|
صيف إسكندنافي مختلف
منار العابدي في السنوات الأخيرة بدأ يشهد كوكب الأرض تغيّرات مناخية خطيرة على مستوى الكوارث الطبيعية، والتي من شأنها أن تجعل العلماء على أهبة الإستعداد دوما لإجراء الدراسات، التي يفترض بها أن توصلهم الى حلول تحد من المخاطر المحدقة بالكوكب ومن عليه. ففي السنوات القليلة الماضية بدأت ظواهر طبيعية مدمرة تجتاح كوكب الأرض، وهناك مخاوف كثيرة لدى العلماء من جراء هذا التغيير الحاصل، وإن العديد من هؤلاء وكذلك المختصين بهذا المجال قد أبدوا تخوفهم من أخطار محدقة بالكوكب قد تدمر البشرية وتقضي عليها. وبسبب هذه التغيرات ومن أهمها إرتفاع درجة حرارة الأرض و المسمى بالإحتباس الحراري، فقد شمل هذا الإرتفاع بدرجات الحرارة الدول الإسكندنافية التي من المفترض أنها تتمتع بمناخ معتدل في الصيف وشديد البرودة في الشتاء عند أغلب هذه الدول. ومن بين تلك البلدان التي شهدت تغيرا جذريا في مناخها لصيف هذا العام هي فنلندا. إن فنلندا وكما يعرفها مواطنوها وسكانها فإنها دولة تحظى بشتاء قارص البرودة تصل به درجات البرودة الى 30 تحت الصفر في منتصف الشتاء، كما أن كل معالمها تحتضن اللون الثلجي الفضي، حيث أن الثلج يغطي كل مساحاتها الى درجة أن بحيراتها تتجمد كليا وتصبح طريقا للمشاة وللسيارات عند الشتاء. أما في فصل الصيف ففنلندا تتغير تماما عن الشتاء فتكون بأجمل حلة خضراء، ويكون المناخ فيها معتدل بعض الشيء حيث لا تصل درجات الحرارة الى 30 مئوية. كذلك فإن صيف فنلندا مليئ بالأمطار، لكن ما أن تظهرالشمس وتشرق من خلف الغيوم الا ويعلم الجميع أن وراء هذا الظهور أمطارا غزيرة وهذا ما تعود عليه الإنسان الفنلندي فتجد معه دوما في فصل الصيف مظلة بين أمتعته كي يحتمي بها من الأمطار. لكن الغريب والمثير للجدل فعلا بين الأوساط الفنلندية هذه الآونة.. هو صيف هذا العام حين تفاجئ الجميع بموجة حر شديدة إجتاحت كل المدن الفنلندية، حتى وصلت درجات الحرارة ما يقارب الـ 35 درجة مئوية في بعض المدن، وهذا ما لم يحصل في مناخ فنلندا منذ العام 1935. فقد دهش جميع الفنلنديين جراء هذا التغير المناخي الذي أوصلهم الى أن يستحموا في نافورات قد وضعت خصيصا لزيادة جمالية بعض الأماكن الرئيسية في المدينة، فما كان من هؤلاء الا أن يعبروا عن شدة درجات الحرارة المرتفعة بهذه الطريقة الغريبة. كذلك فقد جعلت أغلب الصحف الفنلندية اليومية من هذا المناخ غير الطبيعي لصيف هذا العام خبرا رئيسيا يتصدر الصفحات الأولى لهذه الصحف، الى درجة الإهتمام بأدق التفاصيل والتوقعات للأنواء الجوية وردود أفعال الناس وكأنه حدث لا يتكرر عادة وعليهم أن يستغلوه.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |