نواقيس قتلنا دقت سردشت!!!

حيدر الحجامي

wwwhh13@gmail.com

"ثمن الكرامة والحرية فادح .. لكن ثمن السكوت عن  الذل  والاستعباد أفدح"

مثل عربي

لا ادري هل سيفاجأ البعض من لغة مقالي التي تعتصرها أوجاع قاسية وانأ أحاول إن المس جرح ندي بيد مثخنة بالحبر وببقايا دم وزعته رصاصاتك الثلاثة على جدار  يسمى زوراً حرية التعبير، وأنت تودع هذه الحياة طالباً منا إن نبدأ بسطر حيث تتوقف، لكن من أين يمكن إن نبدأ وأنت لم تبقي لنا شيء لنقوله سوى إن نرثي بعضننا البعض . 

أيها المغدور، لا ادري هل مر عليك المثل الذي افتتحتُ به مقالي هذا ولكنني متيقن تماماً انك قرأته ُ كثيراً، وتأملته أكثر مني بملايين المرات رغم انك تدرس آداب انكليزي،اعلم إن البعض لن يعير أهمية لكلماتي ولكنها حسرة ودمعة  اذرفها . 

للحظات بطيئة تعودت إن أقف كلما فكرت بكتابة مقال ما، لكنني هذه المرة لم أتوقف هذه اللحظات بل أخرجت ما في جعبتي من أسى  وانأ أحاول إن الملم ثلاثة وعشرون ربيعاً جمعتها في جعبة هذه الحياة،وقد بعثرتها ثلاث رصاصات طائشة أو لا، المهم أنها  استقرت في رأسك في محاولة مبتسرة لقراءة هذه الأفكار التي تطلقها وأنت تفكك لغة لا يفككها سوى مجانين من  أمثالك وهم يقتحمون أسوار مسورة تحرسها كلاب تشم رائحة الحبر من ألاف الكيلومترات أو ابعد من ذلك ورغم ذلك تخاطر وتقترب من تلك الأسوار.

احد الجنرالات الألمان من أعوان هتلر  قال (أضع يدي على مقبض مسدسي حين اسمع بكلمة  الثقافة)، نعم أنهم يملكون الرصاص لكننا  نملك افتك من ذلك بكثير، نعم أنهم يغتالون الكلمة تحسبا لأي طارئ قد يطرأ على مسيرة القمع المتواصلة كالسلسة، لكنني لم اعرف أنهم ضعفاء الى هذا الحد  وجبناء الى هذه الدرجة، سردشت (سرو) كما تقول عن نفسك، اللحظة التي تختار فيها المواجهة وان تمسك قلم، لحظة حاسمة وعليك إن تحدد هدفك، وإلا فلن تعدو كلماتك عينيك، ولن تجني سوى خسارة الحبر الذي أرقته والورق الذي لو وفرته لغيرك لكان أفضل.  

نعم الخيار الذي يجب إن تختاره سيحدد ملائمة مستقبلك وحاضرك وربما سيكون ماضيك أكثر ارتباطاً به، يحيرني دائماً سؤال لا يجبني عليه سوى فولتير حين يقول  (أينما وجد الظلم فالكتاب هم المسؤولون عنه) نعم هذه الحقيقة عزيزي .

وأنت تودع هذه الحياة كنت أكثر منا أدركا لها، البعض يفضل  إن  يبقي الحياة قصائد مشفرة و يلتذُ بالهروب من مواجهة الصفيح الساخن  الذي سيطبق يوماً ما على مؤخرته الهاربة باتجاه جدار العزلة، متمترساً خلف لغة المصطلحات الرنانة  .

لكنك قهرت هذا كله كنت أكثر وضوحاً من اؤلئك الهاربين،وقلت الذي يجب إن يقوله الجميع، ولكنني أردت ُ إن أسجل اعتراض بسيط أيها الصحفي في توقيت خروجك من هذه اللعبة، نعم لم يكن الوقت مناسباً للرحيل فأقلام مثل قلمك نادرة الوجود، وشاب مثل شبابك هم من نبحث عنهم لنرفع صوتاً مدوياً إننا أبناء العراق الذين طحنتهم  آلة الحر ب وشردتهم لغة الطائفية ومزقتهم فتن سود أقبلت كقطع الليل المظلم لتأكل اليابس والأخضر، نحن ُ لا نخاف الموت ومُثلنا أنت، لكن عزائي انك أعلنت عن نيتك الرحيل بعدما سجلت اسمك في قائمة الأموات الإحياء مثل الألوف الشباب الذين أكلت أجسادهم كلاب سائبة في الأرض الحرام، وبالقرب من صفوان حيث اشتعلت السماء أو امتلأت بهم هذه الأرض المضرجة بالدماء في مقابر جماعية واسعة الانتشار، أو اؤلئك الذين تمزق أجسادهم سيارات الموت الناسف الذي أصبح جزءاً من ساعات حياتنا المتكررة، وعزائي الأخر انك نلت موتاً  تراجيديا كالذي طلبت إلا ترى كم يقدرون طلباتنا وينفذونها لنا  (سأنتظر حتفي وموعد اللقاء الأخير مع قتلتي. وأدعو إن يعطونني موتا تراجيديا يليق بحياتي التراجيدية. أقول هذا حتى تعلموا كم يعاني شباب هذه البلاد وان الموت هو ابسط اختياراتهم. حتى تعلموا إن الذي يخيفنا هو الاستمرار في الحياة وليس الموت) سردشت . 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com