|
كاس العالم ودبلوماسية كرة القدم جمال الخرسان / كاتب عراقي gamalksn@gamalksn.com كاس العالم .. موسم الترويح عن النفس والابتعاد قليلا عن وجع الازمات السياسية واخبار الكوارث ومفردات القتل والتصريحات المحتقنة المستفزة التي نسمع بها كثيرا، انه فرصة مناسبة حتى لغير جمهور كرة القدم لتغيير الروتين اليومي الممل. متعة الساحرة المستديرة بطلتها البيضاء فوق بساط اخضر والكل يتابعها بشغف تحت أي قدم ستكون؟! نعم هي كذلك واكثر فهي بالاضافة الى ما تقدم استعراض لعضلات الاقتصاد والبنية التحتية، فرصة لتسليط الضوء على حاضر وماضي البلد المضيف وربما حتى الضيوف.. انها موسم للسياحة والفعاليات الثقافية لقد انتفخ موسم كاس العالم .. الحدث الرياضي الاشهر الذي يقام كل اربعة اعوام واصبحت ملامحه ليست حكرا على الرياضة بل دخلت فيه عوامل اخرى ربما تتجاوز اهميتها ذلك المهرجان الكروي الشيق .. الاقتصاد دخيل جدا في تظاهرة كاس العالم حتى اصبحت ارقام المليارات ليست مخيفة ولا مدوية واصبح المشرفون على تنظيم بطولات كاس العالم ومن يتعاطون مع هذا الحدث على دراية كاملة بانه رقم اقتصادي من الوزن الثقيل يكفي ان التامين على كاس العالم في بلد ليس مثاليا فيه الاستقرار الامني يصل الى اكثر من ستة مليارات دولار! ثم بعيدا عن السياحة وتاهيل البنية التحتية التي سوف تبقى رصيدا لمستقبل البلاد المنظمة، فهناك العائدات من حقوق البث وحركات الطيران وشركات الاعلان والقائمة تطول جدا. قبيل واثناء دورة كاس العالم يسلط الضوء كثيرا على كل شيء لكن ما لم يسلط عليه الضوء كثيرا هي وجبات سياسية قد تكون دسمة في بعض الاحيان تقدم على هامش منصات الشرف في المناسبات الكروية الكبرى. كاس العالم الذي اصبح ايضا بمثابة الدعاية السياسية للعديد من الدبلوماسيين في البلدان الديمقراطية يشهد زيارات مكوكية لبعثات دبلوماسية من الوزن الثقيل ليس لحضور المباراة الافتتاحية فحسب بل ايضا لمشاهدة مباريات الادوار اللاحقة للمنتخباتهم الوطنية. انه ليس مهرجانا كرويا فقك بل اضافة الى ذلك فان الحدث بمثابة مؤتمر دولي يقام على شرف مناظل الحرية والدفاع عن حقوق المساواة بين الجميع نيلسون مانديلا الذي بلغ من العمر عتيا كان مناسبة من نوع خاص اجتمع فيها العشرات من الملوك والرؤساء وكبار الدبلوماسيين في العالم. ان السياسة حشرت نفسها مرة اخرى في هذا الحدث المهول واصبحت المحادثات السياسية بين كبار العالم لها حصة في الحدث ولكن حضورهم ربما يكون على طريقة الفيفا فيه شيء من التندر والفكاهة في بعض الاحيان. ان الفيفا جمع على طاولته اصحاب القرار ورجال الاعمال الى جنب الشركات العابرة للقارات ثم مشاهير الفن والرياضات الاخرى وكل من يسلط حولهم الضوء انها كما قال عنها كوفي عنان: اقوى من الامم المتحدة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |