|
عروس مشاريع البصرة كاظم فنجان الحمامي ستفتتح بعد ايام عروس مشاريع البصرة، ولا نبالغ إذا وضعنا هذا المشروع الذي اطلق عليه (بصرة لاند) على عرش مشاريع تطوير مدينة البصرة لأسباب سنأتي على ذكرها باختصار، خصوصا بعد أن استحوذ هذا المشروع على انتباه عامة الناس في هذه المدينة المينائية العريقة, إذ قطعت الموانئ العراقية (صاحبة الأرض) شوطا كبيرا في الاتجاه الصحيح, وقررت إدراج موقع مدينة الألعاب القديمة ضمن خطة الاستثمار العامة. ونجحت في اختيار الشخص المناسب لتنفيذ المشروع الحلم. وتجدر الإشارة إلى إن منشآت المدينة القديمة تعرضت للإهمال والتلف بسبب الأضرار الجسيمة التي أصابتها من جراء الحروب المتعاقبة منذ ثمانينات القرن الماضي, فتحولت إلى مستنقعات آسنة, وصارت موقعا (غير رسمي) لطمر أزبال وفضلات مدينة المعقل في الخفاء, ثم شملتها ظاهرة الحواسم بتداعياتها السلبية. واتفقت معظم الآراء على إن استثمار هذه البقعة المهملة يعد مجازفة غير محسوبة العواقب, ويعدها آخرون معركة خاسرة. بيد ان الجهة المستثمرة حزمت أمرها وتوكلت على الله, وباشرت عملها بعد توقيع العقد مباشرة. وكان لابد من إزالة التجاوزات بالطرق الودية, وبالأساليب اللينة, ولابد من معالجة رخاوة التربة, وردم الحفر الكثيرة, وتسوية الأرض, وهكذا وجدت الجهة المستثمرة نفسها بإزاء ارض قاحلة متروكة, تعج بالخنادق والمنخفضات الممتلئة بالفضلات والقوارض, وكانت الخطوة الأولى تتطلب تهيئة الأرض, وتنفيذ أعمال الدفان بالرمل المضغوط إلى ارتفاع مترين لتغطية سطح الأراضي الرطبة بالكامل. إن من يمر اليوم على موقع المشروع يدرك للوهلة الأولى انه أمام كتيبة عسكرية صغيرة نذرت نفسها لخوض غمار هذه المغامرة الاستثمارية الكبرى, وها هي الكتيبة تواصل تسجيل المنجزات على ارض الواقع بإصرار وعناد لا مثيل له, وتقتحم الصعاب بهمة عالية, كتيبة يقودها رجل همام, يحمل أخلاق وعزيمة أبناء القرى العراقية الذين لا يعرفون المستحيل, ولا تثني عزائمهم الصعاب مهما اشتدت, وأكاد اجزم إن هذه الكتيبة سيكتب لها النجاح المؤزر بإذن الله, وستواصل تنفيذ المهمة المكلفة بها على الوجه الأكمل, وإنك لو أحصيتهم لوجدتهم يعدون على الأصابع, لكنك سترى بأم عينك نتائج ما ينجزونه كل يوم رغم قلة عددهم, فسجلوا نتائج مذهلة تثلج الصدور, وحققوا أرقاما قياسية باهرة تحمل السعادة والفرح لأبناء البصرة, وتبعث على الارتياح. انه إبداع ما بعده إبداع يخفيه هذا الرجل الذي يحلوا له التباهي بأميته للتعبير عن بساطته, رغم إكماله مراحل التعليم الثانوي, وهو معروف بتفاخره الدائم بالانتساب إلى القبائل العربية البدوية الأصيلة. لكنه في واقع الأمر يمتلك كل المواهب الاستثمارية الفذة, والقدرات القيادية المدهشة, والأفكار والمواهب المعاصرة, فتراه يحوم حول مواقع العمل كما الصقر في كل الأوقات بنظرته الثاقبة, وصوته المدوي بالتوجيهات المركزية المتشددة, وإصداره الأوامر السديدة, تسانده في عملة هذا مجموعة من العناصر المتعودة على تنفيذ الأوامر الفورية والتعامل معها بدقة وإدراك كامل لمتطلبات العمل الميداني المفتوح. انتشر رجال الكتيبة في شرق الأرض وغربها بحثا عن أكفأ المعدات, وأحدث الأجهزة, وأفضل التقنيات وأكثرها تطورا, فذهب بعضهم إلى أقصى الشرق حيث يرقد التنين الصيني خلف أطول أسوار العالم, وجلبوا من هناك أحدث المنظومات الضوئية المستخدمة في اولمبياد بكين, وذهب رجال آخرون إلى شمال تركيا للاطلاع على احدث الألعاب الأوربية, فتعاقدوا هناك مع أفضل الشركات المصنعة للألعاب المثيرة. وتواصل الكتيبة مساعيها الحثيثة لبناء أروع مدن الألعاب والمواقع الترفيهية في الشرق الأوسط, والتي ستضاهي المدن الترفيهية في دبي وقطر والسعودية. يكفى أن نستبق الأحداث لنسجل هنا سبقنا الصحفي, ونعلن عن نية الجهة المستثمرة لشراء دولاب هوائي عملاق سيتم نصبه في مدينة (بصرة لاند) بارتفاع 65 مترا تقريبا, وهو الدولاب الأعلى في دنيا الألعاب والمدن السياحية في عموم أقطار الخليج العربي, وستتعاقد الجهة المستثمرة مع الدول الأجنبية لجلب مجموعة أخرى من الألعاب المائية, ففي المدينة بحيرة عذبة يجري تأثيثها الآن بمستلزمات الملاحة والتنزه بالقوارب والزوارق. مع إكساء شواطئها ورصفها بالحجارة المنقولة من مقالع بادية السماوة. وسيزدان قلب المدينة ببرج يتوسط مساحتها ويشرف على مواقعها الرائعة في منظر خلاب يضفي على البصرة لمسات شاعرية كانت في أمس الحاجة إليها منذ زمن بعيد. نحن إذن أمام مشروع عملاق يلامس الخيال ويستدعي تضافر جهود الجهات المعنية في محافظة البصرة لتقديم الدعم والعون والإسناد للجهة المستثمرة, وتسهيل مهمتها من خلال تذليل الصعاب, ومن خلال تجاوز العقبات الروتينية. وأرى إن من الواجب إبداء كل ما نستطيعه من مساعدات وتسهيلات في سبيل تعزيز هذه الجهود الصادقة, والمضي قدما نحو إكمال مراحل عروس مشاريع البصرة, والإسهام في تشييد هذا الصرح السياحي الوطني الذي سيكون متنفسا ترفيهيا يليق بالبصرة الصابرة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |