ضحى يحيى برتو وأحادية التوثيق

 

حامد كعيد الجبوري

hamid_gaid2000@yahoo.com

قبل ما ينيف على الشهرين قرأت ومن خلال الثقافة الشعبية للصباح الغراء، موضوعة تتحدث عن الزوج الأبله، والجميل أنها بقلم امرأة عراقية، في وقت نفتقر فيه لكاتبات يوثقن لتراثنا الشعبي، والأجمل من ذلك كله أن الكاتبة ربما ابنة لصديق راحل جمعتني وإياه صفوف الدراسة الابتدائية، أخذت الموضوعة ونشرتها باسمها في جريدة الفيحاء الحلية والتي أحرر فيها صفحة الأدب الشعبي، توالت المواضيع من قبل الكاتبة على الصباح الغراء، ونشر لها أكثر من موضوع حلي تراثي شيق، في أحد المواضيع التي كتَبتها تتحدث فيه عن (الخانات) أيام زمان، وقد أوردت في موضوعها أكثر من دالة تجانب فيها الحقيقة، إذن لا بد من التحرك من قبلي للوصول للكاتبة والاستفسار منها، سيما وأن أحد أبناء صاحب ( الخان ) بعث برسالة لي يستنكر ما جاء من معلومات غير دقيقة عن والده، كيف ومن أين استقت معلوماتها عن موضوعة (الخانات ) التي أثارت حفيظة ورثة الرجل الذي تحدثت عنه، قلت بنفسي أن المسألة ليس هناك أسهل منها، فأنا أعرف أن والدها رحل لرب رحيم بحادثة قطار بداية سبعينات القرن المنصرم، وعمها القاضي المرحوم فريد برتوا رحل أيضا، ولم يبقى إلا الأستاذ عدنان برتو – عمها - لإيصالي لها، ذهبت له واستأذنته بأن يدلني كيف أصل لابنة أخيه ضحى عدي برتو، أجابني أن أخاه ليس له بنتا بهذا الأسم، قلت له لربما استعارت هذا الاسم لتخفي به أسمها الحقيقي، أتصل بإبنة أخيه ونفت هذه المعلومة، وعلى كل حال سواء أسمها الحقيقي او المستعار هناك إشكالات بما أوردته الكاتبة أو الكاتب في ما يخص موضوعة الخانات القديمة، ومعلوم أن أيام زمان لا يملك الناس السيارات كأيامنا هذه، ولا توجد ساحات لوقوف السيارات، والخانات التي ذكرناها هي بمثابة مرابط للحيوانات، والناس تمتلك لهذه الحيوانات لاستخدامها بالتنقل من الريف الى المدينة كل حسب إمكاناته المالية، الغني له الفرس الأصيل وهكذا نزولا، وقد ذكرت الست ضحى أن ( خان) الحاج حسن خنوس يمتلك موقفا للحيوانات – طولة - للحمير والبغال والخيول، وليس مهمة الخان تقتصر على إيداع الحيوانات فقط، بل يستعمله القصابون لوضع أغنامهم وأبقارهم فيه قبل تهيئتها ليوم الذبح، وقد أوردت الست ضحى أن الحاج حسن خنوس كان يُغري طلاب المدارس الإبتدائية لترك مدارسهم ومساعدته بعمله لقاء أجر زهيد، وهذا غير دقيق لأن أولاد الحاج حسن خنوس وأحفاده وأبناء أخوته وأبناء أخواته أكثر من أن يطلب من أحد ما لمساعدته بعمله هذا، ومن الطريف ذكره أن أهالي بابل سابقا يستهزئون من أولادهم أن لم يتفوقوا بمدارسهم فيقولون لهم، ( لو رابطك إبخان حسن خنوس هواي أحسن إلك وإلي)، وليس هذا وحسب فالطلاب حينما يتمازحون في ما بينهم ويقول أحدهم للآخر من أي جامعة تخرجت ؟، فيأتي جوابه أنا تخرجت من جامعة بغداد وهاهي شهادتي، وأما أنت فقد تخرجت من جامعة (حسن خنوس)،آخر ما نشر للسيدة ضحى عدي بالصباح أيضا موضوعة تتحدث فيها عن شخصية تراثية حلية تدعى ( أبو حية)، وقالت بمجمل حديثها ان الرجل كان له محل يبيع فيه الحبال ومنتجات سعف النخيل ( الحصران والمهافيف والمكانس)، وأنا أدركت الرجل الذي عاش لثمانينات القرن المنصرم، وكان يعمل حمالا، وإن لم يحصل على ( إحمالة) ذلك اليوم، فيعوض عنها ببيع ماتيسر من الحبال ومنتجات سعف النخيل بأسواق الحلة وأزقتها، ويشترك مع شخصية تراثية أخرى تسميها العامة ( عبد العمص) بمفردة مقززة لهما يثورا حين سماعها ويرميا من أطلقها ضدهما بأي حجارة تقع بيده، والمفردة هي ( حية)، وما قالته السيدة ضحى عن المحكمة التي سيق لها من تتحدث عنه ليس الشخصية التي كتبت عنه ابو حية، بل هو ( عبد العمص) وسأكتب عنه لا حقا بعد أن أحصل على صورته الشخصية الموجودة في أستوديو الزنابق، أتمنى على السيدة او السيد ضحى الدقة بتدوين ما يصل لها لأنها أمانة توثيقية كما أعتقد .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 
في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com