التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة ـ ح4 .. إنّهم يكذبون!!

 

د.مؤيد الحسيني العابد

mouaiyad@hotmail.com

كلّما حاولت أن أبتعد عن المساجلات الواقعة بين تياريّ اليمين واليسار، أشعر بالتقصير اللامحدود لأدلي بما أراه مناسباً وسط هذا الخضم من السخرية والضحك على ذقون الناس من قبل الأعمّ الأغلب من الساسة الذين لعبوا على العديد من الحيل لمآرب خاصّة لا تتجاوز المصالح الشخصيّة. وإن نفخنا في هذا التوجّه بعيدا عن الهجوم على هذه الآراء، نقول هذه الحيل لا تتجاوز الرؤية التي يرونها أقرب الى الحقيقة! وفي حقيقة الامر أن لا هذا التوجه مقبول ولا ذاك!

ما الذي يفعله هؤلاء؟! ما الذي يصرّح به هؤلاء؟ أين الضمائر التي يتبجّحون بالحديث عنها وأين التضحيات؟! هذا ينادي بأحقيّته في هذا، وذاك ينادي بالأحقية المطلقة! وكلاهما لا حقّ له وسط المعاناة التي يعانيها الناس! أستحلفكم بالمولى هل بتّم ليلتكم بدون كهرباء أو شربتم ماء كما يشرب الناس؟! أم عانيتمّ ممّا يعانيه الناس من تلوّث ضرب أطنابه في أرض البلاد! أيها الإسلاميون وأيها القوميون وأيها البين بين اللاعبين والناعقين مع من يفوز، إتّقوا الله في الناس!

منذ سنوات ونحن ندعو الله أن يبعد العراق عن مساجلات وعن وجوه هؤلاء ممّن ناضل وممّن لم يناضل، ممّن عمل لتحرير!! العراق وممّن لم يعمل! لقد ملّلتم وأيأستم الناس حتى بالإبتسامة التي أصبحت طموحاً بعيد المنال في هذا البلد! الكلّ يكذب! من أصحاب العقال ومن الأفنديّة، ومن الشيوخ ومن غيرهم يساركم يكذب ويمينكم يكذب. فاسقكم يكذب ومؤمنكم!! يكذب! الكلّ يكذب على الكلّ والكلّ يكذب على الناس! مدنيكم وقرويكم عسكريكم ومدنيكم كبيركم وصغيركم رجالكم ونساءكم! يا لله ويا لاخلاقكم وسياساتكم! يا لله ويا لسلوكياتكم مع الناس! أيّ ناس أنتم؟!

عن أيّ حضارة تتكلمون وعن أي تأريخ تتحدثون مفاخرين؟! عن أيّ عرف وتقليد عشائريّ تتحدثون وأنتم منغمسون إلى قمّة الرأس في ملذّات الدنيا؟!

منذ فترة وفترات ونحن نكتب: الى أنّ البلد غمرته موجات من التلوث الاشعاعي بسبب حماقات النظام السابق وبسبب القصف المستمر من قبل الجيش الامريكي والحلفاء الذي تحالفوا لتدمير العراق بحجج واهية منها التخلص من أسلحة دمار شامل كان يمتلكها النظام! ولم يظهروا أنّ أعتى سلاح شامل هو مساعدتهم لذلك النظام ولهذه الأنظمة في الاستمرار لتذيق الشعوب الويل تلو الويل!

 أكثر من نصف مساحة العراق ملوّثة بشتى أنواع التلوّث وحينما نتحدّث عن ذلك يظهر ممّن لا يعرف الناقة من الجمل، ليقول أنّ العراق لا يعرف مثل هذا التلوّث فالامر مبالغ فيه! والباشا يجلس تحت الهواء المنعش ويستحمّ بالماء الزلال!

يا لله والنفاق! كلّما تحدّثنا عن الامر بالحقّ والحقيقة يظهر بليد من هذه الثلّة الجاهلة لينعتنا بنعوت عجيبة!

لقد قرأت قبل أيام خبراً عن لجنة إنطلقت الى التويثة لتقوم بعملية معالجة لدفن وتفكيك المنشأة النووية العراقيّة التي كانت قائمة لأكثر من ثلاثة عقود! ومنذ سنوات وننادي بمعالجة هذه المنشأة أو ما تبقى منها من آثار فيأتيك الجواب أن لا مشكلة كبيرة تتعلق بالمكان ولا من تأثير خطير على الناس!! بينما يشير التقرير الى أنّ عمليّة تفكيك المنشأة يحتاج ربّما الى 10 سنوات!! فأين كنتم منذ 2003 الى الآن!؟ كم من البشر ومن البيئة قد شمله التلوّث وسينتقل الى الآخرين خلال السنوات المشار لها!

أعراض من التلوّث!

لقد ظهرت من التأثيرات العجيبة عند العديد من المرضى مثل فقدان الشهية وتساقط الشعر ونزيفاً، إضافة إلى الإسهال. وقد ظهرت مثل هذه الأعراض على العديد من السكان في مدن من العراق بعد تعرّضهم لعدة ضربات جوية بالنفايات النووية عام 1991 وبعض الأعوام التي تلت تلك السنة في مدن البصرة والناصرية وبعض الأماكن المحيطة بالمنطقة المصابة وهناك نفس الأعراض قد ظهرت في مناطق تحيط بالتويثة والأماكن التي أنشئت فيها العديد من المنشآت التي تصبّ في خانة النشاط النووي في زمن النظام المقبور! وقد أشير الى العديد من النظائر التي وجدت آثارها على العديد من الحالات! وقد تجاوزت الحدّ المسموح به! مما زاد من نسبة الإصابة بالسرطان المذكور وبأنواعه العديدة في تلك الاماكن. حيث إزدادت نسبة الإصابة بسرطان العظام، الدم الكبد والبنكرياس وغيرها في أوساط تلك المناطق وهي نفس الاعراض التي ظهرت على جنود الحلفاء أنفسهم مما دعا إلى أن يطلق على الأعراض التي ظهرت عليهم إسم أعراض مرض أسموه مرض حرب الخليج أو سمي هكذا كون الحرب التي حصلت تمت في مساحة جغرافية تقع على ساحل الخليج من آب(أغسطس) 1990 إلى نيسان (أبريل) 1991. وقد شاركت في الحرب أعداد تقدر ب (697000) جندي أمريكي، (54000) جندي بريطاني، (25000) جندي فرنسي بالإضافة إلى أعداد من القوات الرمزية من عدة دول أخرى. وقد شنت الحرب من قبل الولايات المتحدة الامريكية لتحرير الكويت من الجيش العراقي الذي كان يخضع لأوامر من النظام العراقي آنذاك ورئيسه صدام حسين. وقد إستخدمت القوات المتحالفة أطنان من اليورانيوم المنضب وعدد من أنواع القذائف المسماة بالقنابل القذرة والتي كانت محملة بالنظائر المشعّة المتعددة التي تسربت إلى المحيط الخارجي وأصابت من ضمن ما دمرته عدد من جنود الحلفاء فبانت عليهم أعراض سريعة وبطيئة حسب كمية الجرع التي إستلمت من قبلهم. ولم تحدد السلطات المعنية نوع هذا المرض الذي كانت من ضمن أعراضه، التعب والصداع والطفح الجلدي وفقدان الذاكرة والآلام العضلية المفصلية، وآلام الصدر وإضطرابات النوم والقلق والسعال والإسهال وبعض الآلام الأخرى الهضمية المعوية. بالإضافة إلى العديد من الأعراض المتعلقة بالذهن والإضطراب الحركي. وقد أشارت العديد من التقارير الى أنّه قد ظهر جيل من البشر يحمل تشوهات غريبة في المناطق التي قصفت وفي مناطق أخرى كالمحيطة بمكان مؤسسة الطاقة الذريّة السابقة في التويثة.

لقد نتج عن حرب الخليج الثانية عام 1991 تلوث إشعاعي خطير يعادل نحو سبع قنابل ذرية مما سبب كارثة بيئية وصحية مازالت تعدّ من أسوء نتائجها إنتشار أمراض السرطان في العراق بشكل لم يسبق له مثيل في تأريخ العراق، خصوصاً في الجنوب. ولم تقتصر الأضرار على الإنسان، بل قد أكدت دراسة لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية وجود تلوث إشعاعي في التربة وفي بعض النباتات بتراكيز متباينة من عدّة نظائر مثل الثوريوم243 والراديوم 226 والبزموث 214 يفوق ما هو موجود في المناطق الطبيعية. وقد إنتشر على مدى واسع أنواع معيّنة من السرطان مثل سرطان الدم والغدد اللمفاوية والثدي. وأشير إلى ضرورة إجراء دراسة لمستوى النشاط الإشعاعي من النباتات الطبيعية وإحتمال إنتقالها إلى الإنسان عبر المواد الغذائية، وأكدت بحوث عديدة إلى أن الحرب الأخيرة على العراق في مارس (إذار) 2003 إستخدمت فيها أسلحة اليورانيوم المشعّة من جديد وبكميات قدرت بأربعة إلى ستة أضعاف أسهمت في إنتشار الولادات الميتة والتشوهات الولادية والأمراض السرطانية. وتشير سجلات وزارة الصحة العراقية عن وجود أكثر من 140 ألف عراقي مصاب بالسرطان حالياً، بالإضافة الى الزيادة المسجّلة بعدد 7500 كل سنة(وهذه إحصائيّة ليست حديثة فقد نشرت في سنة 2005: راجع المصدر: صحيفة الشرق الاوسط الاحـد 15 ربيـع الاول 1426 هـ 24 ابريل 2005 العدد 9644)

 ويستقبل مستشفى الطب الذري والإشعاع في بغداد كل يوم عشرات الحالات من كافة محافظات البلد، وقد رفض المركز تزويد بعض الباحثين بالإحصائيات المتوفرة لديه بإعتبارها من الأمور التي لا يجوز التصريح بها. وقد حصلت عدد من الوكالات التي لاترغب بالتصريح المباشر إلى أن هناك 300 موقع ملوث بمادة اليورانيوم، وأن القسم الأكبر من هذه المواقع يقع جنوب العراق، وهي المنطقة التي شهدت شن حربين متتاليتين من قبل الولايات المتحدة الأميركية على العراق(السؤال هل سمعتم بمحافظ من هذه المحافظات قد أشار الى ما نقول؟ هل وضع ضمن خطته معالجة التلوّث بالاسلوب العلمي الصحيح والاستعانة بذوي العلم والتخصص؟ هل سمعتم بأنّ محافظاً قد أشار الى صلب المشكلة وخصص مبلغاً أو معالجة مجانية للمصابين؟ أوليس الدولة هي من ترعى مواطنيها؟ أم غير ذلك؟!).

لقد قامت العديد من مجاميع من الصحفيين بحملة تجول على المناطق المحيطة بمفاعل تموز في منطقة التويثة جنوب بغداد خلال العديد من المرات في السنوات السابقة، وقام عدد من الصحفيين بتقديم العديد من الأسئلة حول التلوث وتأثيراته على الساكنين هناك. وقد تم العثور على حاويات أو براميل قد إستعملت ولاكثر من مرّة على نشاط إشعاعي بمستو عال. حيث إستخدمت هذه الحاويات للأغراض اليومية من قبل السكان، أيّ أنّ عمليّة تعرّضهم للاشعة كان مستمرّاً لساعات طوال اليوم!(هل شكّلت الجهات المختصّة لجنة للتقصّي عن المواد التي إختفت من المنشآت وأين ومن إستخدمها؟ هل عملت على حملة تثقيف في هذا الإتّجاه ليفهم الناس خطورة ما أقدموا عليه؟!)

لقد إستعملت قذائف عديدة خلال الحرب الأولى على العراق عام 1991 مصنوعة من سبيكة يدخل في تركيبها اليورانيوم المنضب (كقنابل قذرة) وهو عنصر ثقيل الوزن وأن العسكريين يبررون إستعماله المعلن بأنه يعطي القذيفة قدرة أعلى لإختراق الأهداف كالدروع والمدفعيّة المحصّنة. أما غير المعلن، فهو معدن منضب إشعاعيا ويعد من فضلات إشعاعية يجب التخلص منها من أراضي الولايات المتحدة الأميركية وقد قدّرت لجان من الأمم المتحدة وجود 300 ـ 350 طنا من اليورانيوم المنضب في العراق قد إستخدمت في العمليات العسكرية، وأمكن العثور على خُمس الكميّة المشار لها فقط. والباقي ما تزال مدفونة في رمال الصحراء العراقية أو تحولت إلى غبار مشع. وتشير وزارة البيئة العراقية(السابقة!) إلى إستخدام اليورانيوم المنضب في حربين متتاليتين على العراق من قبل القوات الأميركية على أنها (قنابل قذرة) وأنها قامت بمخاطبة برنامج الامم المتحدة لحماية البيئة على إعتبار أن اليورانيوم المنضب مادة أقل ما يمكن أن توصف به هو كونها مادة مصنعة ووجودها في التربة أو داخل العناصر البيئية لا بد أن يترك أثراً(هل قامت الجهات ذات العلاقة من وزارة زراعة وبيئة وصحّة والتعليم العالي والري بالإجراءات المناسبة؟!). ولذلك كان لا بد من تقييم هذا الأثر عبر مخاطبة برنامج الأمم المتحدة لحماية البيئة لمحاولة إيجاد حلول مناسبة لإزالة هذا الأثر. وتوضح مشكاة المؤمن وزيرة البيئة العراقية (السابقة) في تصريح لإحدى الصحف العربية (أن معالجة النفايات والإشعاع من أولويات وزارتها التي تسعى وبكل الوسائل إلى رفع دعوى قضائية وجرمية على من تسبب في تلوث البيئة العراقية على مدى السنوات السابقة. وأضافت كذلك إلى أنه جرت في السابق عدة محاولات من قبل منظمة الصحة العالمية لتقييم الأثر الناجم) نشر هذا التقرير في صحيفة (الشرق الأوسط) بتاريخ أحـد 15 ربيـع الأول 1426 هـ 24 أبريل 2005 العدد 9644.(لقد أشرت لهذه المعلومات في العديد من المقالات بين الحين والاخر لعلّ من يسمع من في آذانهم وقر!)

وقد أشارت العديد من التقارير الأمريكية نفسها أن العام 2003 شهد نشراً لليورانيوم المنضب في العراق. كذلك وقد قامت العمليات العسكرية بالمساهمة بشكل مباشر بالتلوث البيئي الخطير في العراق. حيث قدر البنتاغون والأمم المتحدة إستخدام الولايات المتحدة وبريطانيا ما يتراوح بين 1100-2200 طن من اليورانيوم المنضب خلال شهرين فقط هما شهرا العمليات العسكرية الفعلية  مارس(آذار) وأبريل(نيسان). وإستخدام الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، والتي تؤدي إلى إنتشار غبار إشعاعي يلوث التربة والهواء، ويشكل تهديداً إشعاعياً خطيراً على صحة الإنسان والبيئة. وكذلك القصف المتعمد من الجهتين للسدود، ومصانع الطاقة النووية، وغيرها من المرافق التي تحتوي على مواد خطرة، والتي يمكن أن تتسرب كميات من الإشعاع منها نتيجة القصف. وتكمن خطورة المشكلة في أن آثار هذه الحروب على البيئة لا تعترف بالحدود الدولية. حيث ينتقل التلوث بهذه القنابل القذرة وغيرها عبر عوامل الرياح والتعرية إلى مناطق جديدة ناقلاً معه مخاطر التلوث الإشعاعي. الأمر الذي يجب عدم التغافل عنه أقليمياً، بل هي حالة يجب أن تؤخذ بنظر الإعتبار من قبل جميع الدول في المنطقة التي باتت عرضة لنتائج وخيمة من هذا الإستخدام للقنابل القذرة.

جيراننا والعلاقات الزراعيّة!

منذ إتّفاقيّة وادي عربة بين الاردن وكيان(إسرائيل!) وهذا الكيان يسعى الى تطبيع كامل مع الاردن، حيث أضافت الاتفاقية الى الوضع الاردني تعقيداً على تعقيد، ينذر بكارثة بيئيّة على هذا البلد وعلينا في العراق! وقد نجحت قسم من الضغوطات على العراق بأن ينفتح على الاردن ليمدّه بما يحتاج من إستثمارات وبترول وغير ذلك! حيث تمّت الضغوط على شكلين أحدهما بالقتل المستمرّ لافراد العراق ونشر التدمير للضغط الذي أشرنا اليه على البلد وقد نجحت الاردن في ذلك! والضغط الثاني من قبل الدول التي ساهمت بتدمير العراق عام 2003 وسحق إرادته بعد أن إبتدأ السحق لهذه الارادة من قبل النظام البائد! ويضغط على العراق من جديد من قبل سوريا والكويت هذه المرة لمحاربته بسلاح الماء! بعد الاتفاق الموقّع بينهما على حيود نهر دجلة عن مساره الى مدينة من مدن سورية وإضعاف القدرة المائيّة القادمة الى العراق!

تشير العديد من الدراسات الصادرة من منظمة الفاو(منظمّة الأغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة) الى أنّ التجارب المشتركة بين الاردن وكيان (إسرائيل!) نجحت!! في العديد من المجالات منها: الزراعة حيث يجني هذا الكيان بالاضافة الى الاردن ملايين الدولارات كلّ عام من الاتفاق الزراعي الحاصل بينهما! حيث إجتمع العديد من العلماء والسياسيين ، والمزارعين من كيان (إسرائيل) والأردن والسلطة الفلسطينية للعمل على مكافحة العديد من الحشرات المضرّة بالزراعة والفواكه في مناطقهم. ومنها ما سموه العدو المشترك وهي ذبابة فاكهة البحر المتوسط وقد عدّوها واحدة من الآفات الزراعية الأكثر تدميراً في العالم. بالمعالجات النووية(أي أنّ التجارب ستكون في المفاعلات الإسرائيليّة طبعاً! وكما يقولون هذا واحد من الدوافع التي دعت هذه المجاميع الى فتح أفق نووي بين الاردن وكيان إسرائيل!). عند نقطة تفتيش عسكرية بين إسرائيل والأردن في وادي عربة يتم تداول البضائع الثمينة. وهي 153 ألف من ذكور الذباب العقيمة والتي تمّت معالجتها والتعامل معها في مفاعلات الكيان!. وقد سلّمت هذه المجاميع من ذكور الذباب في اكثر من عشرة أكياس من الورق البني ، وهي التي تنقل طنينها من كيان(إسرائيل) الى آذان الأردنيين! وقامت طائرة محملة ب7000000 من الذباب المذكور برحلة لمدة ساعتين من البحر الاحمر الى البحر الميت. وهي الطائرة الوحيدة المسموح لها بالمرور بين البلدين في هذه المنطقة حيث تعتبر الممرات الاخرى ممرات عسكرية أو مناطق حظر طيران. وقد سميت هذه الحملة بوسيلة صديقة البيئة للقضاء على الذباب الذي يسبب المشاكل الكبرى للزراعة في تلك المناطق! وسمي المشروع بمشروع السلام! والذي إنتقلت بشائره!! الى دول الخليج والتي تستورد الفواكه والخضار من تلك المناطق لتديم السلام غير المباشر وربّما المباشر مع أولاد العمّ!!

السؤال اللطيف الذي نعرضه على ذوي العلم والسياسة من تلك الدول ومن بلدنا هل علمتم بهكذا مشروع!؟ وما هي نتائجه على بلدنا العراق! هل قمتم بعمل لاستيراد الفواكه والخضار من جيراننا العرب الهاشميين!! الذين ساعدونا أيام المحن! وهل علمتم أنّ قسماً من جيرانكم ساهموا بدفع الذباب المدمّر لمزارعنا لننعم بإنتاجهم القادم من أولاد عمّ الجيران!! لا أطعمنا الله من فواكههم وخضارهم ولا أطعمكم!!

ولنا عودة أخرى!

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com