بنت الرافدين

رحلة الى الجنة الخضراء

منار العابدي

قبل أن تأتي الى فنلندا إعلم جيدا أنك ستعيش في بلد مزدوج من ناحية المناخ، ففي نفس البلد ونفس الزمان والمكان تتغير كثيرا فنلندا ما بين اللون الأبيض الفضي والأخضر المنعش.. فكيف يحدث هذا التغيير المفاجيء؟؟

طبيعة مناخ فنلندا غريب بعض الشئ، فأنت تجد نفسك في فصل الشتاء داخل قطعة جليد بيضاء تخلو من كل عشب او لون آخر، اضافة الى ذلك فان درجات الحرارة تنزل تحت الصفر بكثير، وفي بعض الاحيان ومن شدة البرد والعواصف الثلجية التي تغطي كل شئ طيلة فترة الشتاء رغم هذا تجد من يعيشون في فنلندا يمارسون حياتهم الطبيعية دون كلل او ملل من هذا الجو الغريب والشتاء القارص المميت بعض الأحيان.

في فنلندا لا تجد الشوارع فارغة من المارة تلافيا للبرد والجليد بل عكس ذلك تماما فهذا يزيدهم إصرارا على البقاء وإثبات الذات. إضافة الى البرد والصقيع هناك مشكلة أخرى يعاني منها الفنلنديون وهي الظلام طيلة فترة الشتاء التي تدوم عادة قرابة الستة أشهر.

كل ما ذكرناه لا يحبط من عزائم الانسان الفنلندي بل يعطيه الدافع ليلتقِ في فصل الصيف بكل إشتياق لحرارة الشمس ودفئها. فصل الصيف في فنلندا ليس كباقي الفصول فيها او حتى في الكثير من بلدان العالم، ففنلندا تكون جاهزة ومستعدة لتستعرض أجمل ما لديها في هذا الفصل الحيوي بالنسبة للفنلنديين.

في فصل الصيف تقام أغلب الأعراس الفنلندية والإحتفالات كذلك النشاطات المتعددة وترتيب رحلات جماعية للتخييم في الغابات، فبهذه الطريقة وأكثر يستمتع الإنسان الفنلندي بفصل الصيف بعد طول إنتتظار وكل حسب طريقته الخاصة. في فصل الصيف تكتسي فنلندا اللون الاخضر وبشكل مبالغ فيه حيث تجد ذلك اللون في كل مكان، فما أن يذوب الثلج في بداية فصل الربيع حتى تكتسي الأرض بلون العشب الأخضر ومسحة الأزهار الجميلة بمختلف أنواعها.. فسبحان خالق هذه الجنة على كوكب الأرض. أما البحيرات والمناظر الجميلة فتعطيك دافعا للبقاء والتحمل لشدة ما تقاسيه من فصل الشتاء. هذه جنبة من جنبات مناخ فنلندا الساحر بكل فصوله الغريبة والنادرة.

العودة الى الصفحة الرئيسية