|
النخب العراقية .. وحصار غزة
صلاح حسن الموسوي مدير مركز الجنوب للدراسات والتخطيط الستراتيجي لا تفترق المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها القوات الصهيونية بحق المتطوعين المدنيين المجتمعين في سفن الحرية لنصرة أهالي غزة المحاصرين، عن السجل الأسود لهذا الكيان منذ تأسيسه على أرض فلسطين والذي يعيش في الآونة ألأخيرة أزمة وجودية تمس مبررات شرعية أقامته بفعل قوى الاستعمار الغربي التي أفرز صراعها المحتدم على المصالح ومناطق النفوذ،نشوء هذا الكيان وتشريد الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات العربي والعالمي، ومصدر الهستريا الصهيونية هو الضغط العالمي لحل القضية الفلسطينية بعد ستون عاما من المآسي التي لحقت بالشعب الفلسطيني وألأحتقان الدائم في الشعور العربي والإسلامي تجاه الغرب المؤيد لإسرائيل والذي بات يمثل تهديدا جديا لمصالحهم الستراتيجية في المنطقة العربية والإسلامية، وإسرائيل التي أنشأتها العصابات اليهودية الأوربية بوحي من خرافات توراتهم المحرفة التي يدعوا إلهها العدواني إلى قتل الأغيار وسبي نساءهم وتصييرهم عبيدا دائمين لبني إسرائيل . إسرائيل لا تؤمن بأي نوع من السلام مع جيرانها لأن أساس وحدة (شعبها) هو الكره والتوجس من الأخر المجاور وهذا هو مبدأ الحفاظ على الوجود اليهودي وحمايته من الانصهار في الآخرين حيث تم نقل نموذج الغيتو اليهودي الشهير من أوربا الى منطقتنا العربية عبر أنشاء هذا الكيان العنصري . ترافقت هستيريا القيادة الصهيونية مع المزيد من الفضائح والتي كان أخرها اغتيال المبحوح في دبي وما تسبب به الجبن الإسرائيلي في تجنيد أكثر من خمسين شخص لقتل المبحوح من فضيحة في تزوير جوازات دول أوربية لها علاقات حميمة مع إسرائيل، وقبلها توجيه ألأهانات لكل من نائب الرئيس الأمريكي (جو بايدن) أثناء زيارته لإسرائيل وأهانة السفير ألتركي في تل أبيب بسبب مشاهد في مسلسل تلفزيوني تركي لم يعجب الإسرائيليين ،ويؤكد قتل المدنيين المتضامنين مع غزة بدم بارد حقيقة الجبن والأجرام الصهيوني، وكذلك عدالة القضية الفلسطينية التي يعد شهداء أسطول السلام من أتراك ويونانيين وأوربيين دليلا على انتفاضة العالم المتحضر ضد الصمت عن الهمجية الممثلة بالحصار الشامل ومنذ ثلاثة أعوام على أهل غزة جزاءا وعقوبة لتصويتهم لصالح حماس في الانتخابات الفلسطينية. وإدانة صارخة للموقف الرسمي العربي الجبان والمتواطئ مع الصهاينة على محاصرة الفلسطينيين والتفنن بقتلهم . أن ما تستدعيه الجريمة الصهيونية الأخيرة مع المدنيين الأجانب المناصرين لشعب غزة موقفا عراقيا خاصا تستبدل به النخب الثقافية والسياسية العراقية موقف اللامبالاة والبرود تجاه الموضوع الفلسطيني بموقف ينم عن روح التحضر والوعي السياسي والمسؤولية الوطنية كون المسالة العراقية التي ولدت بعد ألاحتلال الأمريكي عام 2003لها ارتباط عضوي بالمسألة الفلسطينية وليست بمنأى عن أثارها وأفاق تطورها، ولا يجدر بالنخب العراقية الهبوط بالرأي العام العراقي ألى مستوى الربط التام للقضية الفلسطينية بصدام حسين حيث باتت تعني لدى شريحة واسعة من العراقيين أن فلسطين تعني المقبور صدام وصدام يعني فلسطين، وهذا التضليل المتعمد من قبل بعض النخب الذين استحلوا مهنة (الارتزاق) لعطايا العهد الأمريكي الجديد لم تطرف عينهم ولم تنتفض أقلامهم للتعاطف مع الفلسطينيين أبان مذابح الجيش الصهيوني بحق أطفال ونساء غزة في عملية (الرصاص المصبوب) عام 2009، بل جهد البعض في ترسيخ نظرة طائفية لفصل العراقيين عن قداسة القضية والأرض الفلسطينية وطمس تاريخ تجاوز الخمسين عاما من عطاء الدم العراقي في سبيل تحرير فلسطين عبر مشاركة الجيش العراقي في جميع المواجهات العسكرية العربية _ الإسرائيلية أو بتطوع المئات من المثقفين والمناضلين العراقيين من النساء والرجال وانخراطهم في المنظمات الفلسطينية وتقديم عشرات الشهداء في غمار الكفاح الفلسطيني المسلح . والعراقيين هم أكثر الشعوب في العالم قدرة على فهم معاناة حصار أهالي غزة كونهم جربوا أقسى حصار في التاريخ ولمدة ثلاثة عشر عاما متواصلة وليس بالعصي على العراقيين فهم تفاصيل هذا الحصار طالما أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تغذتا في نطف مجيئهم للحياة من دماء ودموع السكان الأصليين الذين تمت أبادتهم أو طردهم من أراضيهم والحلول محلهم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |