إسرائيل في وجه العاصفة اثر هجومها على سفن غزة

ترجمة: علاء هاشم

مترجم في مركز الجنوب للدراسات

 والتخطيط الستراتيجي/ العراق

wwwhh13@gmail.com

واجهت إسرائيل موجة غضب عالمية جراء ما فعلته بسفن المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة حيث جمدت تركيا، حليفها الرئيسي، علاقتها مع إسرائيل وطالب قادة مسلمون الأمم المتحدة بإجراءات سريعة إضافة إلى انفجار الاحتجاجات بكل بقاع العالم.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه كان مصدوما جراء الاعتداء البحري على قافلة تحمل مئات من النشطاء المناصرين للقضية الفلسطينية في عرض المياه الدولية بينما استدعت العواصم الأوربية السفراء الإسرائيليين الموجودين هناك.  

بالنسبة لبان كي مون فانه طالب إسرائيل بشرح فوري لموقفها هذا من الغارة وقتلها تسعة نشطاء اغلبهم من الأتراك وسارع مجلس الأمن لعقد جلسات طارئة لمناقشة الأزمة.

إن تركيا، الشريك الإقليمي الرئيسي لإسرائيل، استجابت للحدث بحنق شديد عندما وصف رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الغارة "بإرهاب الدولة الوحشي" داعيا إلى اجتماع طارئ للناتو في بروكسل.

كذلك ألغت تركيا المناورات العسكرية المهمة مع إسرائيل واستدعت سفير الأخيرة. حيث عشرات الآلاف من الأتراك جابوا شوارع اسطنبول احتجاجا على الفعل الإجرامي واحرقوا الأعلام الإسرائيلية هاتفين "فلتسقط إسرائيل" وطالبوا بالانتقام قائلين: العين بالعين والسن بالسن، الانتقام، الانتقام!

وعبرت واشنطن، حليف إسرائيل الأقرب، عن أسفها العميق عن خسارة الأرواح البشرية بينما  اخبر اوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن من المهم معرفة الحقيقة بأسرع وقت ممكن.

وصرح الناتو بأنه كان مهتما ومعنيا بشكل كبير بسقوط الضحايا.

من جانبه أعرب الفاتيكان عن خوف وأسف شديدين مما فعلته إسرائيل من جرائم قتل وكذلك عبر مبعوث السلام في الشرق الأوسط توني بلير عن أسفه وصدمته البالغتين.

أما اليونان، التي كان عديد من مواطنيها على ظهر القافلة، ألغت هي الأخرى التدريبات العسكرية المهمة مع إسرائيل لان مجموعة من نشطاء المساعدات قالوا أن الكوماندوس الإسرائيلي قد أطلقوا النار على السفينة اليونانية من طائرات الهليكوبتر.

وإسرائيل، التي ضربت حصارا قاسيا على غزة منذ أن فاز عدوها اللدود حماس في الانتخابات قبل ثلاث سنين، قالت أن قواتها قد هوجمت بعدما هي (القوات الإسرائيلية) هاجمت ست سفن حيث استخدم كلا الطرفين الرصاص الحي. مسكينة إسرائيل!

من جهتهم اتحد القادة المسلمون في شجب ما دعاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس "بالمجزرة" وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأنها كانت جريمة.

وحضت حماس التي تحكم غزة العالم الإسلامي أن يثور عبر الاحتجاج، كما أدان الرئيس الإيراني نجاد الغارة كممارسة وحشية من قبل النظام الصهيوني.

ووصف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الغارة "بالخطيرة والمجنونة" ودعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن ترأسه بيروت حتى منتصف الليل في نيويورك.

كما تظاهر اللاجئون الفلسطينيون والنشطاء لإدانة الغارة رافعين الشعارات: "أعطونا سلاحا، أعطونا سلاحا وأرسلونا إلى غزة".

ودعا ريتشارد فوك، مقرر الأمم المتحدة الخاص في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى مقاطعة عالمية وعقوبات على إسرائيل بسبب "سلوكها الإجرامي".

ودعت أيضا منظمة المؤتمر الإسلامي، مجموعة تؤيد القضايا الإسلامية، إسرائيل إلى إطلاق سراح جميع القوارب والنشطاء المعتقلين وأن تتحمل مسؤولية فعلها الإجرامي.

كذلك شجبت باكستان الهجوم على الأسيطل المسالم (أسطول صغير)، كما احتج السياسيون ورجال القانون والصحفيون في إسلام آباد ضد إسرائيل.

وانتقد الرئيس المصري حسني مبارك بشدة استخدام "القوة المفرطة والعنف غير المبرر" واستدعى السفير الإسرائيلي بينما سلم الأردن، البلد العربي الوحيد مع مصر الذي يملك معاهدة سلام مع إسرائيل، مذكرة احتجاج.

وقال متحدث في البرلمان الكويتي أن الهجوم على الأسطول، الذي كان يحمل 16 كويتيا بما فيهم عضو برلمان، كان "جريمة إسرائيلية شنيعة".

أما اندونيسيا، اكبر امة إسلامية، قالت انه لم يكن ثمة أساسا لاعتداء إسرائيل هذا.

في أوروبا كان الاحتجاج سريعا حيث طالبت رئيسة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين اوشتن إسرائيل "باستجواب كامل". وضمت الاحتجاجات مئات ثاروا غضبا في بريطانيا وفرنسا.

اسبانيا — رئيسة الاتحاد الأوربي الحالية — وفرنسا وبلجيكا والسويد والنرويج والدنمارك والنمسا واليونان وقبرص وبلغاريا استدعت السفراء الإسرائيليين وانتقدت مدريد العملية ووصفتها "باللا مقبولة".

واتهم الرئيس الفرنسي نقولا ساركوزي إسرائيل "بالاستخدام غير اللائق للقوة" بينما قالت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل بأنها قد اتصلت هاتفيا بقادة كل من إسرائيل وتركيا للتعبير عن "قلقها العميق"، في حين استهجن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني خسارة أرواح المدنيين أما روسيا فاستنكرت "الانتهاك السافر" للقانون الدولي.

وأخيرا، استهجن وزير الخارجية البريطاني وليم هاغو قتل المدنيين قائلا أن إسرائيل يجب أن تتقيد بالقانون—لكن قال أيضا أن لندن قد حذرت من مخاطر الإبقاء على حصار غزة.  

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com