مضى زمن التوسل يا اتحاد الادباء

 

جمال الخرسان /كاتب عراقي
gamalksn@hotmail.com

ابتداءا من تاريخ الحرية في العراق يوم 9/4/2003 وحينما اصبح المثقف العراقي يفكر بعيدا عن هوس احتلال العقل الذي زرعه صدام في ادمغة الكتاب والمثقفين العراقيين وغير العراقيين ابتداءا من ذلك اليوم بدأت مشكلة الادباء والمثقفين العراقيين مع اتحاد الكتاب والادباء العرب. ان ابناء يعقوب اوقفوا عضوية اتحاد الادباء والكتاب العراقيين بحجة وجود الاحتلال!

الاحتلال الذي يتحدثون عنه لايمنع من ايقاف اتحاد الادباء والكتاب في فلسطين رغم ان هذه الاخيرة التي هددت بالانسحاب بمعية تونس وسوريا وليبيا والاردن اذا اعيدت عضوية العراق ان فلسطين ليست دولة مسجلة في الامم المتحدة فكيف يمكن لها ان تكون فاعلة في مؤسسة ثقافية عربية وهي تحت الاحتلال..؟! ان تلك المؤسسة العربية معروف للقاصي والداني انها مسيسة حد الثمالة وانها حالها كحال المؤسسات العربية الاخرى لايحترمها العرب انفسهم فكيف يحترمها غيرهم؟! لذلك كان على الجانب العراقي ان لا يتوسل كثيرا وهو القادر لوحده على التعاطي مع الثقافة العالمية بافق مفتوح بعيدا عن الشعارات القومية التي تفوح كثيرا من اتحاد الكتاب والادباء العرب.

لم يعد العالم يسير بمقاييس كانت سائدة قبل خمسين عاما بحيث نكون بحاجة الى هذا وذاك وان التطور الحاصل حاليا في آليات التواصل مع الثقافة والادب العالمي يسهل كثيرا من مهمة الاديب والكاتب العراقي.. لذلك كان على الزملاء في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ان ينفتحوا على المؤسسات الثقافية الدولية فهي اولى من غيرها واكثر فاعلية، ان الكادر الجديد للاتحاد العراقي كان يفترض به ان يوفر جهوده من اجل الانفتاح بشكل اكبر على اليونسكو المؤسسة العالمية التي تستحق الاشادة والتقدير فاين جهود الاتحاد في هذا المجال؟ ولماذا لم يهتم مثلا بالانفتاح على المؤسسات الثقافية والعلمية في الاتحاد الاوربي بدل التوسل في اتحاد تسيره سياسة جلالة الملك وفخامة الرئيس؟!

ان زمن التوسل قد ولى ولم نعد بحاجة ماسة الى اخوة يعقوب .. لكن مفتاح الحلول لن يتأتى بهذا الخمول الذي يعاني منه الاتحاد على صعيد التعاطي مع المؤسسات الثقافية الدولية.. وحينما نتماسك ونتفاعل مع الاكثر تاثيرا انذاك سوف نستقبل الجميع في بغداد حتى لو كانت هناك سيارات مفخخة! رجاءا .. فلا تتوسلوا بعد الان.

 العودة الى الصفحة الرئيسية