شباب العراق بين الحلم والحقيقة

 

منار العابدي

manaralabedi@gmail.com

من الطبيعي أن يكون لأي شاب وشابة في هذا العالم الكبير طموحات وأحلام.. يسعون وراء تحقيقهما بلهفة وخطوات سريعة تسابق الزمن وهكذا هو حال شباب العراق. إن المجتمع العراقي يتضمن شريحة كبيرة من الشباب، وكل منهم في صراع دائم مع الظروف بين تحقيق أحلامهم وطموحاتهم على أرض الواقع كما باتوا يحلمون بها وبين عدم تحققها في حياتهم اليومية، التي بدأ يضيّق الخناق عليها الروتين القاتل. إن ما قاساه الشباب العراقي طوال سنوات عديدة مرت من حروب ودمار هي كفيلة أن تحبط من عزيمته وطموحاته وأحلامه، التي كانت من المفترض أن تكون حقيقة وواقعا نرى ونلمس نجاحاتها لو كانت في بلدا آخر يتوفر فيه ولو بعض شروط العيش الكريم والحرية والأمان التي يطمح لهما كل إنسان في هذا الكون.

إن في الكثير من دول العالم المتطورة والتي تعتبر دول العالم الأول كما يسمونها، تمنح الشاب حرية أكبر وتعتمد عليه بشكل واضح، فالكفاءات الشبابية هي أمل الدولة المستقبلي. إضافة الى ذلك فإن تلك الدول بدأت في تطوير قدرات ومهارات شبابها كي يكونوا في يوما ما هم أعمدة الدولة وسلاحها. كل ذلك يحصل عندما تكون الدولة تنعم بإستقرار أمني وهدوء سياسي ورخاء إقتصادي، فبهذه الحالة تكون الدولة على أهبة الإستعداد لتأهيل جيلا جديدا من الشباب يحمل كل مميزات النجاح والمهنية، وتكون الدولة في هذه الحالة ليست بحاجة الى إستيراد كفاءات من خارج البلد، لأن ما تحتاجه للحاضر والمستقبل هو موجود ومتاح على أراضيها، دون أن تدخل في متاهة إستيراد عقول غريبة عن البلد وبالتالي تخوض مشكلة الإنسجام وعدم الإنسجام للوافدين مع المجتمع.

أما كل ما سبق ذكره فمن الصعب تحققه في بلد كالعراق، وبالتالي فصعب على الدولة العراقية تحقيق كل ما يطمح له الشباب العراقي لأننا وببساطة بحاجة الى دولة تتمتع بشيء من الإستقرار السياسي والأمني كي تستطيع تحقيق رغبات الشباب.. ومن أبسطها إيجاد فرص عمل مناسبة لهم، والتي هي من أهم ما يطمح لها الشاب العراقي في هذه الآونة. كما أن ذلك لا ينفي أيضا مسؤولية الجهات المعنية بالشباب أن تقوم بأداء دورها وتوفير الحد الأدنى مما يطمح اليه الشاب العراقي رغم صعوبة الظروف. كما أن على الشاب نفسه عدم التذرع بغياب دور الدولة، وبالتالي عدم القيام بدوره الشخصي. إن على الشاب إستغلال حتى الإمكانيات البسيطة من أجل فعل شيء ومحاولة التركيز على النشاطات والهوايات التي لا تحتاج الى إمكانيات مادية أكبر.

نتمنى جميعا عراقا جديدا يكون على مستوى هذه الأرض المقدسة التي ظلت صامدة طيلة هذه السنين. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 
في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com