مرة أخرى العراقية والتركمان

 أوزدمير هرموزلو

ozdemir_mtg@yahoo.com

الأيام القليلة الماضية وطبول الخوف والترقب بدأت تقرع أبواب المشهد السياسي التركماني  بعد إذاعة خبر الصفقات والتحالفات السياسية في اطار المشاورات القائمة حول تشكيل الحكومة بعد ان طال الوصول إلى الاتفاق المؤدي إلى  منصب دولة رئيس الوزراء...

كما بيننا سالفاً بأن  المشاركة التركمانية في الانتخابات التشريعية كانت ضمن التحالفات التي اختارتها الحركات والتنظيمات السياسية..لكن النتائج تمخضت بأن الأغلبية  من الشعب التركماني قد منح أصواته الى الجبهة التركمانية العراقية والذي شارك مع ائتلاف العراقية..وبذلك فأن هذا الائتلاف استطاع وبجهود حثيثة من خلال المشاركة الواسعة في جميع مناطق توركمن أيلي من أبناء الشعب التركماني استطاعوا إن يضعوا النقاط فوق الحروف واثبات الوجهة الوطنية والتي تبنى على أساس المصالح المشتركة بعيدا عن المشاورات التي تسد طرق الاتفاق والانفتاح الديمقراطي..لذلك فقد منح التركمان أنفسهم نقلة نوعية ومهمة في تاريخ العراق الحديث من خلال تحويل قضية كركوك من قضية محلية الى قضية وطنية ودولية لكن يكون الرأي العراقي الجهة الوحيدة التي ترتئي الحل لهذه القضية بعد إن كانت تتناقش حول الطاولة المستديرة الصغيرة..

الكثير في وقتها قد اعترض على هذه التحالفات والكثير ابدوا بأن على الحركة السياسية التركمانية المشاركة لوحدها في الانتخابات.وقد يكونوا محقين في ذلك لكن..الدول التي تتنوع فيها الفئات القومية والاثنية والتي تقام بها الانتخابات التشريعية نراها تدريجيا تتعطش إلى الرؤية الوطنية حول مصيرها على الخارطة السياسية..لذا الكثير من هذه الفئات قد اختارت المشاركة في سياق التحالفات الوطنية..حتى ان بعض القوى الكبرى والتي كانت تلبس الزي الطائفي او القومي في بداية المنعطف وبفعل تأثير رأي الناخب لم تستطيع المشاركة إلا ضمن التحالفات الوطنية..

ما نراه اليوم بأن القلق والتقرب حول إمكانية إقامة تحالفات حول المادة 140 من الدستور العراقي والذي يعارضه التركمان بالدرجة الاولى لانهم يعتقدون بأن هذه المادة تؤثر على وحدة أللحمة العراقية..

في السياسة تغيرات سريعة الحركة بحيث لا يستطيع المراقب ان يتخيل هذه التغيرات فلذلك نرى مختلفين اليوم أصدقاء الغد وذلك لوجود نقطة حساسة توحد المختلفين او العكس..لذا نحن التركمان لا نتخوف من هذه التحالفات بشرط ان تكون في وضوح النهار لكي لا تزيلها الغرف المظلمة والتي لم يأتينا منها سوى المتاعب السياسية في البلاد.لأن نهاية أمر في هذه المشاورات حتما ستكون الوسيلة المتاحة او الوضعية التي يراد الاتفاق حولها تكون الثوابت الوطنية مسكنا لها وان التركمان ومنذ اللحظة الأولى من بدأ العرس السياسي فضلوا الرؤية في المسائل الإستراتيجية للبلاد من هذا المنظور..

 الى الملتقى.. والشعب التركماني عندما اختار التصويت لقائمة "العراقية وكله ثقة  بأنها سوف تتحرك بحدور نظرتها السياسية حول المسائل التي تخص "السيادة الوطنية

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 
في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com