حين يأتي الصيف ؟

 

هادي جلومرعي

hadeejalu@yahoo.com

قالوا قديما:إن الصيف موسم الفقراء .ففيه لايعودون بحاجة الى الطعام الكثير ولا الى الغطاء الوثير الذي هو هم غالب في موسم الشتاء .وتراهم يهللون لمجيئه ويفرحون بكثرة التمور ويسر الأمور وتنوع الثمار من الكمثرى والعنب والتين والبطيخ الى الطماطم والخيار.

هذا كلام فارغ وعلى قائله أن يهيئ وجهه لصفعة مستاء ناقم .فالصيف الممدوح والشتاء المقدوح لايلتقيان إلا في طرحهما للمقارنة الموضوعية.

الشتاء في بلد مثل العراق يعاني من هوس الحاجة الى الماء والكهرباء يكون فصلا للراحة والإستجمام ولايعود الناس بحاجة الى هاتين المادتين لأن البرد وفير وإذن فغياب الكهرباء ليس ذي اهمية ولاللماء إذ لاعطش يحرق الامعاء ويمزق الأحشاء. وأما الطعام فيمكن توفيره بيسر فغائلة الجوع ليست كغائلة العطش.

في الصيف العراقي الشرير ترتفع الحرارة لتقهر حتى الحمير التي تكون في احيان في حال افضل من البشر لأنها قد تحتمي ببعض الاماكن الفيئة والامور في العراق معقدة الى حد بعيد بسبب التدهور المريع في مستوى الخدمات العامة التي يكون الناس بحاجة اليها اكثر

يمكن ان يذهب مواطنون قلة للإستجمام في كردستان او دول الجوار لكن هذا الامر ليس للآخرين الذين تتحول بيوتهم الى افران كما في البصرة التي تطل على الخليج وهو سبب كاف ليحولها الى اشبه بقدر يغلي فيه طعام ويتصاعد منه بخار كثيف يسلق المادة الغذائية في داخله وهو حال البيت البصري الذي صار مطبخا او فرنا

الاداء السياسي المخجل إنعكس على أداء المؤسسة الخدمية المتصدعة أصلا والتي ليس من السهل السيطرة عليها ووأد حالات الفساد المستشرية فيها برغم الاصلاحات ومحاولات المسؤولين الذين بذلوا جهودا لم تؤت أكلها في الغالب

مالم تشكل حكومية قوية وحازمة ومتينة لايمكن الركون الى التفاؤل ابدا وسيكون الصيف القادم أسوأ من الحالي .وياساتر يارب.


  العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 
في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com