من جديد عدنا الى زمن الإنفجارات

 

منار العابدي

manaralabedi@gmail.com

   بعد هدوء نسبي بعض الشيء يشهده الوضع الأمني العراقي بالنسبة للإنفجارات الضخمة التي تستهدف اعدادا كبيرة من الضحايا الأبرياء، ها قد عدنا من جديد الى زمن القلق والخوف من التفجيرات التي تأخذ أرواحا مسالمة لا حول لها ولا قوة،  بسبب تردد ساستنا الكرام الذين لم يجدوا بعد سبيلا لخلاص هذا الشعب ومازالوا يصرون على قتله وتدميره اكثر واكثر من خلال عدم تشكيل الحكومة وإيجاد الحلول المناسبة التي ترضي ولو غالبية الأطراف السياسية 

 فبعد كل إنفجار نرى مسؤولا هنا ومسؤولا هناك يطل علينا عبر شاشات التلفاز وهو يعطي وعودا للمواطن ولأهالي الضحايا والمتضررين من الإنفجار إما بالتعويض او بإلقاء القبض على المجرمين الذين إرتكبوا هذه العمليات الإجرامية، ولا نجد من تصريحاته ووعوده الا الكلمات التي تبقى في إرشيف الذكرة فقط. إن المواطن وبعد كل ما وقع عليه من مصائب لن يصدق بعد اليوم هذه التصريحات ولا الوعود من المسؤولين غير المسؤولين، والتي بدورها لا تستطيع إرجاع ما فقده المواطن العراقي ولا تعويضه عما خسره. فكيف لأم فقدت ولدها او إبنتها في هذه الإنفجارات أن ترضى بوعود لا تقدم لها سوى مزيد من الغضب والألم لعدم توفر الأمن المطلوب لأي مواطن كي يحظى بحياة هادئة بعيدة عن الخوف، الذي بدأ يسكن قلوب الجميع. هناك خروقات أمنية كثيرة حصلت في الآونة الأخيرة وكأن الجهات الأمنية تظهر كفاءتها وقدراتها القوية لحماية المواطن في بعض العمليات فقط.. وفي البعض الآخر تفشل فشلا ذريعا وكأن ما كان لهذه الأجهزة الأمنية نجاحات من قبل!!

 فأين يكمن التقصير؟؟ اهي في عدم جاهزية تلك الأجهزة الأمنية وبالتالي عدم إستطاعتها توفير الأمن الكافي والإستقرار الذي يطمح له المواطن العراقي بإمتياز؟! بعد كل الظروف القاسية التي كانت دائما حاضرة وبقوة في حياته اليومية، أم ان هناك مسببات أخرى من شأنها جعل هذه الأجهزة فاشلة تماما في كشف مثل هكذا تفجيرات قبل وقوعها وإلقاء القبض على من ينوي القيام بها؟! إن من المفترض على هذه الأجهزة أن تثبت كفاءتها وقدرتها الفائقة في توفير الأمن للمواطن بشكل مكثف والا فإن زمام الأمور ستخرج عن سيطرتهم لأن القوات الأمريكية المتواجدة خارج المدن لن تسمح بإضطراب الوضع الأمني والعودة الى نقطة الصفر من جديد، بعد أن إجتازت مع القوات الأمنية العراقية شوطا كبيرا ومراحل عديدة في توفير الأمن للمواطن.. وإن الإتفاقية الأمنية لن تقف بوجه الإرادة الأمريكية إن أرادت شيئا.

فيا أجهزتنا الأمنية ان دم المواطن العراقي لم ولن يكن ابدا رخيصا هكذا كي تجعلوه لعبة بين ايديكم!! في الختام نصيحتي اليكم بأن تحذروا العراقي عندما يغضب.    

  العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 
في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com