تفاؤل وجه السعد "نشأت"

 


معد الشمري
maadalshemeri@yahoo.com

بعد أن أنهى مهمته الناجحة مع فريقه الهولندي الجديد " تفينتي انشخيده "، خاطفاً اللقب الأغلى في البلاد المنخفضة..من بين فكي المنافس العنيد فريق العمالقة " أياكس أمستردام"، وتحت قيادة المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي "ستيف مكلارين"، حان وقت التفكير والتفرغ لأسود الرافدين، أبطال آسيا، الذين سيخوضون قريباً معترك الدفاع عن لقبهم الآسيوي الأغلى في العاصمة القطرية الدوحة.

إلتقيته في دبي، وكان نشأت أكرم مفعماً بالحيوية والنشاط، وكله أمل وتطلع للعب البطولة الآسيوية مع المنتخب الوطني، وتحقيق اللقب للمرة الثانية على التوالي.

قلت لنشأت: على أي أساس بنيت تفاؤلك هذا؟

قال: لدينا مجموعة رائعة من اللاعبين، ونحن نلعب منذ فترة مع بعض، وليس هنالك ما ينقص هذا الفريق ليكرر الإنجاز.

قاطعته سريعاً: ولكن عامل الاستقرار غير موجود؟

جاب بدون تردد: على العكس نحن مجموعة مستقرة من ناحية المتسوى الفني والبدني، وكذلك مع الأندية التي نلعب لها.

قلت: وهل تعتقد أن الاستقرار وحده كافياً لتحقيق الإنجاز الآسيوي مرة أخرى؟

قال بثقة: هل تعتقد أنت أن المنتخب المصري أفضل منا ليفوز بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية، ويحقق إنجازاً كروياً لم يسبقه إليه أحد من قبل، على الرغم من أن هنالك فرق في القارة السمراء، من هي أقوى وأكثر استعداداً من منتخب الفراعنة؟!

لم أشأ أن أشكك في تفاؤل قائد وسط ميدان أسود الرافدين، وأقلل من حماسته هذه، على الرغم من أن لدي الكثير لأناقشه فيه، ولكنه جعلني ألزم الصمت حيال أسد يتطلع بشغف للموعد المحدد في الدوحة؛ لكي ينقض بشجاعة ويهاجم فريسته. وهذا الكلام بالتأكيد ينطبق على هوار ويونس وعماد واللاعبين الآخرين.

نعم، نشأت أنتم قادرون على فعل المستحيل، لقد حققتم إنجازات لم يسبق أن حققها غيركم. يكفيكم أنكم وحدتم البلد، وجعلتموه يصرخ بصوت واحد وبلسان واحد: عراق.. عراق .. عراق، ولا شيء سوى عراق.

ويكفيكم، نشأت، أنكم فعلتم ما لم يفعله الساسة منذ الإحتلال وحتى اليوم، بل وحتى قبل الإحتلال.

ويكفيكم أنكم بظروفكم الصعبة ووسط القتل والدمار والغربة والإغتراب عن الوطن والأهل والأصدقاء، عدتم إلى "أمكم" بغداد بأجمل هدية، لتمسحوا عن خديها دموع الفراق، وتزيلوا عن كاهيليها عذابات السنين.

نحن بانتظاركم، بل سنكون معكم ولن نقف مكتوفي الأيدي، معكم هنا في بغداد، وهنالك في الدوحة معكم في كل بقعة أغتراب عرفتها أقدام العراقيين. ستجدوننا صوتاً صادحاً، ولساناً يلهج بذكركم.

نعم، تفاءل نشأت إنا معك متفائلون.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com