|
لا ينكر فضل الله إلا الجاحدون
د. حامد العطية وفاة المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله فاجعة كبرى،ليس للشيعة أو مقلديه فقط،،بل للأمة الإسلامية جمعاء،كان الفقيد مرجعاً فذاً مطور،انبرى للكثير من المعتقدات والمسلمات المنتشرة بين الفقهاء،القدماء والمعاصرين،وتناولها بالبحث والتحليل والتمحيص،بتجرد وموضوعية،وخلص إلى نتائج هامة بشأنه،بقصد كشف الحقائق وتنوير العقول،فاستحق منا كل الحمد والثناء على ذلك. لم يكن العلامة الراحل فضل الله مرجع،مثل غالبية مراجع الدين،الذين يكتفون بالبحث والتأليف والافتاء،بل كان قائداً للتغيير والتطوير،ومصلحاً اجتماعي،تفاعل بعمق مع قضايا الناس القريبين والبعيدين،مسخراً طاقاته من اجل تطوير أوضاعهم،وكان للمحرومين النصيب الأوفر من اهتمامه ورعايته. كان رحمه الله وطيب ثراه مجاهداً في سبيل الله،ومدافعاً عن حقوق البنانيين والعرب والمسلمين في التصدي للعدوان والاحتلال والاستيطان الاجنبي،وكان لمواقفه وتوجيهاته الأثر الكبير والبالغ في انتصار المجاهدين المقاومين في لبنان،مما اثار استياء وسخط المستكبرين الأمريكان والصهاينة وعملائهم في المنطقة،فتداعوا لاغتياله،ولكن سهام غدرهم واجرامهم ذهبت طائشة،ونجاه الله من مكرهم ليكمل مهمته الجليلة. كان المرجع الراحل متواضعاً قريباً من الناس،وقد انطبعت في ذاكرتي صورة له،وقد توسط جمع من طلاب إحدى المدارس،التي تديرها مؤسسته الخيرية والتربوية،وقد عرف بحرصه على الالتقاء بطلابه،والتقاط الصور التذكارية معهم عند تخرجهم أوانتقالهم من صف لآخر. وكان العلامة فضل الله من صفوة العلماء الذين جمعوا بين العلم والعمل والجهاد،ووفاته خسارة فادحة للجميع،ومن المؤسف أن بعض الشخصيات والجماعات الشيعية العراقية استغلت هذه المناسبة الحزينة لتنبش خلافاتها مع المرجع الكبير،والمثال على ذلك خبر وفاة المرجع الكبير كما أوردته احدى المواقع العراقية الشيعية على الانترنت،وكما يلي: " افادت مصادر لبنانية مطلعة أن رجل الدين اللبناني محمد حسين فضل الله قد توفي صباح هذا اليوم في مستشفى بهمن ببيروت في العاصمة اللبنانية،وكان فضل الله قد ادخل المستشفى قبل يومين بعد تعرضه إلى نزيف في الدماغ ولم يتمكن الاطباء من ايقافه،كما أن كليتية قد توقفتا بشكل كامل لكونه مصاب بالسرطان،يذكر أن السيد محمد حسين فضل الله قد اصدر موجه كبيرة من الفتاوى والأفكار التي اعتبرتها المرجعية الدينية في العراق وإيران خارجة عن المذهب" وأقل ما يقال في هذا التعليق بأنه غير لائق. وكان الأجدر بهؤلاء الشيعة العراقيين الاطلاع على تأبين حزب الله في لبنان للفقيد الراحل والذي أثنى فيه على علم وجهاد وانجازات فقيدنا العظيم،وهو كما وصفه بيان حزب الله "العالم الإسلامي الكبير الذي ملأ الساحة بعلمه وجهاده ومواقفه وتربيته ومؤلفاته". والواجب علينا استذكار سمات وقيم ومواقف وسلوكيات وانجازات العلامة الراحل واتخاذها نموذج،نقيس عليه اداء علماء الدين في الحاضر والمستقبل،كما ينبغي علينا استكمال تحقيق أهدافه العظيمة في توحيد كلمة المسلمين وتحرير أوطانهم وأراضيهم المعتصبة،وتخليصها من المحتلين،واصلاح مجتمعاتنا وتطوير أحوالنا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |