|
هل يقود الإهمال مثقفي الجنوب الى الانفصال؟
حيدر قاسم الحجامي/ ذي قار يواصل عدد من المثقفين والأدباء في محافظة ذي قار حديثهم الذي صار لغة مشتركة بينهم بفعل إهمال تتعرض له هذه النخب في ظل فوضى السياسة ومطباتها التي تحاصر الشعب بأسئلة محيرة ومملة فبينما يتمتع ساسة العراق الجديد بامتيازات ضخمة، تتراجع طبقات كبيرة من الشعب الى مستويات دون الفقر حيث يعيش أكثر من 7ملايين عراقي دون ذلك المستوى بينما يواصل أعضاء مجلس النواب السابق حصد اكبر عدد من الهبات والمنح والامتيازات أخرها تقاسمهم لقطع أراضي تصل قيمة الواحدة منها 600الف دولار أمريكي على ضفاف دجلة؛ فيما تؤكد تقارير إن تقاعد رئيس مجلس النواب يصل الى أكثر من 43مليون دينار عراقي علماً إن هذه الدورة شهدت رئيسين لهذا المجلس بينما فضل نواب الشعب الحصول على تقاعد بنسبة 80% من أخر راتب، ومع هذا فثمة من يحاول الإضاءة على جوانب أخرى في عراق ما بعد الدكتاتورية لكن آخرين يؤكدون إن أحلامهم تبددت مع استشراء ظاهرة الفساد المالي الواسعة في العراق، حيثُ تهدد هذه الظاهرة أي مشروع تنموي قد يفك أزمات المواطن الخانقة، وليس المشهد الثقافي ببعيد عن هذه الهموم بل إن الإهمال يطال هذا المشهد ويخيم وجوم مخيف على وجوه المثقفين الذين أصبحوا عرضة للتصفية والمضايقات من جهات متعددة،ويعيشون في ظروف مادية قاسية، ومع تزايد الإهمال والنسيان لأدباء ومثقفي المحافظات الجنوبية انبرى اتحاد الأدباء والكتاب في الناصرية ليفجر سجالاً في الساحة الثقافية بدعوته الى الانفصال عن المركز معللاً السبب الى الإهمال الكبير الذي يعانيه الاتحاد وأعضاؤه، وبعد نقاش مستفيض طرح الاتحاد مشروعاً ثقافياً كحل وسط لهذه الأزمة وقعه أكثر من 48 أديب في المحافظة وضع فيه مطالبه، حيث بدأ المشروع بديباجة شرح فيها المجتمعين أسباب طرحهم لهذا البرنامج منها إن هناك اقصاءاً وتهميشاً لأدباء المحافظات حيث الدعوات والأيفادات والأماسي والامتيازات كلها لفئة معينة من أدباء العاصمة المقربين بعد أن صودرت حقوق فروع المحافظات الأخرى تماما .. حيث لا امتيازات ولا تخصيصات مالية ولا دعوات وايفادات للمشاركة في الفعاليات والمهرجانات داخل وخارج القطر وغيرها وحدد نقاطاً دعا الاتحاد الى الأخذ بها محذراً إن إهمال هذه المطالب لأدباء ذي قار سيقودهم الى إجراءات أخرى، فيما يبدوالاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق منشغل تماماً في تقاسم بعض الامتيازات والمنح كما عبر احد الأدباء الذين التقيناهم إثناء إعداد هذا التقرير، من جانبه قال رئيس الاتحاد العام للشعراء الشعبين وكتاب الأدب الشعبي في ذي قار الشاعر كريم الشويلي : إن المؤسسات الثقافية في المحافظة تتعرض الى إهمال كبير وان مثقفي المحافظة يعيشون على هامش الحياة الثقافية،مضيفاً إن غياب الدعم والتمويل للمنظمات الثقافية وخاصة المنتديات الشعرية اضطر اتحاده ومنذ 2007 الى ألان الى إيقاف كافة نشاطاته التي كانت مقررة على مستوى المحافظة والعراق، وأدى هذا التوقف الى اضمحلال الفعل الثقافي في المحافظة ولم تفلح الاتصالات بالجهات ذات العلاقة في بغداد والمحافظة في إعادة الحياة الى هذه المؤسسة التي تضم أكثر من 350 شاعر وأديب، منتقداً وزارة الثقافة التي وصفها بوزارة محاصصة، وهي لا تعتمد منهجية منظمة في تبني المشهد الثقافي العراقي برمته، مطالباً إن تكون وزارة الثقافة وزارة سيادية، قادرة على تلبية حاجات المثقفين وحمايتهم، جدير ذكره إن المؤسسات الثقافية والنقابية لا تمتلك مقرات لها في ذي قار فاتحاد الأدباء والكتاب يتخذ أعضاؤه إحدى المقاهي في وسط الناصرية مقراً لتواجدهم، بنما تستأجر نقابة الصحافيين غرفة صغيرة في أحدى البنايات وسط المحافظة، ولا يوجد مقر لنقابة الفنانين في لمحافظة ويؤكد اغلب المثقفين اعتمادهم على جهود ذاتية في إقامة بعض الأنشطة الثقافية في المحافظة، ويتساءل الكثير من الأدباء والإعلاميين والفنانين عن فاعلية ارتباطهم في اتحادات ونقابات مركزية مادامت تلك المؤسسات لا تقدم لاعضاؤها شيء يذكر .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |