|
من أذربيجان..إلى الجعفري
أوزدمير هرموزلو ozdemir_mtg@yahoo.com كان العراق ومايزال محط أنظار الإعلام العالمي بسبب جغرافيته و تاريخه و ثرواته و التي جعلته موقعا للكثير من الأحداث لساخنة في منطقة الشرق الاوسط.. في زيارتي الأخيرة الى انقرة، لفت انتباهي مقالة للكاتب التركي الكبير ”ارسلان بولوط” في صحيفة (يني جاغ) ذات التوجه القومي، يتحدث فيها عن اسباب وتداعيات الزيارة المفاجئة والذي قام به رئيس الوزراء العراقي الاسبق الدكتور ابراهيم الجعفري”تركيا والتي ادت به الى فقدان منصبه بعد ذلك الزيارة. و يشير فيها الى كتاب صدر مؤخرا تحت عنوان” الطريق المؤدي الى الديمقراطية ”من تاليف رامز مهديف، السكرتير العام لرئيس الجمهورية الاذريجانية الحالي ”علييف الابن” والذي يسلط في صفحته (216) الضوء على زيارة الجعفري (رئيس الوزراء آنئذ) في عام 2006 وعلى المباحثات التي جرت بينه وبين رئيس وزراء التركي رجب طيب أردوغان واستنادا الى مصادر رفيعة المستوى، فأن الجعفري قال فيها” بأن أمريكا لم تؤدي المهمة في العراق بشكل متكامل ولم تتمكن من جلب الأمن والاستقرار إليه، لذا تجب مغادرتهم تراب العراق لتحل محلهم قوات دولية بقيادة تركيا.. لان أساس السلام والاستقرار يسود في العراق تحت قيادة تركيا ولانها الدولة الوحيدة القادرة على تحقيقها في العراق” و يضيف الكاتب” لذلك رأينا مدى قوة ردود الأفعال التي صدرت من قبل بعض الكتل السياسية وفي مقدمتها الاكراد حيث وصف رئيس جمهورية العراق الحالي جلال الطالباني هذه الزيارة بأنها (جاءت غير موفقة ومنتهكة لبنود الدستور لان الجعفري لم يستشيرنا قبل ذهابه إلى تركيا)”. و يضيف الكاتب بأن الوضع العراقي لم يبقى على حاله وامريكا قررت الانسحاب الكلي أو الجزئي من العراق، وحسب توقعات بعض المحلليين السياسيين فأن هناك تغير ملحوظ في السياسة الأمريكية تجاه تركيا ومن المؤمل إن تشهد المرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي من العراق دوراً فاعلا لتركيا خاصة و ان القوة المفرطة التي استعملتها أمريكا لفرض قوتها او هيمنتها على العراق لم تجد نفعا و هناك توقعات في ظهور قوى اقليمية جديدة تعمل على تغير المعادلة السياسية مثل تركيا والصين. وانهى الكاتب مقالته مشيرا الى وجود قوى عراقية لاتريد هذا الدر التركي في العراق وتعلن عن خشيتها من التقارب الستراتيجي الكبير والذي بدأه الجعفري وعمل به رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ليصل إلى أعلى المستويات من خلال توقيع اتفاقية ب(24) بند توسع العلاقات الثنائية بين البلدين في الكثير من المجالات الحيوية، و يبدو “إننا مقبلون على المشهد نفسه لان جميع المرشحين لمنصب رئيس الوزراء في العراق لهم علاقات وطيدة مع الجانب التركي، وبكلمات اخرى هناك أزمة جديدة ، نائمة قد تستيقظ في أي وقت. التكهن مطلوب لان الحقيقة في السياسة سيد المواقف”
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |