البيئة في يومها العالمي

 

منار العابدي

manaralabedi@gmail.com.

الكثير من بلدان العالم المستقرة والتي تتوفر فيها أجواء بيئية مناسبة وربما حتى مثالية، إن تلك البلدان تحرص على ممارسة ثقافة الحفاظ على البيئة وتسعى لإقامة او إستضافة مهرجانات وفعاليات عالمية على صعيد الحفاظ على البيئة. فيما نحن في العراق لا نعتبر أنفسنا معنيين بالجوانب البيئية وأهميتها، رغم أن العراق من أكثر بلدان العالم التي تعاني من المشاكل البيئية نتيجة الحروب الكثيرة التي خاضها العراق والأسلحة الجرثومية المستخدمة فيها، إضافة الى المشاكل البيئية الناتجة عن ظاهرة الجفاف.

ان الخامس من حزيران هو اليوم العالمي للبيئة، وقد اعتادت مختلف بلدان العالم إحياء هذا اليوم من عام 1972، حيث يتم إخيتار مدينة واحدة في كل عام لكي تقوم بإحياء الجزء الأكبر من الفعاليات الرسمية والشعبية المعنية بالبيئة.

بدأت أغلب الدول ومنذ بداية الإحتفال بهذا اليوم وحتى يومنا هذا بإتخاذ إجراءات وقوانين صارمة سياسية وشعبية للحفاظ على هذه الثروة البيئية، التي يعتمد عليها كل بلد في أغلب المجالات. حيث بدأت هذه الدول تبرم الإتفاقيات وتعقد الإجتماعات وتتضامن مع المؤسسات البيئية في العالم من أجل بيئة نظيفة.. يستمتع بها الناس وتبقى ثروة تفتخر بها الأجيال القادمة. حتى إن بعض هذه الدول المتطورة والمهتمة بالشأن البيئي أصبحت لديها أحزاب تسمى بأحزاب الخضر، والتي تهتم بالشأن البيئي والحفاظ عليه حصرا، حيث يكون برنامج هذه الأحزاب واضحا وهدفه الوحيد بيئة صالحة للعيش دون ملوثات.

وبهذه المناسبة نتسائل.. أين العراق من يوم البيئة العالمي؟ وأين المؤسسات المعنية بهذا الشأن؟ وهل نسينا أم تناسينا بقصد او بغير قصد أنه في زمن حمورابي كان من يقطع شجرة تقطع يده معها ويكون ذلك عقابه من أجل الحفاظ على مناخ أجمل؟! ومع قساوة هذه العقوبة لكنها كانت من أجل الحفاظ على البيئة ونظافتها وإستمراريتها!!

نحن الآن بحاجة الى حمورابي آخر في العراق ليوقف هذه الحملة البشعة على البيئة العراقية والتي لم يتبق منها الا القليل وحتى هذا القليل ليس الا بقايا أشجار ميته خالية من الحياة. إن كل ما أصاب البيئة العراقية من دمار وخراب يعود سببه لإناس عبثوا وما زالوا على عبثهم بقصد او بدون في هذه الثروة التي تجعل للعراق رونقا بهيا تتحلى به الأعين.. قالوا عنه سابقا: انه ارض السواد.

البيئة بحاجة لمن يعتني ويهتم بها كما الشخص الذي يربي طفلا في أول أيام ولادته، فيحمله على أكف الراحة لينمو ويكبر ليصبح قويا متماسكا فيما بعد.. وكلما أعطيته عناية أكبر ستحصد عطائه أكثر في قادم الأيام. إن كل دول العالم تستغيث من أجل التوصل لتكنلوجيا صديقة للبيئة رغم إن لديها بيئة جيدة لكنها  تخشى من الوقوع في هذه المتاهة.. مازالت تستغيث كي تحمي وتحافظ على بيئتها للمستقبل. اما نحن لم نستغث بعد..! وكأن بيئتنا مثالية وتضاهي دول العالم المتطور! 

لابد من حلول جذرية نبدأ بالعمل بها كي نستطيع أن نوقظ مؤسساتنا النائمة في سبات عميق عما يجري حولها من تلويث للبيئة والمحيط العام!! 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com