وجهك الاميري


هادي جلومرعي

hadeejalu@yahoo.com

أحبك.
والآن عرفت لماذا تمر الأحلام بسرعة؟ فمنذ تلالا وجهك في تلك الأمسية على حطام الروح وأعاد لها شيئا من نبض الحياة علمت ان اللحظات الجميلة لابد أن تكون تحت مسمى الحلم.

أشكرك لأنك أعدت لي ثقتي بقدرتي على مواجهة العزلة. كلماتك وسؤالك وحنينك ورقتك المألوفة والغائبة عن لبرهة كلها مقويات طبية تنتفض إثرها أعضائي وأكون قادرا على المشي الى الأمام والى الوراء وألتفت لأرى صور الأشياء على حقيقتها وأتعلم أن أكون كاتبا ينسج الحكايا عنك وعن وجهك الاميري المفعم بالوان الطبيعة والمطعم بجمال الجبال التي منها إنحدرت رقتك وعذوبة ألفاظك وصفو دواخلك

الكتابة أسخف من أن تحترم مادامت لاتطارد هذا الجمال ..فإذا فعلت كانت كتابة واقعية عن إمرأة تؤثر في رجل وتحرك فيه السواكن ليندفع مطالبا بالتغيير والسرعة في التوجه الى عالم الامل والسعي دون كلل في معركة الحياة.فرجل مثلي تعاضده إمرأة مثلك لابد أن يتحول الى القدرة التي تقهر المصاعب وتؤجل اليأس الى وقت آخر.

وجهك الاميري الذي يتلالا بين حين وآخر على جدران تلك القلعة المطلة على المدينة ليس من وحي هذا الوطن المسكون بالوحشة فلابد ان يكون جمالك قد نزح في العصور الغابرة الى بلاد الرافدين او إنك من أصول ليس لنا بها صلة إذ أنك أعرق وجها من كل الوجوه البائسة التي تبحث عن السلطة الفارغة أو تلك المطلية بمكياج مزيف مستورد من مناشئ صينية بأسعار الجملة.

من حقي ان أحبك حتى يحترق الحب وليس من مطالبي ان تفعلي مثلي بل يمكن لك ان تكرهينني حتى يحترق الكره بأنيني والمهم ان الرسالة وصلت إليك وعلمتيها وأدركت معنى ان يتعشقك فتى سومري ناحل من بقايا ضحايا كلكامش المسكون بالسياط المعتقة بعرق أكتاف المعذبين من ابناء الاهوار النازحين من اماكن مجهولة لكن ليس من الهند كما كان يدعي بعض السذج من عشاق السلطة.

هل ادركت الآن لماذا كنت أفتعل الحزن والضجر ؟ولماذا هذا الحزن وهذه المشاكسات؟.

كلها ردود افعال إنسان مسكون بالحب لإمرأة ذات وجه اميري.

  العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 
في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com