بنت الرافدين

لأول مرّة في كركوك..قرار لا يخدم الاجندة السياسية

أوزدمير هرموزلو

كركوك..مرة اخرى كركوك..اذا سمحتم معضلة مدينة كركوك للمرة الثالثة..عندما نسمع او نقرأ او يخطر على بالنا أسمها يتمثل في انظارنا وخيالنا الواسع الوضع السياسي المتأزم التي تعيشه المدينة منذ بدأية القرن الماضي وسياسات التهجير والسياسيات الخاطئة للحكومات المتعاقبة ازاء ايجاد الحلول القريبة من الواقع الذي يتخيله سكانها حول معضلة المدنية.

لكن بعد 2003 تغير مسار المشاكل في المدينة لكي تكون نقطة النزاع حول المواقع الاستراتيجية التي يجب اتخاذها حول كركوك من ناحية السياسة الجغرافية..وبذلك فقد تعرضت المدينة الى صفعة قوية في البنية التحتية من الناحية الاجتماعية والثقافية.

وبعد سبعة سنوات من النزاع الغير الواقعي حولها تفاجئنا اليوم بخبر سار قد يدخل الامل لقلوب الشعب في كركوك..هذا اذا تمت اتخاذ خطواتها من قبل جميع القوى السياسية في المدنية.

مفاد الخبر:مجلس محافظة كركوك يهدد بعدم التعامل مع الحكومة المركزية لأستمرار تزايد قطع الكهرباء في المدينة ويدعو ايضا مديرية دائرة كهرباء كركوك بعدم تغذية العاصمة بغداد بالتيار الكهربائي في حالة عدم استجابة الحكومة المركزية لمطالب مجلس محافظة كركوك..

في الحقيقية كلمة"التهديد"لا تليق بأعضاء مجلس المحافظة لان هذه الكلمة تستعمل عند نشوب نزاع حول منطقة حدودية بين بلدين متجاورين.هذا اذا كان قد حدث هنالك سوء تفاهم في نقل الخبر..اضافة الى ان الحكومة المركزية تمثل المرجعية العليا في البلاد ويجب التعامل معها ضمن اساليب اقرب الى الشفافية وتبادل في وجهات النظر..قد يكون هنالك خطأ فني قد حصل..لكن الشيء الذي بدأ يقلقنا نحن العراقيين,لماذا القائمين على هذه الامور وبعد مرور سبعة سنوات لم نرى منهم اية خطوة ملموسة وحلول لتحسين الكهرباء في المدينة خاصة وعموم البلاد..حيث اننا نسمع يوميا اخبار انشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية في عموم القطر.لكن الوضع كما هو..

تفاقم هذه المشكة جاء بعد حلول موسم الصيف وارتفاع الغير المسبوق في درجات الحرارة علما اننا نحن في بداية هذا الفصل.عموما فصل الصيف في العراق يختلف كثيراً عن الدول الاخرى من حيث الحرارة والرطوبة..فوق كل هذا تولد ازمة الكهرباء فتتحول هذه المشكلة الى نقطة نزاع بين الكتل السياسية..من المضحك جدا ان دولة مثل العراق والتي تحوي على ثروة كامنة من المواد الطبيعة اضافة الى التطور الذي يشهده العالم لا تستطيع إن تحلها إلا إذا كان ورائها غاية فرض الحرب النفسية على الشعب العراقي..

نحن اليوم نتنفس الصعداء تجاه هذا القرار الذي اتخذه مجلس محافظة كركوك وبموافقة الغالبية.. وبتصوري بذلك يكون هذا المجلس قد اتخذ قراراً موحدا بعد تشكيله منذ قرابة ست او سبع سنوات..

نعود ونقولها مرة اخرى كفى التدخل في المسائل التي لانحصد منها سوى النزاع والاقتتال..اعدوا الخطط والمشاريع المستقبلية للمدنية حول بناء البنية التحتية فيها..لان الوضع في المدنية اخذ بالتراجع الملحوظ والكل يبكى على ليلاه والشعب يوماً بعد يوم يفقد الأمل بمدينته!

العودة الى الصفحة الرئيسية