المشروع العراقي ... وطموح الشباب

 الشيخ خالد عبد الوهاب الملا

رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

mh_aldosary@yahoo.com

 العراق بلد كبير مترامي الأطراف وشعبه عرف من أزمنة بعيدة بطبيعته الخاصة والتي اختلف فيها عن بقية الشعوب  والأمم ففيها الخير وفيها دون ذلك فيها الرحمة وفيها القسوة شعب إذا دفعته للخير اندفع نحوه وكان اشد من الريح المرسلة وقد كتب الكثير من الكتاب والأدباء والباحثين بخصوص هذا الموضوع ولعل من بينهم العلامة الأديب على الطنطاوي و الدكتور علي الوردي والأستاذ باقر ياسين وغيرهم كثير لكنني اليوم انظر إلى الشعب العراقي من زاوية أخرى باعتبار أننا نعيش في ظروف استثنائية  ومعقدة بأشكالها وألوانها وظروفها

أنظر إليه باعتبار انه أصبح ظلا لتداعيات وحقب من الزمن زادت على التسعين عاما مر  فيها العراق بألوان من المتغيرات فيها ثورات وجولات وفيها حروب وخطوات وفيها كر وفر وهذه أوضاع كفيلة أن تغير وجه الشعوب وتتلاعب في نفسيته وصياغة سيرته ليكون إنسانا سويا يساهم في بناء العراق الجريح نعم مرت علينا متغيرات دفعت بأبناء الشعب إلى حالة عدم الاستقرار حتى حينما يفكر باتخاذ القرار الحاسم

ومن المؤكد أن شريحة الشباب العراقي هي التي كانت في مواجهة كل هذه التحديات باعتبارهم هم المستقبل لدى الأمة وأملها في تقدم مسيرة الحياة الناهضة فلو دخلت في جوف الشباب لوجدته منهمكا في التفكير والتعب والمشقة بل إن بعضهم أصيب بحالة من اليأس  والإحباط التي أفقدته صوابه لأنه يشعر أنه يعيش بلا هدف يسير إليه

كنا صغارا ندرس في المدارس يعلمنا المعلم حين كان المعلم قائد امة ّ!!ومربي أجيال!! كان يقول لنا إن نهاية الدراسة هي نيل الشهادة وبعدها الوظيفة والزواج وتكوين الأسرة والبيت !!!!!وهلم جرا من أمنيات فكانت حافزا قويا لنا في تلك الفترة فترة أننا لا نعقل كل ما قاله المعلم حينها من إشارات وفهمت بعدما كبرنا كل الكلمات التي رسخت في أدمغتنا ورحم الله المعلم المربي الأستاذ فؤاد القبان حينما كان يشتري لنا مجلة المزمار ليعلمنا حب الإطلاع والقراءة أما اليوم فالشباب يريد أن يبذل طاقته في الدراسة لأجل الشهادة ثم الوظيفة لكن ثمة عقبات بوجه تسد الطريق عليه في بعض الحيان يتحول إلى بركان بل إلى طاقة يفجرها في الشر وإيذاء الآخرين وهنا أقول متى يستطيع أصحاب المشاريع الوطنية أن يحولوا طاقات الشباب إلى البناء والتقدم والفكر والثقافة والتطور في كل الميادين

لماذا شبابنا يعانون الفقر والعوز والعقد لأنه طاقة بلا عمل ولا هدف ولا مشروع

نعم نحن ننتظر تشكيل الحكومة الجديدة لتلتفت إلى شبابنا المسكين لتضع يدها على رأسه بعد أن ضرب على الرأس مرات ومرات من وعود كاذبة وأقوال زائفة متى نستطيع أن نأخذ شبابنا من أيدي المتطرفين الذين جدوا في اختطافه وتحويله إلى عنصر قتل وتخريب وعدوان متى نصدق مع هولاء الشباب حتى يشعر بكرامته كانسان سوي يقدم الخير لشعبه ووطنه ودينه.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 
في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com