|
كل هذا العراق يختصر برئيس وزراء
حمزة الشمخي منذ السابع من آذار الى يومنا هذا، ولعبة شد الحبل مستمرة بين القوائم الفائزة في الإنتخابات النيابية، دون إحترام أصوات الملايين العراقية بعد أن حصلوا عليها، والتي أوصلتهم الى هذه المواقع والمراكز، وجعلت منهم من المتنافسين على السلطة والنفوذ والقرار . كل هذا الصراع والفوضى وتأخير تشكيل الحكومة، من أجل منصب رئيس مجلس الوزراء، لا من أجل تحقيق الأمن والبناء، وتوفير العمل والماء الصالح للشرب والكهرباء، بل من أجل المنصب الأول في السلطة، وهذا هو حال أغلب من حكموا العراق من قبل، كل شئ من أجل أعلى الكراسي لا من أجل الشعب . من المعروف على السياسيين المرموقين، أن يحترموا إرادة شعوبهم، وعلى سبيل المثال، قبل أيام حصلت إنتخابات في بريطانيا ليوم واحد فقط، وفاز بها حزب المحافظين على حزب العمال بمقاعد لا تؤهله بتشكيل الحكومة لوحده، إلا بالتحالف مع حزب الديمقراطيين الأحرار، وهذا ما حصل خلال خمسة أيام، أما نحن تجاوزنا الشهرين والنصف دون أن تتم حتى المصادقة على نتائج الإنتخابات! . أن حالة العراق اليوم، ومن خلال ممارسات قادة الكتل الفائزة، المتنافسة على رئاسة الوزراء والوزارات السيادية، تعيدنا الى ماضي الفردية والتسلط، دون الإهتمام بمصالح الشعب وتطلعاته، وهل من المعقول أن يرهن شعب بكامله بيد زعيم هذه الكتلة السياسية أو تلك، من أجل الحصول على ما يريد من منصب ؟ . لا يجوز السكوت بعد كل هذه التجاوزات، التي تتعارض مع إبسط مبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وحق الشعب في إختيار من يقود السلطة السياسية الإجتماعية في البلاد . وهل من الصحيح أن يختصر العراق، بكل تاريخه وثرواته وإمكاناته وطاقات شعبه بشخص رئيس الوزراء؟، والذي بسبب النزاع على هذا المنصب، لم تتشكل الحكومة العراقية الجديدة لحد الآن، وهل أن مصالح الأفراد أهم من مصالح الشعب والوطن؟ .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |