لغيرك ما لثمتُ يدا

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

لغيرِكَ ما لَثَمْتُ يَدا

ومِثلُكَ مَنْ يَفيضُ نَدى

وقُربُك لَمْ يَزَلْ أمَلاً

يُصارُ لَهُ وإنْ بَعُدا

 وحُلْمُكَ فيهِ مِنْ سِعَةٍ

وليسَ سِواكَ مَنْ قُصِدا 

رِحابُكَ والمُحِبُ نَوى

وفيئُكَ والهَزارُ شَدى

 فيا بُؤسي على زَمَنٍ

تَقَحمَ فيكَ وانْفَـرَدا

*** 

يُلاحِقُني النَوى أبَدا

وأُنشِدُ فيكَ ما نُشِدا 

فيا وطنٌ سَقى أمَلاً(1)

عَلِقْتُ بهِ وقَدْ رَشَدَا

أُجِيرُ بِكَ الهَوى سَنَدا

ونِعْمَ الجارُ مَنْ سَنَدا

وأُلْفِيْ النَفْسَ فيكَ يداً

فكُنْ مِنها لها صَددا

قَريباً مِنكَ لَنْ أُزجيْ

بَعيداً.. أَرتَجِي المَدَدا

***

فيا وَيْليْ إذا قَرُبَتْ

وإنْ أَزِفَتْ  فوا كَبِدا

ومِنكَ وليسَ لِيْ مَثَلٌ

سِواكَ يكونُ مُعتَضَدا

 فهَبني القَولَ ما سَنِحَتْ

لأهْجو عَنكَ مَنْ جَحَدا

 ومِنْكَ الهَمْسُ يُوقِظُني

فأُرْجِعهُ كَرَجعِ صَدى

 أغذُ السَيرَ لِيْ أَملٌ

وأَرجو مِنْ عُلاكَ هُدى

  ***

أنِستُ الليلَ ليْ سَكَناً

فكنتُ لَهُ كَمَنْ رُصِدا

يُغالِبُني الجَوى كَمَدا

ويَعصِفُ بيْ النَوى كَمَدا

 فلا ليلي مَسى أَنِسَاً

ولا صُبحي ضَحى رَغِدا

أَرِحْ شَوقاً سَنا الذِكرى

صِحابَ الأَمسِ والعَددا

وأُدنِي كُلَّما بَعُدَتْ

كأنَ الأمسَ صارَ غَدا

***

فيا وَطَنٌ غَزى قَلْبَاً(2)

تَصَرَمَ حَبلُه وَتَدا

 وأَمْسى حُبُه جَلِداً

ف"لمْ يُولَدْ ولَمْ يَلِدا" 

تَنادى الناسُ لِيْ رَحِماً

وحُبيْ فيكَ ما جَمُدا

أَرقْتُ الدَمْعَ صافيةً

وأنّى للدموعِ مَدى

 

عَدِدتُ الشَهْرَ أرقَبُهُ

هِلالَ الشَهْرِ يَومَ بَدا

 

***

فما ليْ حيلةٌ أبدا

وحُكْمُ العُمرِ قد نَهِدا

 

أَلوذُ سَماكَ تُلْحِفُني

وليسَ سِواكَ مُلتَحَدا

تُقاسِمُني ضَنى شَوقي

ونِعْمَ الشَوقُ ما اتَّحدا

غِراسُ الحَقِ أولَهُ

رَبيعُ الفَجْرِ مُذْ وُلِدا 

زهُوراً أينَعَتْ حُقَبٌ 

وقَلبُ الصَبِ ما حَصدا

فيا لَهفيْ على وَطَنٍ

غَدا نَهبَاً وما سَعُدا

   العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 
في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com