغلينا تطهير الفضاء من دخانهم ياصاحبي !
أرضنا الحبلى بالينابيع تتسعُ لحقول ٍ جديدة .. نحن نمتلك السواعدَ والمجارفَ وأقاليمَ شاسعة ً من الإرادة .. فلنوقظ الينابيع من نومها لتقوم الغابات .. الغابات التي تصدّ الهجيرَ والرياحَ الصفراءَ .. فاحملْ معولك إنْ كنتَ لا تستطيع حمل البندقية !
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |