المستهلك للطاقة البريطانية اصبح منتج لها ويقايض القطاع العام بالطاقة البديلة، اين نحن بلد الطاقات؟

 

 

الباحث والمهندس علاء مهدي الاسدي/ لندن

hasa2m@googlemail.com

اجيال جديدة من التقنيات الكفوءة للطاقة البديلة سواء منها الشمسية، الهوائية، المد والجزر, الهايدوليك, ما تحت الارض والكثير والكثير من المصادر الاخرى جعلت الطفرة نوعية في انتاج طاقة لا يستهان بطاقاتها التي تغطي جزءا كبير من الاستهلاك المحلي واصبح يفيض عن الحاجة حتى اصبح المستهلك منتج فاعل في استثمار الطاقة ومقايضتها مع القطاع العام والمشترك بان يزود الشبكة الحكومية بالطاقة الفائضة من ما ينتجه مولد الطاقة البديلة، وبهذا اصبح المستهلك منتج للطاقة في ساعات ذروة العمل في النهار

فالنكتفي في الطاقة الشمسية الان وعلى المستقبل ساحاول الاطلاع على المصادر الاخرى

المناخ البريطاني للعلم ليس كمناخ العراق المشمس فانه مناخ نوعا ما مشمس في نهاية الشهر الخامس ماي الى مطلع الشهر التاسع سبتمبر وعلما ان الشمس لها زاوية منحنية بمايسمى بالاري يعني انها ليست عمودية في ذروة الصيف كما هو حالها في العراق شبه افقية، للتبسيط فقط اعطيكم هذا المثال القياسي للطاقة الشمسية

في مدينة ادنبره في اسكتلندا السولار بنل الشمسي يزود للمتر المربع الواحد ما يقارب 800 واط  يعني يشغل 80 واط\ ساعة كتشغيل  مصباح اقتصادي ومروحة من فئة 80 واط

في مدينة لندن في انكلتره السولار بنل الشمسي يزود للمتر المربع الواحد ما يقارب 1000 واط يعني ما يشغل 100 واط\ ساعة كتشغيل الة او مصباحين اقتصادي ومروحة من حمل قدره 100 واط بالساعة

وهنا اصبح المستهلك من خلال هذه الطاقة التي نصب بها عشرون متر مربع على سطح داره ينتج في ذروة النهار في الصيف ما يقارب 2000 واط ساعة  اي 2 كيلو واط  بالساعة الواحدة، وبهذا اصبح يغذي البطاريات من خلال الشحن ليغطي احتياجاته خلال الاربعة والعشرين ساعة  وما يفيض عنه ليزود الشبكة التقليدية للكهرباء بما هو فائض ويسجلها العداد بكل تفاصيلها كانتاج طاقة بديلة تسهم في كفاءة الطاقة الوطنية وتسهم في تقليل الكاربون والغازات الاخرى من الانبعاثات التي تسبب التغيرات البيئية التي يشهدها العالم كله، بل اكثر من ذلك انها الطاقة النظيفة والتي يستحق بها التشجيع من جميع القطاعات الحكومية وغير الحكومية ومن خلال الدعم المادي والمعنوي كي يكون مثالا في المنطقة التي يسكنها وهنا الكثير من هؤلاء اصبحوا الان ورغم كل المصاعب الاقتصادية في بريطانيا اليوم يحاولون استثمار الطاقة من خلال توضيف جيد للاستهالاك وشراء معدات اقتصادية ذات الاستهلال المنخفض للطاقة مثل الثلاجة والمجمدة والتلفزيون والمصابيح الاقتصادية التي لاتسهتلك الكثير من الطاقة وتبذرها وترفع مستوى الكاربون داخل البيت وخارجه

كذلك الحفاض على الطاقة يعد عنصر مهم يسهم في توليد الطاقة وعدم تبذيرها، صنع قمريات تغطي البناء الذي ترتفع به درجات الحرارة المباشرة من الشمس وسط النهار, وغرس الاشجار من صنف الاطوال العالية في الاماكن الصحيحة كالنخيل كي تسهم في الضل الذي يجعل الجو ملائم اكثر من الفراغات الشمسية يلهب البناء بالحرارة ويجعل الحاجة الى الاوركنديشن عالية جدا وحتى الاوركونديشن لا يعمل بكفاءة عالية لان اللود والحمل عليه عالي جدا  

في مدريد اخر قراءة قياسية سجلها السولار بنل الشمسي 1500 واط يعني في المتر المربع الواحد للسولار اي ما يزوده من طاقة 150 واط بالساعة بامكانه تشغيل ثلاجة ومصباحين اقتصاديين من فئة 12 واط

في العراق بامكان السولار بنل الشمسي ان يزود ما يقارب ال 1700-1850 للمتر المربع الواحد للسولار في حالة صفاء الجو وعدم وجود الغبار في الجو وعلى لوحات السولار اي يجب تنظيفها نسبة الى تلوث الهواء بالغبار والدخان والامور الخرى. او من الضل الذي ياتيها من خلال البناء المرتفع و المجاور لها او الاشجار العالية التي تحيد ضوء الشمس المباشر لها او من ارتفاع درجة الحرارة العالية في السولار مما يعيق كفاءة السولار الشمسي فهذه النقطة مهمة يجب مراعاتها من خلال الرطوبة التي تقلل من تزايد الحرارة فيه واستمراره في كفاءة عالية

بحمد الله وفضله تمكنت من عمل جيل جديد ضاعف هذه القدرة من الطاقة حتى اصبحت اليوم هي "الضعف" عن ما هي عليه كي يصبح السولار يزود الطاقة والماء المقطر "وليخفض درجة حرارة" السولار بنل الى النصف من خلال الرطوبة التي في الهواء فقط

 كان الدور الذي امتاز به الامام علي ابن ابي طالب عليه افضل الصلاة والسلام حيث عمل ساعة في وعلى ارض مسجد الكوفة وقسم النهار الى ساعات من خلال الضل الشمسي من خلال عمود الساعة لان الساعة كلها من عمود افقي اسطواني واحد ليس اكثر وما زالت موجودة الى اليوم ومن خلال الضل لهذا العمود يتبين اوقات الصلاة للناس والمؤمنين وعند انتهاء الضل في ذروة النهار يعني حان وقت صلاة الظهيرة، اما صلاة المغرب والعشاء والفجر فكان يقراوها من خلال النجوم في السماء وما اروعها في بلدنا الحبيب، بل اكثر من ذلك كان اطلسه في الرحيل والترحال هو السماء يعرف بالضبط اين هو من جغرافية العالم من خلال لمحة بصر الى السماء الصافية بعد الزوال من كل يوم وحتى طلوع الشمس فجرا، انه التحديد العلمي والمنطقي الذي لا يخطئ على الاطلاق، والى اليوم يعمل بهذه التقنية رغم بساطتها ولكنها مدونة علميا وتطبيقيا في حالة توقف الاجهزة والتقنيات ذات التحسس بالقطب الشمال والجنوبي لتحديد نقطة هدف من الجغرافيا اوالاطلس الدولي

كم اتمنى ان يكون دور للشعب العراق التواق لان يستقل بحياته من خلال الطاقة البديلة والانفكاك من ازمات وزارة الكهرباء التي كلفتنا الكثير والكثير من الاختلاسات والكذب والاموال والوقت والشعب يتذرع من الحر والبرد على طوال السنة ومن تلوث الجو الذي ينتج من مولادات الديزل التي تسهم في امراض السرطان وغيره من التلوثات التي انهكت البيئة وحياة الشعب العراقي صحيا ومادية ومعنويا وخصوصا الطبقة المحرومة منذ فتحت عينيها لهذه الدنيا و الى اليوم

نصيحة الى كل من يحاول البناء الجديد ان يعتني بالتصميم لداره من خلال توظيف:

* دائرة الهواء, والماء, والانارة الطبيعية النهارية وعدم الاعتماد على الكهرباء الا في الحالات القصوى

* الاهتمام بالعوازل للبناء الجدران والسطوح بشكل خاص، اما للبناء الموجود يجب عمل جدران ثانوية للعوازل داخليا او خارجيا للتخلص من الحرارة العالية في مساقط الاشعة الشمسية المباشرة

* كساء الجدارن الخارجية بمادة الجص بدلا عن الاسمنت والرمل لانه يعزل الحرارة الى داخل البناء وانه افضل من الاسمنت والرمل بما يسمى (اللبخ)  يعني بياض الجدارن الخالجية وكساؤها بالطلاء الابيض العازل للماء في حالة المطر او الثلج او الرطوبة العالية، مع الاحتفاض باللبخ الاسمنتي لارتفاع متر واحد من مستوى سطح الارض كي لا تسري الاملاح والرطوبة الى الاعلى. كما يجب تغطية السطوح سواء كانت عكادة او الكونكريت بالعوازل الكيمياوية او الطبيعية المفضلة مثل باريات القصب والبردي وتغطيتها بمادة الجص تبيض على مستوى خمس سنتمتر سوف تقلل بهذا 22% من الحرارة داخل البيت 

هذه الامور متطلبات يجب العمل بها لانها تسهم في تقليل استخدام الطاقة وهذا التقليل يجعل حاجتك للطاقة قليلة مما يجل المولدات للطاقة البدية اكثر كفاءة تغطية لكل الحمولات التي تريدها ويحتاجها بيتك وبهذا يكون اعتمادك على الطاقة الحكومية قليلة وعدم الاكتراث باصحاب المولدات من من استغلوا مصاعب الشعب العراقي في احلك ضروفه والوزارة التي لم نرى منها سوى الوعود الكاذبة والمكلفة لميزانية الوطن شكل غير منطقي ولا مقبول

انها الاستقلالية والادامة في حياة نظيفة من الكاربون والغازات المنبعثة والمؤثرات المضاعفة على عاتق المواطن العراقي وكل ما هو يجب فعله هو المبادرة والعمل التفهم للطاقة كي تستقل وتنتج الطاقة بالمقايضة كما فعلها غيرنا ولسنا اقل منهم بشئ سوى بالعمل الاداري الذي نتعثر به نحن اهل العراق وهذه هي معضلتنا الوحيدة

املنا بالله وبمستقبل افضل ويرفه الشعب العراقي حياته بافضل التقنيات وليصدر الطاقة كما فعلها البريطانين الى الشبكة العراقية المتعثرة من خلال سوء ادارتها وعدم مقدرتهم على تطويرها والتقدم لانجاز ما هو مطلوب ومتوازي مع ما حصلوا عليه من اموال طائلة لا تتناسب مع ما قدموه من انجاز

والذل والخسران لكل بعثي ارهابي هاجم الشعب العراقي البريئ من خلال تهجمه الاجرامي على دماء شعبنا الطاهرة او على مواردنا من مياه وكهرباء وشبكات خدمية وبنية تحتية، والعزة الرفعة الى الشعب العراقي الصابر الذي لا تثنيه خبايا المجرمين البعثين وارهاب الجوار الحاقد من غير اي استثناء

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com