|
العراق بلا سلطة رابعة منار العابدي الإعلام هو الواجهة الدعائية لكل بلد وهو القادر على حفظ التوازن مع المنافسين الآخرين، وقادر ايضا على تشخيص ملامح الظواهر والمساهمة في معالجتها .. وهكذا فإن وسائل الإعلام تقدم وتبرز وتساعد في إنتشار أهم الأحداث والتطورات التي تحصل في البلاد في كل المجالات. إن الإعلام هو السلطة الرابعة في الدولة، وهنا لتنوقف ونتأمل لحظة في هذا المفهوم الذي يلزم وسائل الإعلام بالنهوض بنفسها من أجل الوصول الى شرف السلطة الرابعة في الدولة. لكن ومع كل ما ذكر ماذا لو كانت هذه الوسائل الإعلامية وخاصة القنوات الفضائية منها ومع كثرتها لا تغني ولا تسمن من جوع! هذا ما نشاهده في معظم وسائل الإعلام العراقية فوجودها كعدمها بالنسبة لبقية القنوات الفضائية العربية و غير العربية. هناك تساؤلات عديدة بشأن مستوى الإعلام العراقي او بالأخص القنوات الفضائية الكثيرة والمتنوعة بكل ألوان الطيف في العراق. بعضها تبث من داخل العراق والبعض الآخر من خارجه، لكن ومع هذه الكثرة والأساليب المختلفة في التقديم والتميز (كما يتصور أصحاب هذه القنوات) فأن هذه القنوات لا تقدم الشيء المفيد الذي يطمح له المشاهد العراقي وخاصة في هذه الظروف. إننا نفتقد في العراق حاليا الى القناة التي يعتمد عليها البلد والمشاهد العراقي لإيصال المعلومة والخبر بشكل دقيق ومحايد. فكل ما تقدمه وتعرضه هذه القنوات على شاشاتها لا يصل الى طموح المشاهد الذي لطالما إنتظر هذه اللحظة التي يكون فيها العراق حرا ديمقراطيا تتعدد فيه الوسائل الإعلامية الحرة، لكي يستفيد منها في كل المجالات ولتكون متنفسا له ومن خلالها يطلع عما يجري في العراق والعالم بكل مهنية ودون تزييف للمعلومة. فحتى هذه اللحظة لم تقدم وسائل الإعلام العراقية المستوى المطلوب منها اذ انها من المفترض أن تكون الواجهة المتميزة للبلد ولشعبه، فهذه القنوات وحتى هذه اللحظة تقف على مستوى بعيد جدا مع باقي القنوات المتميزة في الشرق الأوسط. فمن المسؤول عن هذا القصور ونقص الخبرات والإمكانيات في وسائل الإعلام العراقية؟ اذن فلنطلقها صرخة لكل المعنيين بهذا الخصوص.. إرحموا المشاهد المتلهف كثيرا لمشاهدة إعلام يضاهي القنوات المتميزة في العالم!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |