يمه بشري

 

حامد كعيد الجبوري

hamid_gaid2000@yahoo.com

قبل أيام قليلة من الحملة الانتخابية للبرلمان العراقي الذي جرت أحداثه فجر يوم 7 / 3 / 2010 م ملأت ساحات محافظات الوسط والجنوب – طبعا – بملصقات (بوسترات) رفعت على أعمدة حديدية وبواجهات المحلات التجارية، والملصقات التي أتحدث عنها تمثل السيد رئيس وزراء العراق المنتهية صلاحياته نوري المالكي وهويطأطئ لامرأة عراقية كبيرة بالسن، وكتبت أعلى الملصق (يمه بشري)، وحدثت إثر ذلك اعتراضات كثيرة من الجهات السياسية الأخرى، فمنهم من عدها دعاية انتخابية بدأت قبل موعد إطلاق الحملات الدعائية وهذا خرق برأيهم لا تقره مفوضية الانتخابات، أجابتهم حينها أحزاب موالية لدولة رئيس الوزراء بأن ذلك لا يمكن عده دعاية انتخابية بسبب عدم ذكر القائمة ورقمها الانتخابي، ومنهم من أتخذها وسيلة للسخرية للنيل من دولته، أما نحن عباد الله فلنا آراء قد تكن مغايرة لآراء السياسيون، وسوف لا أتحدث برأيي الشخصي بل لآراء مواطنون جمعتني معهم سيارات الأجرة العمومية -( الكيات) - التي أستخدمها برواحي وعودتي لمنزلي، من هذه الآراء قولهم أن دولة رئيس الوزراء مقدم على تغيير جذري لصالح المواطن العراقي، وسيبني دولة القانون المزعومة، وسيوفر فرص التعيين لملايين العاطلين، وسينعم المواطن بحريته وأمانه وأمان عائلته، وسيتنقل بين محافظات الوسط والجنوب والشمال دون تأشيرة دخول، وسيحصل المريض على فرصة للعلاج المجاني مع استيراد أدوية عالية الجودة من مصادر معتمدة عالميا، وسيحارب بيد حديدية لطرفي الإرهاب والفساد الإداري، وسوف يمنع منح الرتب العشوائية لفلان من حزبه وفلان من حزب قريب له بالرؤى، وسيختار الفضلاء من العراقيين لأستيزارهم وحسب شهاداتهم الجامعية التي حصلوا عليها، ولا للشهادات المزورة بعلم الجميع، وسيحاول أن يهدم أسوار سوق أمريدي الشهير بوجه المتطفلين على الثقافات سواء علمية ودينية وثقافية، وسيعيد اعتبار الدولة العراقية التي فقدت اعتبارها من أمد بعيد، وسينجز وسينجز وسينجز، ولكم أن تتصوروا ما سيجلبه العراق من أبناءه المغتربين الذين ذاقوا الأمرين بسبب سياسات طائشة أعقبتها سياسات طائفية، وسيتمنى جوار العراق من الدول العربية وغيرها ان تحذوا دولهم بما حظاه العراق الجديد، وسيفخر كل عراقي بعراقيته ويصرخ بوجه الحاقدين والمتطفلين هذا هوعراقنا الجديد، هذه وجهة نظر تفاؤلية مفعمة بالصدق وحب العراق، ووجهة نظر متشائمة هي أقرب للواقع من سابقتها، يقول أحد المواطنون أن دولة رئيس الوزراء يقول لهذه العجوز المسنة إستبشري يا أمي خيرا فسوف يزداد عدد المهاجرون أضعافا، وسنزيد بذلك رقما جديدا للمهجرين ببلادهم، وستكون التعينات حصرا لأحزابنا وموالينا، وسوف نقلص الحصة التمونية التي كان يعطيها الطاغية المقبور لنجعلها أقل بكثير عما أعطاكم صدام الطاغية، وسوف لا نجعل هذه الحصة التموينية تتفسخ بمطابخكم وتملى بالطفيليات اللعينة، وسنقلل من ساعات التشغيل للكهرباء التي حاربنا النظام من أجلها، لأنه كان يعطيكم منها الكثير مقارنة بما نزودكم به من طاقة الآن، ثم أن الملعون صدام كان يحتسب أجرا زهيدا للوحدة الكهربائية فما علينا إلا زيادتها مصلحة للوطن والمواطن، وسنجعل ضريبة هذه الطاقة تصاعدية 20 و40 و50 وصولا ل 150 دينار للوحدة الواحدة، ثم لماذا يسبقنا العالم بهذه الضريبة بل علينا ان نسبقه نحن الذين حصلنا بجدارة متناهية على الرقم الثاني عالميا بالفساد الإداري، ونحن مصصمون على أن نحرز الرقم الأول ونحن أهل له، وتعلمين ياأمي أنا رفعنا سعر المحروقات من البنزين من خمسة دنانير كان يسرقها الطاغية المقبور لنجعلها 450 دينار للتر الواحد لنرفه أطفال العراق من إيراداته المالية، صرخ عاليا احد جلاس الحافلة، ( بوية كافي والله شكيت أكلوبنه)، وأضيف لهذا السيد الواعي وأقول ما أشبه بل ما أتعس اليوم بالبارحة .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com