|
نفايات ما بعد الزيارات
منار العابدي إن من المفترض على كل من ينوي الذهاب الى زيارة الأماكن المقدسة، أن يكون على قدر كبير من الوعي وإحترام مثل هكذا أماكن لها طبيعة تصرفات خاصة نظرا لأهميتها وعظمتها التي توجب على الزائر أن يتحلى بشيء من الإهتمام بها وعدم الإساءة بالتصرفات المشينة التي من شأنها أن تجعل من زيارته زيارة غير مقبوله ربما. وبالتالي إضاعة ما جاء من أجله للحصول على القليل من الحسنات رغم قطعه مسافات طويلة مشيا على الاقدام حتى وصوله الى المكان المطلوب. علما أن هناك الكثير من الزوار يأتون الى الزيارة بغرض تسديد نذر ما قد نذروه لأسباب قد لا تكون ذات أهمية. إن بعض زوار الأماكن المقدسة في العراق لا يقيمون أي إهتمام لهذه الأماكن والدليل واضح جدا أثناء إقامة الزيارة وبعد إنتهائها وعودتهم الى بيوتهم، نجد أعدادا هائلة من النفايات التي تنتشر بشكل ملفت للأنظار والتي خلفوها ورائهم بعض هؤلاء الزوار، وكأن من كان في الزيارة غرضه الأكل والإستمتاع بطريق الرحلة والتنزه بطريقة لا تليق بزائر الى مكان مقدس. إن من تعود على شيء لابد أن يشيب عليه وهكذا هو حال بعض هؤلاء الزوار، فمن يكون في بيته بهذه الحالة من الفوضى واللامبالاة بالآخرين يكون في نفس الحالة خارج بيته، حيث أن يثير الفوضى والنفايات في كل مكان، دون أن يبالي بشعور من معه في الزيارة. وبالتالي فإن ما فعله من تصرفات لا تنم الا عن قصور في الوعي وربما حتى عدم المزارات التي يقصدها. يفترض بالزائرين التصرف بطريقة لائقة لا تثير غضب الاخرين وإزدرائهم. في هذا الصدد اتذكر حادثة مشابهة تقريبا أخبرتني عنها امرأة أثناء فترة حجيجها الى مكة، حيث كانت تسكن في فندق مخصص لبوفد من الحجيج وكان يسكن معها في نفس الغرفة نساء أخريات، فكانت تروي لي بمرارة أن من معها من نساء زائرات الى بيت الله كن يسرقن من الغرف المناشف وحتى ستائر الحمامات وكل ما تقع عليه أعينهن، علما ان بعض النسوة جئن من بيئات مرفهة ومن نقاط جغرافية متحضرة. فماذا ننتظر من هكذا نسوة يسرقن حتى وهن في بيت الله وبين يديه!! فكيف يستطيع الإنسان أن يكون بهذا القدر من السوء وهو عازم على أداء فرائض الزيارة بكل صدق. في هذه الأيام ونحن على مقربة من ايام مباركة وشهر كريم و زيارة شعبانية تستقطب أعدادا هائلة تصل الى الملايين من الزوار يفترض علينا في هذه الأيام أن نتحلى بالقليل من حسن التصرف والإهتمام بمشاعر الآخرين، أما اذا كان منا من يظن أن الزيارة هي نزهة وقضاء أوقات ممتعة والتجول في الأسواق فعليه تغيير وجهته الى أماكن يجد فيها ما يطلب ويرغب لملأ أوقات فراغه وعدم التسكع هنا وهناك وإحداث الفوضى في كل مكان
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |