نهاية التأريخ المادي وبداية التأريخ الروحي في رؤية وتصورالإمام المعصوم .. الحلقة السادسة

 

محمود الربيعي

mahmoudahmead802@hotmail.com

المقدمة الموضوعية 

الحديث في هذه الحلقة سيدور حول مايجري آخر الزمان داخل الحرمين الشريفين في مكة والمدينة من إنتهاكات مخلة بالقيم والأعراف الدينية وإزدياد مظاهر الفساد في الدول الإسلامية وظهور البدع في الدين كالتكفير وقتل النفس المحترمة وإشاعة الإرهاب، وإنتشار مظاهر التفسخ الخلقي في الوسائل الإعلامية الرسمية وغير الرسمية لبعض البلدان الإسلامية، وإزدياد إحتمالات نشوب الحروب بين الدول والجماعات.

 تعريف لمصطلح آخر الزمان

 المقصود بآخر الزمان:  هي الفترة مابين بداية الغيبة الكبرى للإمام المهدي المنتظر وبداية مرحلة ظهوره عليه السلام.

 بعض وجوه ومظاهر آخر الزمان 

أولاً: إنتهاكات حقوق الإنسان داخل الحرمين الشريفين. 

إن من مظاهر الحياة اليوم  هو تعظيم الحياة المادية ومحاربة كل مايتعلق بالدين، ومن ملامح ذلك إنتهاك حرمة المساجد ومنها الحرمين المعظمين الشريفين وقد ظهر ذلك من خلال عمليات قتل الحجاج الآمنين وممارسة العنف ضد الحجاج والتدخل لمنع حرياتهم الدينية والعقائدية والمذهبية وزج الكثير من الزوار في السجون وتعرضهم للمارسات القمعية وتحديد شعاراتهم ومنطلقاتهم الإنسانية والتعامل من موقع الإستعلاء ومنع الحجاج الزائرين من زيارة مراقد أئمتهم ومنع كتب الأدعية والزيارات وعدم السماح بلمس الأضرحة المباركة الشريفة وومنع زيارة قبور أئمة البقيع عليهم السلام وزيارات المواقع والآثار الإسلامية التي ترتبط بحضارة الإسلام وكذلك سائر الشعائر الأخرى التي يعظمها أهل التوحيد والإسلام. 

ثانياً: معاداة حكام البلاد الإسلامية ورجال الدين للنهج الإصلاحي السليم للإسلام  والمسلمين. 

 رغم أن  بلاد الحجاز جزء لايتجزأ من أرض الإسلام والمسلمين وتخضع لسادة خليفة المسلمين الذي تنتخبه أمة الإسلام على أن يمثلهم بجميع فرقهم ومذاهبهم دون أن يفرض فرقته ومذهبه على سائر بقية المذاهب الأخرى إلاّ أن مايحدث هو العكس. 

ثالثاً: شيوع مظاهر الرياء والكبرياء في نفوس السلاطين.

 على خليفة الحجاز أن يظهر تواضعه ويخُرِج نفسه من مظاهر الملك والسلطة إلى مظاهر العبادة أثناء الحج، وأن يلبس ملابس الحجاج المتواضعة ويشارك الناس في تأدية مراسم الحج ويظهر مظاهر العبودية لله عز وجل، لكن مايظهر فعلاً هو محاربة أهل الإصلاح، وينبغي على الخليفة أن يخلع ملابس السلطان ويظهر بمظهر المتواضع.

رابعاً: إشاعة البدع والحَجْر على رجال الإصلاح في البلاد الإسلامية.

 إن الممارسات السرية وقسوة القلوب التي مظاهرها القتل وإشاعة البدع الجديدة التي تفرض على المسلمين بسبب الإجتهادات المنغلقة التي قامت بها الطبقات المترفة التي تدعم كوميديا سياسية قصيرة النظر لاتتعدى تصوراتها عن الدين أكثر من مظاهر الصوم والصلاة وإستقبال الضيوف بالميداليات الذهبية والسيوف المرصعة في وقت يحجر على الإصلاحيين أن يظهروا علمهم، أو أن يفسح لهم المجال للعمل. 

خامساً: فساد الإعلام الرسمي وغير الرسمي لبعض الدول الإسلامية. 

إن جل إهتمامات حكام المسلمين تنصب على شؤون السياسة التي تعمل على تثبيت أقدامهم في السلطة دون أن يبدوا إهتماماً بنشر الثقافة الإسلامية الواعية حيث أن إعلامهم لايتعدى نشر أخبار الملوك والرؤساء دون أن يظهروا أيَّ إهتمام بمشاكل الأمة وأما بالنسبة الى الإعلام غير الرسمي للدولة فإنه يهتم بنشر المسلسلات والأغاني والرقص وصور الدعاية الفاسدة مما يدل على حالة إستخفاف بعقل المسلم وعقلية المواطن العادي. 

حاجة الدول الإسلامية إلى إعلام يهتم بإظهار عظمة الخالق جَلَّتْ قدرته.  

فالإعلام المسيس لايهتم مثلاً بأمور لدين وتعظيم الله أوالإهتمام بآياته الظاهرة كحوادث البراكين والفيضانات والزلازل والخسوفات والكسوفات وسائر العلامات والدلالات والآيات الكونية الأخرى.

 سادساً: شيوع مظاهر الفساد داخل قصور الملوك والرؤساء وداخل مجتمعاتهم التي يديرونها.

ومن مظاهر العصر إهتمام الناس بأمور معاشهم وغرائزهم وملذاتهم دون أن يبدو موقفاً تجاه مايدور في أرض المسلمين من إنتهاك لحقوق الإنسان وعلى العكس فإننا نرى ترفاً صارخاً في صرف الأموال بما لايرضي الله ولارسوله في هذه الدول. 

سابعاً: حصول تغير في الأعراف والتقاليد داخل نظام الأسرة. 

ومن الظواهر العامة التي تلاحظ في المجتمعات حالة إنتشار عصيان الأبناء للآباء وهي دليل على حدوث إنقلابات مخالفة للأعراف والقيم والمبادئ الإجتماعية التي تعارف عليها الناس منذ القدم وتجري في موازاة هذا التحول جملة من التحولات الأخرى منها تمرد النساء وسلطانهن على الرجال بما يتنافى والعادات والتقاليد التي تسالم عليها الناس وإشتهار  المرأة بالطابع الودي الناعم والمرونة في التعامل. 

ثامناً: إزياد إحتمالات نشوب الحروب بين الدول أوالجماعات. 

إن ظاهرة الإنقلاب الحادث في السلوك والأخلاق وتبدل القيم والأعراف وموت المعاني الجميلة وشيوع ظواهر القتل والإحتيال والرشوة والقمار والربا والغش والإعتداء على الأعراض والمقدسات وشرب الخمور وإنتشار أندية الفساد كل ذلك ينذر بكوارث على مستوى السلوك والأخلاق وفي النهاية إزياد إحتمال نشوب حروب ونزاعات بسبب تغير التقاليد والأعراف. 

جزء المقدمة التأريخية ( 6 ) وهي مستقاة من رواية ثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني قدس سره في روضته عن الإمام المعصوم جعفر بن محمد الصادق عليه وعلى آبائه المعصومين السلام. 

ورأيت طالب الحلال يذم ويعير وطالب الحرام يمدح ويعظم ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله، لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين ورأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون بأهل الشر ورأيت مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه (أحد) ورأيت الميت يمر به فلا يفزع له أحد ورأيت كل عام يحدث فيه من الشر والبدعة أكثر مما كان ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به ويرحم لغير وجه الله ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد ورأيت الناس يتسافدون كما تسافد البهائم لا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله ورأيت العقوق قد ظهر واستخف بالوالدين وكانا من أسوأ الناس حالا عند الولد ويفرح بأن يفترى عليهما ورأيت النساء قد غلبن على الملك وغلبن على كل امرئ لا يأتي إلا ما لهن فيه هوى ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه ويفرح بموتهما ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه ومضيعة من عمره. 

الأول: ورأيت طالب الحلال يذم ويعير وطالب الحرام يمدح ويعظم: ويقصد الإمام عليه السلام بذلك  بذلك تعيير طالب الزواج أو العامل بكده وعرقه على إختياره الطريق الصعب لتحصيل المراد، ومدح كل من الزاني والسارق على فعله المشين على إعتبار أن ذلك شطارة ودليلاً على شدة الحيلة، وهنا يمكن التعبير عن هذه المصطلحات بمسميات أخرى في ظل الظروف المتغيرة كأن يدعى الزاني بالرجل المحبوب، والزانية بالمرأة الجميلة الحسناء، ويدعى السارق برجل المال الشهير الى غير ذلك من المزوقات اللفظية. 

الثاني: ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله، لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين: ويتضح من خلال الحديث مدى تغير الحال في سلوك المسلمين بحيث تنتهك الحرمات في أطهر بقاع الأرض في الحرمين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي وهي إشارة الى إرتكاب الكبائر داخلهما كالقتل والسرقة وقلة العفة والمعازف كسماع الأغاني بالموبايل المحمول مثلاً وغير ذلك من التجاوزات الأخرى كضرب الحجاج أثناء طوافهم وإظهار السباب والشتام ولعن المسلمين في مكبرات الصوت أثناء خطب الجمعة ومن الطبيعي أن يكون ذلك بعلم الحكام والمشرفين. 

الثالث: ورأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون بأهل الشر ورأيت مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه (أحد): وهنا بيان للحال في آخر الزمان عندما يتدخل الحاكم في تطبيق الشريعة ويغيرها وفق هواه ومصالحه، وأكثر من ذلك عندما يتصرف المشرفون والمسؤولون بطريقة تمنع العمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيكون أهل الشر هم القدوة يتحكمون في أمر الشريعة وتصرفات الناس بالشكل الذي يخالف الشريعة والأحكام المترتبة عليها. 

الرابع: ورأيت الميت يمر به فلا يفزع له أحد: وهي إشارة الى الجرائم وحوادث القتل اليومية التي ترتكب علناً على مرأى ومسمع من الناس ولايمكن لأحد التدخل أوالإعتراض خوفاً من المجرمين ومن بطش السلطة ومظاهر ذلك مايجري في الدول غير المستقرة كالعراق حيث تنتهك حرمة دماء الأبرياء بأيدي لاتخاف الله ولاتؤمن باليوم الآخر. 

الخامس: ورأيت كل عام يحدث فيه من الشر والبدعة أكثر مما كان: ويعني ذلك تعاظم حوادث الجرائم كالقتل والخطف وغيرهما، وتشريع القوانين بالشكل الذي يخالف الإسلام ويضر بالمسلمين وهي إشارة الى زيادة الخوف والإرهاب والقتل والسرقة وسائر صور الفساد والعدوان وسببه تنامي المجموعات المنحرفة وحكم الحكام المنحرفين. 

السادس: ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء: في آخر الزمان يتبع الناس الأغنياء للحصول على المال أوالوظيفة والمنصب دون أن يكون لهم هم لآخرتهم وشؤون معادهم. 

السابع: ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به ويرحم لغير وجه الله: إشارة الى التمثيل والكوميديا التي يؤخذ عليها الأجر ويدخل تحت عنوانها كل محترف يسعى لإضحاك الناس والحصول على المال بدلاً من صرف الجهد والطاقة فيما ينفع الناس بعمل صالح مبني على الصدق والعمل البناء، وبالتأكيد فإن هذه الأجور لايبتغى منها رضوان الله تعالى بل مخالفته والتعرض الى سخطه. 

الثامن: ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد: ونتيجة للتطور العلمي وبسبب غرور الناس فإنهم يتصورون بأنهم قادرون على فعل كل شئ دون أن يدركوا حقائق الكون والوجود المتعلقة بالخالق فلايلتفتوا الى البراهين المحيطة بهم وتمر بهم الآيات والدلائل الربانية دون أن يتفكروا بعظمة الله وقدرته ويخافوا تحذيره وهم في غفلة. 

التاسع: ورأيت الناس يتسافدون كما تسافد البهائم لا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس: وقد جاء في الصحاح في اللغة: السِفادُ: نَزْوُ الذكر على الأنثى. وفي لسان العرب: والهَرْجُ: كثرة النكاح. وقد هَرَجَها يَهْرُجُها ويَهْرِجها هَرْجاً إِذا نكحها. وفي حديث صفة أَهل الجنة: إِنما هم هَرْجاً مَرْجاً؛ الهَرْجُ: كثرة النكاح. ومنه حديث أَبي الدرداء: يَتهارَجُون تهارُجَ البهائم أَي يتسافدون؛ قال ابن الأَثير: هكذا خَرَّجه أَبو موسى وشَرَحَه وأَخرجه الزمخشري عن ابن مسعود، وقال: أَي يَتَساوَرُونَ. والتَّهارُج: التناكح والتسافُدُ. 

العاشر: ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله: وهل هناك أكثر وضوحاً عن حال المنقلبين آخر الزمان الذين يصرفون المال في المعاصي وإرتكاب الكبائر كسفك الدماء البريئة، وأكل المال الحرام، والزنا، وشراء الضمائر، وجرائم التزوير، والغش في معاملات البيع والشراء، وبناء دور الفساد في الوقت الذي يعيش  فيه الجياع يومهم بلا طعام وليس لهم مأوى يسترهم ويقيهم البرد والحر أويحميهم من بطش المجرمين. 

الحادي عشر: ورأيت العقوق قد ظهر وأستخف بالوالدين وكانا من أسوأ الناس حالا عند الولد ويفرح بأن يفترى عليهما: وبعد أن كان الولد على مر الأزمان يهاب والديه ويبرهما يصبح الوالدان أسيرين لدى الأبناء في حين ترى الأبناء في غاية العصيان لهما ويستخفان بهما ويسخران منهما.

 الثاني عشر: ورأيت النساء قد غلبن على الملك وغلبن على كل امرئ لا يأتي إلا ما لهن فيه هوى: وهنا يشير الإمام المعصوم عليه السلام الى ظاهرة سيطرة النساء على الحكم والسلطة في مجتمع يغلب عليه طابع الضعف والفساد ويسير وفق أهواء النساء، بل ويتعدى ذلك الى سائر الشؤون المادية الأخرى. 

الثالث عشر: ورأيت إبن الرجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه ويفرح بموتهما: وهي حالة المجتمع الفاسد الذي أنقلبت فيه الموازين رأساً على عقب وفيه تفصيل على لسان الإمام المعصوم عليه السلام وتصوير دقيق للحالات السلوكية في العلاقة بين الولد ووالديه عندما يمارس الإبن سيطرته وسطوته على أبويه ويكذب عليهما متمنياً الخلاص منهما. 

الرابع عشر: ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه ومضيعة من عمره: وبالفعل نحن نعيش هذا الزمان حيث نرى الناس يتكالبون على إكتساب الحرام فيفجرون ويسرقون ويَغشّون ويشربون الخمر ويحتالون على الناس لتلبية مطالب نفوسهم وممارسة الرذائل المختلفة. 

خاتمة

 وبالنتيجة فإن مايجري في هذا القرن وفي القرون التي سبقته هو عين مايشير إليه الإمام الى مظاهر الحياة المنحرفة التي تأخذ مساراً يخالف الفطرة وماأعتاد عليه الناس من الإلتزام بالفضائل بحيث تصبح في هذا الزمن تلك الفضائل سيئات وتصبح السيئات فيه حسنات فلا المعروف يبقى معروفاً ولا المنكر يبقى منكراً فكل شئ صائر الى التبدل والتغير بسبب غياب عنصر النبوة والخلافة الشرعية التي تتطلب ظهور الإمام المنقذ لإنهاء كافة المظاهر المنحرفة وإحلال الحرية والعدالة والسلم  بدلها. 

حاجتنا الى الدعاء بتعجيل ظهور إمامنا صاحب الزمان عَجَّلَ الله تعالى فَرَجَه الشريف. 

نسأل الله العفو والعافية والغنى عن شرار الناس وأن يرزقنا الله محبة الخير وأن يصفي قلوبنا من الغيرة والحسد والكبرياء وأن ينقذنا مما نحن فيه من الواقع المرير الذي يمتلئ بالظلم والفساد الذي وصل الى البيوت والمدارس والجامعات والجوامع وبقية بيوت الله، وفي الوظائف والمناصب، وفي الشوارع والمنتديات وبقية وجوه ومظاهر الحياة الأخرى. 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com