|
غداء مع الرسول
منار العابدي منذ قديم الأزل ومنذ نشأة الإسلام فقد كان دوما هو دين تسامح ومحبة بين الناس، دون أن تتخلله إراقة للدماء وإستهانة بالغير، كما ان الإسلام هو آخر الأديان السماوية التي نزل فيها القرآن لهداية الناس الى دين التوحيد كما كان يسمى سابقا. لكن ومع شديد الأسف فإن البعض بدأ يحرف هذا الدين كل حسب رغباته وإحتياجاته، فالإسلام لم يكن أبدا يوما من الأيام بهذه البشاعة التي نراها الآن من بعض المتطرفين وعلى أيديهم، هؤلاء الذين أخذوا يرون الإسلام من زوايا ضيقة لا تمت بحقائق الإسلام بشيء. هذا هو حال بعض المسلمين الذين تطرفوا في إسلامهم حتى وصلوا الى درجات متقدمة من التطرف الديني وهو ما يشكل خطرا على من حولهم، فهم يريدون إرجاع البشرية الى عصور الجاهلية التي مضت وأصبح من الصعب التعايش بها، كذلك فقد تحولوا الى وحوش كل يأكل الآخر دون أن يرمش لهم جفن تحت غطاء الإسلام. هكذا هو حال بعض المسلمين العرب الشديدي التطرف في أوروبا وحتى في غيرها من بلدان العالم، فقد أوصلهم تطرفهم الى أن يكونوا مراقبين ليل نهار من قبل السلطات الأمنية والإستخبارات كي تتم السيطرة عليهم وعلى تصرفاتهم المريضة. بدأ هؤلاء المتطرفون بالعمل على تغيير البيئة الأوروبية وطبيعية كل فرد بشكل ملفت للأنظار، حتى أنهم بالفعل بدأوا في تقديم الطلبات الى الجهات المعنية بخصوص بناء المساجد الضخمة التي تعلوها المنارات كي تكون ستارة يختبأون ورائها عند لقاءاتهم المشبوهة، وكأن دين الإسلام لا يكتمل الا بوجود المساجد والمنارات والتكبير بأعالي الصوت. فما كان من هذه الجهات ومن شدة تخوفها من إحتلال شرس من قبل هؤلاء المتطرفين والسيطرة على البلد، فقد تم رفض الطلبات التي تقدمت، كما أن العديد من الإستفتاءات الجماهيرية قد أجريت بصدد هذه المطالبات، لكن كان هناك شبه إجماع على عدم قبول مثل هكذا مطاليب تخوفا من حدوث تغييرات قد تؤدي الى إشعال الفتنة بين الأديان في البلدان الأوروبية. أصبح الإسلام ذا سمعة سيئة مؤخرا لدى أغلب الأوروبيين بسبب مثل هكذا نماذج من شأنها أن تقضي على جميع ما فعله ويفعله بعض المسلمين لتحسين صورة الإسلام أمام العالم، بعد أن جعل منه هؤلاء دين قتل وإساءة وتجريح يخشاه من لا يعرف حقيقة الإسلام. فقد حرّم هؤلاء المتطرفون كل ما هو محلل على الإنسان وبالمقابل حللوا كل ما تظن أنفسهم المريضة أنه الصواب، فقد صنعوا دينا جديدا يخالف كل الأديان ويعادي من يرفض سياسة القتل لديهم. هناك أمور بسيطة قد يمارسها الإنسان في حياته اليومية بشكل طبيعي، لكن ومن وجهة نظرهم تكون هذه الأمور هي خطيئة كبرى يستحق عليها العقاب واي عقاب فهم لا يؤمنون الا بالذبح وبطرق عديدة تشمئز منها الأنفس. إن الإسلام والمسلمين في مهب الريح بسبب هؤلاء، فقد أصبحنا بسبب تصرفاتهم مذنبين جميعا دون ذنب ويكفي أن تكون على وجوهنا علامة واحدة تدل على الإسلام فهي كافية جدا أن ندان ونصبح في نظر الإنسان الأوروبي ليس الا مسلمين متطرفين وبمعنى آخر إرهابيين. نحن نعاني الكثير بسبب أناس لا يستحقون الحياة بل نحن من علينا أن نجري بحقهم القصاص، لأنهم أنزلوا من شأن الإسلام ومن شأن كل المسلمين الذين يسعون الى التسامح والمحبة بين جميع الأديان السماوية التي أنزلها الله. ومازال صراعهم مستمرا كي يحظون بغداء مع الرسول بعد أداء فريضة التفخيخ والتفجير وقتل الأبرياء لتكون خاتمة الأعمال والتي بعدها يستقبلهم الرسول برحابة صدر ويشاركهم غدائه ويكونون من سكان الجنة.. هكذا يظنون!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |