|
ولائم سياسية ونساء الديوانية تأكل من الأزبال
إسماعيل كاظم البديري/ دبلن كثيرة هي المواقف التي أبكتنا و تبكينا من التفجيرات الإرهابية وانين المرضى وصيحات المتقاعدين ومناشدة الأرامل والأيتام للحكومة بإيجاد ملاذ امن، بلد مقطع الأوصال صراع على السلطة تصريحات ومباحثات وتشبث بالسلطة منافع رئاسية ونثريات وزارية ومزايدات ومناقصات تهديد داخلي وخارجي ووزراء منصبون منذ الخليقة و و و و والقائمة تطول لكن المحزن المبكي أن نرى أمهاتنا يبحثن في ألازبال لجمع الفتات لكي يطعمن عوائلهن نعم يا رئاسات . نعم لقد صعقنا ونحن نشاهد تقريرا على إحدى الفضائيات ومن محافظة الديوانية يظهر مجموعة كبيرة من النساء يبحثن في تلال كبيرة من الازبال وتكلمن بكل جرأة حول سوء أحوالهن المعيشية والقسم الأكبر منهن أرامل يعيلن أيتام لا معيل لهن سوى أكوام الازبال ، واحداهن تناشد المسؤولين اين غيرتكم والله كانت مناظر تهز الأبدان حاولت زوجتي تغيير المحطة لمأساوية التقرير لكن ابنتي الصغيرة زينب ولها من العمر 7سنوات وكان في يدها (سندويج) أبت إلا أن تشاهد التقرير كاملا ، والأدهى إنها بدأت تطلق الأسئلة بابا ماما لماذا يبحثون في الازبال (شمضيعين) فأجابتها أختها التي تكبرها بسنتين إنهم ( يدورون) يبحثون عن أكل يأكلونه ، اتجهت زينب نحو التلفاز محاولة تسليم سندويجها إلى المرأة التي كانت تتحدث في التقرير. محافظ الديوانية تكلم وقال إني خجل ماذا أقول واستدرك قائلا سوف نعمل كذا وكذا الخ من الكلام الذي لا يشبع ولا يوجع . كم كان ضميرك يا زينب الطفلة كبيرا كم تمنيت لو ان البعض لديه ضمير يشبه ضميرك لما كنا نشاهد هكذا تقارير ، قد يقول قائل ان هناك الكثير من الحالات المشابهة التي لم تغطى في بلد يخرج منه آخر برميل نفط . يا ولاة الأمر إن الشرائع السماوية والقوانين الوضعية تكفل حق الإنسان من جوانب المسكن والمأكل والحياة الحرة الكريمة،القرآن الكريم، السنة النبوية ،الدستور العراقي ، الشرعة الدولية لحقوق الإنسان جميعها تنص على آدمية الإنسان وحقه بان ينعم بحياة حرة كريمة. السوآل الأول هو هل يعقل أن نصل إلى أن تبحث النساء في أكوام الازبال لتعيل أطفالها وميزانية العراق الانفجارية كإعصار تسو نامي تتبخر؟ السوآل الثاني كم كلفت وليمتك السياسية يا رئيس جمهورية العراق؟ والأسئلة تطول وتطول لكن نحن مسلمون ولنا في رسول الله وأصحابه أسوة حسنة ولنا أخلاق عربية تتغنى بالكرم والجود ومضت سبع على سقوط الصنم فأين نحن من كلام أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب إذ قال(ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة ولعل في الحجاز أو اليمامة من لا طمع له بالقرص ولا عهد له بالشبع، أوَ أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى واكباد حرى؟) اوَ أكون كما قال القائل: وحسبك داءً أن تبيت ببطنة وحولك اكباد تحن إلى القد إنا لله وإنا إليه راجعون.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |