كاظم حبيب يلمع نجما في سماء كردستان

 

 

كفاح محمود كريم

kmkinfo@gmail.com

 اعتدنا على الاحتفاء برموزنا الثقافية والإبداعية بعد أن تغادرنا الى عالم الأبدية، وربما تنهي تلك الرموز سنواتها الأخيرة مهمشة وبعيدة عن أي اهتمام رسمي او غيره، تنسحب بعيدا يلفها المرض او اليأس او الاحباط  حتى تقضي نحبها فتلتفت الى ذكراها مؤسساتنا الحكومية او المجتمعية لتقيم مهرجانات باسمها تكريما او تخليدا.

 وفي اول ممارسة من نوعها شهدت عاصمة اقليم كردستان العراق اربيل* مهرجانا لتكريم البروفيسور الدكتور كاظم حبيب الكر بلائي الكاتب والسياسي والخبير الاستراتيجي في اقتصاديات النفط، العراقي العربي الذي حمل على اكتاف عمره الماسي ( 75 سنة ) دهورا من النضال الدءوب من اجل الرأي الآخر المختلف، ومناصرة المظلومين عرقيا او دينيا او مذهبيا، فترأس لسنوات طويلة وما يزال الجمعية العربية لمناصرة القضية الكردية في العالم مع نخبة من الديمقراطيين العرب، وبل وامضى سنوات طويلة سجينا ومنفيا من اجل الاقليات غير العربية في العراق وغيره من البلدان.

  حقا انه كما قال عنه العلامة هاني مصطفى فحص؛ انه الانسان الانسان، وكما وصفه البروفيسور تيسير الالوسي رئيس جامعة بن رشد؛ انه كاظم حبيب وذلك يكفينا ويكفيه، ولم يختلف السياسي اللبناني المخضرم  كريم مروة في وصفه عن الآخرين الا انه تذكر سنوات نضاله وسجنه ابان العهدين الملكي والجمهوري في عراق يفور لهيبا كالتنور، انه كاظم حبيب الذي لا يرضى لقبا او صفة غير اسمه هكذا دون اشارة الى لقب علمي او انتماء قبلي او مناطقي انه كما يقول عن العراق انه عراق وغير ذلك لا يطاق، فعذرا سيدي لم اكن خارج فضائك بل عمدت الى منبعك لأصف مجرى نهرك ليس الا؟

  كان مهرجانا نوعيا تميز به اقليم كردستان العراق في تكريم عراقي  عريق، مهرجان خرج من ذلك التقليد المحبط الذي ينتظر الموت كي يحيي الذكرى، انه تكريم نوعي للحياة والابداع ليس بتلك الميدالية الذهبية بل بتلك الكلمات والدراسات التي قُدمت عن تجربة وتقييم ما انتجه كاظم حبيب الكاتب والمناضل العنيد خلال اكثر من نصف قرن من اجل العراق وشعوبه والديمقراطية والآخر المختلف، انه مهرجان كردستان من اجل العراق ومهرجان العراق لتكريم كردستان

  كاظم حبيب النهر العراقي الثالث الذي لا ينبع من الشمال ليصب في اقصى الجنوب، انه النهر الذي ينبع من نبض كربلاء ليغمر جبال كردستان حبا وعشقا ووفاء.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 
في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com