أرفع وسام للابداع للشابة حوراء النداوي

دراسة خبرية إخبارية متعلقة بحديث النبي والإمام المعصوم

مقدمة بحث في ستة عشر من الفصول المتنوعة

  

محمود الربيعي

mahmoudahmead802@hotmail.com

مقدمة

سيكون حديثنا في البدء عن المقاصد العامة بمحاور كلامنا عن عمق المعاني التي ذكرت في الروايات والتي تتناول سلوك الناس وطبيعة أحوال المجتمع الإنساني في المراحل المتأخرة التي تلت عصر الرسالة الأول وبالضبط في القرن الأول بعد الهجرة وهي الحياة المتميزة للمجتمع الإسلامي الناشئ المنضبط عموماً بضوابط التشريع والذي كان لايزال حافظاً للحلال والحرام، وكيف أن الرسول والإمام الصادق عليهما السلام قد وصفا المجتمع البشري بالصورة التي ينزع فيها عن نفسه قيم الدين وينكر فيه المعروف ويأمر بالمنكر، وسنفهم أن الصراع بين أهل الفضيلة وأهل الرذيلة سيبقى قائماً رغم التباين في القوة وغلبة أهل الباطل على أهل الحق، كما سنلقي الضوء وبشكل مختصر على طبيعة العلاقات الإجتماعية والثقافية والرؤية الموضوعية لهما ودراستهما وتحليل جوانبهما لتصوير حقيقة الصراع ومدى التغييرات التي لحقت بالمجتمع في القرون الأربعة عشر المنصرمة. 

إن فهم كل من حديثي النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الوارد في غيبة الطوسي، والإمام الصادق عليه السلام في روضة الكليني المتعلقان بأحوال الناس آخر الزمان يسلتزم إستقراءاً لتلك النصوص الروائية ومن ثم قراءة السلوك الإجتماعي للناس آخر الزمان وفق رؤية إسلامية مستندة الى كلام النبي والإمام المعصوم وإخبارهما  بتفاصيل أخبار عامة الناس والحكام آخر الزمان. 

وسنبدأ بذكر طبيعة الإستقراءات المتعلقة بحديث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وكلام الإمام المعصوم عليه السلام المتعلقة بهذا الشأن. 

الإستقراءات المتعلقة بالبحث..  مجموعة المقاصد ( ماذا نقصد بما يلي؟ ). 

أولاً:التغير في سلوك الناس آخر الزمان وفق رؤية إسلامية: ونقصد بذلك وصف الأوضاع الإجتماعية وسلوكيات الناس في العصور المتأخرة إعتماداً على ماروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المعصومين عليهم السلام والتي أنبأت بالتغير الذي سيحصل للناس في سلوكهم وعقائدهم وماسيؤول إليه حال الناس ومنهم المسلمين آخر الزمان. 

ثانياً: طبيعة وطبائع المجتمع الإنساني عصر الظهور في تصور الرسول والإمام: ونقصد بذلك التصور المستند الى إخبار النبي والإمام المعصوم الأمة عن جملة التغيرات التي تصيب المجتمع فيما يتعلق بالسلوك والعقيدة آخر الزمان.

وبالنظر في الروايتين الصادرتين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام الصادق عليه السلام المرويتان في غيبة الطوسيوروضة الكافي للكليني على التوالي نجد أنهما أشتملتا على ذكر جميع المواصفات المتوقعة الحدوث آخر الزمان والتي أصطبغت بذكر الوجوه السلبية كما لوَّحَتا الى أمل قرب ظهور الإمام المهدي عليه السلام. 

ثالثاً: مدى صدق النبوءة والخبر عند الرسول والإمام عليهما السلام:  وعندما نتحدث عن حالة المجتمعات وفقاً للرؤية الإسلامية التي وصلت إلينا بحديث النبي والإمام المعصوم فإننا سنتكلم عن تلك الرؤية ومدى تحققها على أرض الواقع وسيتضح صدق تلك النبوءات التي تحقق القسم الكبير منها. 

رابعاً: تطابق إخبار الإمام المعصوم مع نبوءة النبي الأكرم : وبمقارنة قول الإمام بقول النبي سيتبين لنا مدى تطابقهما بإعتبار أن الإمام الصادق عليه السلام هو جزء الثقل الأكبر من العترة الطاهرة التي تركها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد رحيله. 

خامساً: الرؤية الدينية للمشاكل الاجتماعية المعاصرة وكيفية معالجتها: إن الرؤية الدينية للإسلام التي تحقق مجتمع أفضل هي تحريك المجتمع وفق رؤية تعتمد على تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الشريفة، والتي تحتاج بالضرورة الى قيادة شرعية قادرة على تنفيذ التشريعات داخل حدود الدولة الإسلامية وتراعي شؤون الناس والحفاظ على حقوقهم بالرغم من إختلاف أديانهم وعقائدهم. 

منحني العلاقات الإجتماعية والثقافية

إن المنحني البياني الذي شهدته الحالة العلمية يتجه نحو المزيد من الإكتشافات والإختراعات بينما المنحدر البياني في العلاقات الإجتماعية والثقافية يشكل إنخفاضاً ملحوظاً يهدد تلك العلاقات مما يساعد على إرتكاب الجرائم وحصول المزيد من النزاعات والصراعات والحروب بين الدول على الرغم من صدور الكثير من القوانين والتشريعات المانعة.

وفي هذه الحلقة سنتناول الجوانب العبادية والسلوكية والإجتماعية والأسرية بالإضافة الى  الجوانب الإقتصادية والمالية ومجال الإعمار والبناء، كما يهمنا دراسة العلاقة التي  تربط الحكام بالموظفين والمستخدمين لنتبين مدى التدني الملحوظ في العلاقات على الرغم من المظاهر المادية الشاخصة.

الرؤية الإجتماعية والثقافية والثوابت الدينية والأخلاقية

 إن مايهمنا من الرؤية الإجتماعية والثقافية التي جاء ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة هو تنبيه الأمة الى دورها للإلتزام بثوابتها الدينية والإخلاقية ولتكون في طريق حركة الإمام المهدي عليه السلام ولتلتحق بالنخبة من مجموعته الصابرة الممتحنة التي ستقف إلى جانبه وهم يشكلون القواعد المهمة في تلك الحركة الإصلاحية العالمية.

 دراسة الجوانب الإجتماعية والثقافية وعلاقتها بمستقبل الأمة 

إننا نعتقد أن دراسة الجوانب الإجتماعية والثقافية أهم بكثير من دراسة العلامات المادية لأن العلامات المادية إنما هي مؤشر مفيد في تحديد الزمن لكن العلامات الثقافية والإجتماعية هي مؤشر يخدم في تحديد هويتنا وهوية الإنسان وشكل علاقته بالله ويحدد مستقبله داخل الكون ويبرز نمط حياته التي أختارها والتي ستكون مهمة في تشخيص مستقبله بعد الممات وعلى الأقل من وجهة النظر الإسلامية. 

تحليل الجانب الثقافي والإجتماعي المرتبط بحالة التطور العلمي وتغير الثوابت الإجتماعية وأثر ذلك على حياة الشعوب 

ليس غريباً أن نبحث في تحليل الجانب الثقافي والإجتماعي ودراسة التغير الحادث في ثقافات الشعوب ونمط السلوك البشري العام على الأقل في نظر الباحثين في علم الإجتماع، كما أن من المهم دراسة النمو المضطرد في القوانين والإكتشافات العلمية في عالمي المادة والطاقة، وكذلك في الصناعة والتكنولوجيا وإستخداماتها المفيدة أوالمضرة، إذ أن كثيراً من البحوث العلمية في الكهرباء والميكانيك والمغناطيسية أفادت البشرية وساعدت على إكتشاف المجهول وسهلت إمكانية الحصول على بيانات واسعة عن الحياة وطرق تحسين المعيشة، كما أن هناك الكثير من الفوائد التي حصل عليها الإنسان عن طريق العلوم التي تبحث في الضوء والصوت والحرارة والذرة مما سهل على الإنسان الكثير من الأمور المستعصية في عالم الطب والزراعة والتكنولوجيا، ورغم كل ذلك فإن بعض المعلومات العلمية أسيئ إستخدامها كما حدث ذلك عند إستخدام الطاقة الذرية والنووية في حالات الحروب الدولية وأدى الى تهديد حقيقي للجنس البشري، وأصبح هذا التهديد يقلق الناس من قيام مخاطرات جديدة ووقوع حماقات غير متوقعة في المستقبل. 

تصوير الجانب الإجتماعي والثقافي المتعلق بالمؤسسات المجتمعية

 في موضوع علامات آخر الزمان يهمنا تصوير الجانب الإجتماعي والثقافي وماستؤول إليه العلاقات بين الناس داخل الأسر والأحزاب والمجتمعات، ومدى أهتمام تلك المؤسسات بالثقافة  على نوعيها البناءة التي فيها صلاح المجتمع، والهدامة التي فيها فساده. 

وسنهتم بالآثار النبوية معتمدين على روايات النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه، وأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ليكون لنا تصور حقيقي عن صفات المجتمع العالمي آخر الزمان وثقافتة التي سيكون عليها لنكون على بيّنةٍ من حقيقة ذلك الزمان ومدى التطابق مع تلك الآثار.

أبعاد عملية التغير الإجتماعي والثقافي

 وهنا سنورد النص التأريخي فيما بعد، وسنضع هذا النص موضع التحليل والتفريق ومن ثم التعليق عليه بشكل مختصر.. وسيكون حديثنا على شكل حلقات نبسط فيها المساحة الواسعة من الحديث النبوي الواسع والكبير في شرح  وفهم أبعاد عملية التَغَيُّر الإجتماعي والثقافي الذي تتعرض له المجتمعات آخر الزمان والتي جرى الحديث عنها قبل وقوعها بقرون عديدة حيث تعرضت للإمتحان بعد طول المدة فصارت ضمن دائرة الإحتمال، والتي تجاوزت حقيقة ومصداقية التطبيق في الزمن الذي تلا تلك الخطبة وهو زمن طويل يعد بمئات السنين وقد تجاوز الألف سنة حيث تناولت هذه الخطب أوسع تفاصيل التغيّر الذي يطال المجتمع فيما يتعلق بشؤون الناس على مختلف طبقاتهم كالحكام والوزراء وبقية  الشرائح.

خاتمة

 وبعد أن أستعرضنا عناوين البحث في الجانبين الإجتماعي والثقافي سنبين لاحقاً وفي فصول متعددة المؤثرات المختلفة التي تطرأ على المجتمعات وتؤثر فيها ليتبين لنا مدى التغير الذي طرأ عليها بحيث تمتلىء الأرض ظلماً وجوراً وتتحقق نبوءة النبي الأكرم وإخبار الإمام المعصوم بنهاية الزمان وظهور المصلح الذي يملئها قسطا وعدلاً وهو في نظرنا الإمام المعصوم الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 
في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com