نهاية العالم إقتربت!



هادي جلومرعي

 hadeejalu@yahoo.com

إسرائيل تدفع باتجاه التطرف وانهاء أي امل في عقد صفقة حقيقية في إطار عملية السلام المتعثرة..الانحياز الامريكي يطوح بالآمال العربية في حياد يقلل من حجم الغرور والطغيان الاسرائيلي.والمجموعات الدينية تجد الفرصة مواتية للتحالف مع اليمين الاسرائيلي لتنفيذ وعد الرب في دولة عظيمة تمتد من النيل الى الفرات وتأخذ معها السلام والامن والمستقبل ..

في المقابل فإن المجتمع المسلم حافل بمثل اليمين الاسرائيلي وبمثل المجموعات الدينية الطامحة لفض الشراكة مع الانظمة الحاكمة والتي تقضي بتسليم الشارع لها وبقاء القصور بيد الحاكمين لتصل الى طموح ابعد هو السيطرة على تلك القصور لنشر الاسلام من خلال اجنحتها الذهبية.

نظرية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بضرورة فك الارتباط بالغرب وهي نظرية لم يوفق صدام في تسويقها تجد الاثر في نفوس عرب ومسلمين كثر وربما لان ايران فهمت طبيعة الحقول الملغمة التي فجرها صدام وكان اول ضحاياها وبالتالي عملت على استدراج الغرب لا الذهاب الى المصيدة.

في عام 2008 سالت الرئيس نجاد عن المدى الذى يمكن لايران ان تصمد فيه حتى تستسلم للمشروع الامريكي في المنطقة؟وكان جوابه مبتسما:ان الغرب يريد إحتكار التقنيات النووية ليحرمنا من الطاقة والقدرة على بناء مفاعلات نووية..سألني :هل تقبل بذلك؟.

اما العرب فمنقسمون كعادتهم وثقتهم بايران ليست متوفرة كثيرا ولايثق البعض منهم بالنوايا الحقيقية لهذه الدولة الطامحة .

أمام هذا المشهد ومع توفر مبررات مهمة للداعمين لمشروع اسلامي يحكم الشرق وسعي اسرائيل للتقدم في مشاريعها دون النظر في ماتسببه من مصائب للمحيط العربي الغاضب ..فإن المستقبل لايبشر سوى بالصدام.

الرئيس الايراني احمدي نجاد يعتمد فكرة (المهدي) التي يؤمن بها طيف واسع من الشيعة والسنة ويعد مايجري الان من حراك عالمي على صعد شتى مقدمة لهذا الظهور..عدا عن ذلك فإن ظهور المهدي ونزول المسيح يمثلان خاتمة الجهد الديني المواجه للتطرف الرسمي والعنجهية الغربية المتراكمة..

وحتى النشاط النووي الايراني لايبتعد عن هذه الرؤية العقائدية ولايتحداها بل يندمج بها ويوظفها ويعد ذلك تقدما الى امام لتحقيق مشروع اسلامي كبير ينهي الحلم الصهيوني القديم .

فهل ان نهاية العالم اصبحت مؤكدة وقريبة الى التحقق مثلما كنا نسمع من ايام الصبا الاولى؟ الله أعلم..

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 
في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com