الحرب والسلام

 

يوسف الفضل
yousif432000@yahoo.ca

لعل الكثير قد شاهد فلم الحرب والسلام التي تروي قصة غزو نابليون لروسيا القيصرية والتي انتهت بهلاك جيش نابليون وهزيمته خلال فترة شتاء روسيا القارص وبحكمة القائد الروسي الذي خطط لتلك الهزيمة بحكمته النادرة. كان قائد الجيش الروسي ينسحب الى عمق الأراضي الروسية امام تقدم جيش نابليون المنتصر! ووصل جيش نابليون ابواب موسكو فهجرت موسكو من قبل القياصرة وقضى جيش نابليون شتاءأ قارصأ هلك فيه معظم جيشه مما اضطره الى الأنسحاب. وكانت مقولة القائد الروسي الشهيرة خلال تلك الحرب "الصبر والوقت" ! كانت الطبيعة هي الجيش الروسي الذي ادى الى انتصارها. والقائد الروسي كان لا يرى ان تراق دماء الروس حتى خلال تقهقر الجيش الفرنسي!

ان غزو الصهاينة لفلسطين يشبه الى حد كبير غزو نابليون لروسيا القيصرية! وهذا التشابه وان كان يختلف ولكنه سيؤدي الى هريمة نهائية للصهاينة الغزاة.

ان الولايات المتحدة الأمريكية وعلى لسان وزيرة خارجيتها هلاري كلنتن قد تنبأت بتلك الهزيمة حينما خاطبت اجتماعأ للصهاينة بان الوقت ليس بصالح الكيان الصهيوني للأسباب التالية: الأول ديموغرافي والثاني عقائدي والثالث التطور التكنلوجي. وعليه فانها اسدت نصيحة الى السلطة الأسرائيلية بان تبادرالى تحقيق السلام مع الفلسطينيين بأقرب فرصة!

ولكن السيدة كلنتون بدت متفائلة لأن الكيان الصهيوني لا يمكن ان يعيش في محيط مجتمع مسلم بسبب عنصريته وممارساته اللاأنسانية. فهم امة قزمأ كما وصفها الشهيد الصدر الأول وكما وصفها الباري عز وجل في القرآن الكريم وفشل مشاريعها لفسادها.

اقول ان روح المقاومة ضروري واساسي في التصدي لمخططات الأعداء أيأ كانوا. ولكن فهم ابعاد الواقع وعناصر القوة والضعف وعنصر الزمن ضروريأ لتحقيق انتصار بأقل تضحيات. ومن الواضح ان عنصر الزمن هو لصالحنا للعوامل التي اوردتها السيدة كلنتون. فالعامل الديموغرافي الذي يمثل عدد الفلسطينيون والعرب والمسلمين كبير جدأ بالمقارنة مع الصهاينة في المنطقة والعالم. وان التطور السريع في مجالي الثقافة والتكنلوجيا والذي يتحقق في العالم العربي والأسلامي لا يمكن السيطرة عليه او تحجيمه. هذا بالرغم من الصعاب والمشاكل الطبيعية والمصطنعة التي تواجه تلك المسيرة. ومن الواضح ان ميزان القوى سيميل برجاحة لصالح العرب والمسلمين.

وان الأزمة الأقتصادية التي يعيشها العالم اليوم يمكن ان توظف لصالح السلام ويمكن ان تدفعه الى حرب مدمرة لينعم العالم الغربي والصهاينة بعدها بهدوء نسبي لفترة من الزمن. فيمكن ان يشمل الدمار مناطق واسعة من منطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها اسرائيل. ويمكن ان تختفي اسرائيل من خارطة العالم ولكن بأي ثمن !

أعتقد ان خيار توظيف الأمكانات المتاحة لتطوير مجتمعاتنا هو أفضل سبيل لتحقيق انتصار نظيف على الكيان الصهيوني. وان عنصر الزمن والتخطيط السليم لتوظيف ثرواتنا البشرية والمالية لتحقيق مجتمعات قوية ثقافيأ وعلميأ واخلاقيأ يمكن ان يلحق الهزيمة بالصهاينة ليس في اسرائيل فحسب بل في العالم بأسره.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com