منصب الامين العالم اجهض الجامعة العربية 

 

 جمال الخرسان/ كاتب عراقي

gamalksn@hotmail.com

ذلك التاريخ الطويل العريض من القمم الاستثنائية والاعتيادية لم يسفر عن شئ بل كان مجرد هواء في شبك، حيث كانت ولازالت واحدة من اهم الاهداف التي تقف وراء انعقاد القمم العربية هو (قمة من اجل القمة ) وزوبعة اعلامية فقط من اجل جلوس الحكام العرب على طاولة مستديرة لاينتج عنها الا ربما احيانا بيان ختامي خجول عادة ما تتم كتابته قبل انعقاد القمة!

ان الاعداء والاصدقاء يقرون بان القمم العربية غير قادرة على اقناع ولو مواطن واحد في العالم العربي بانها يمكن ان تقدم حلولا تدفع بالواقع نحو متغيرات افضل، رغم ان الواقع العربي متردي الى ابعد الحدود وان العلاقات بين الحكومات العربية وصلت الى الحضيض كما اكد ذلك الامين العام للجامعة العربية عمر موسى حين قال: ( اننا نعاني ازمة ثقة فينا وفي ما بيننا، نعم لقد وصل الامر الى درجة غير مقبولة من الاضطراب في العلاقات العربية ).

لمشروع الجامعة العربية الذي تاسس في عام 1945 عيوب اكثر من ان تحصى لكن رئاسة الجامعة العربية هي واحدة من اهم الازمات التي شجعت الكثير من البلدان العربية للعزوف عن ذلك المشروع والتعاطي معه بشيء من الاستخفاف.. ورغم ان الدول العربية اثنان وعشرون دولة الا ان دولتين فقط حظيا بمنصب الامين العام مرة لتونس اما المرات الخمس الاخرى فكانت من نصيب مصر.

ان المشكلة ليست في عدم وجود المرشحين ففي العالم العربي هناك العديد من الشخصيات الدبلوماسية المؤهلة لذلك لكن المشكلة تكمن في تحشيد الدعم لذلك المرشح، وان مرشحي البلدان الاخرى ربما يضعون بلدانهم في مواجهة دبلوماسية مع الجانب المصري الذي يرى ان رئاسة الجامعة العربية من نصيبه فقط وهذا ما تؤكده الوقائع على الارض ابتداءا من تاسيس الجامعة العربية حتى الان بالاضافة الى ان العديد من السياسيين المصريين من امثال وزير الخارجية احمد ابو الغيط ووزير الشؤون القانونية والدستورية مفيد شهاب قد صرحوا مرارا عن حرص مصر ابقاء منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية من نصيب مصر! وهذا نموذج فاضح للوصاية على بقية البلدان العربية لذلك تحاول العديد من البلدان العربية اضعاف دور الجامعة العربية من اجل تحجيم دور الجانب المصري.

ولان الجانب السوري على علاقة متشنجة مع الجانب المصري انطلاقا مما تقدم جاءت الصيحة السورية الغاضبة والمطالبة بضرورة فسح المجال للاخرين!

ومن وجهة نظر خاصة فان رئاسة الجامعة العربية يفترض بها ان تكون بعيدة عن البلدان الكبيرة كي لا تبتلع هذه الاخيرة مشروع جامعة الدول العربية بكل ما فيه وهنا يمكن الاستفادة من تجربة الامم المتحدة التي تفضل اختيار امينها العام من بين البلدان ذات النفوذ السياسي المحدود على مستوى العالم .. والا فمن يصدق ان دبلوماسيا من ميانمار او البيرو سوف يقود المؤسسة السياسية الاضخم على مستوى العالم!.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com