|
مليون ونصف
زاهر الزبيدي أنه ليس عدد العاطلين ولا عدد الفقراء ولا عدد اليتامى ولا عدد الأرامل ولا عدد المنتفعين من نظام الحماية ولا حتى شهداء عام 2010 ، أنه مجرد راتب الموظف الذي ستحجب عنه مفردات البطاقة التموينية وكأننا أحدى دول أفريقيا التي تعاني من المجاعة وأزمة الرغيف وكأن المليون والنصف هذه ستغنيه مع تسعة أولاد وزوجة وإيجار المنزل وأجر شهري لصاحب المولدة (السحب) قد يصل الى مائة وعشرين ألف دينار شهرياً مع إيجار المنزل الذي يزّن عليه المؤجر شهرياً ليصل الى أربعمائة ألف دينار وأكثر ليكون مجموع خمسمائة وعشرين ألف دينار خرجت من مجموع الراتب الكلي وما تبقى هو تسعمائة وثمانون ألف دينار لا أعتقد أنها توفر حياة حرة كريمة لعائلة بالعدد أعلاه مع أبناء جامعيون وبنات جامعيات ومتطلبات النقل وأجور النقل الخاص لجامعاتهم التي تصل الى خمسة وسبعون ألف دينار لكل فرد وهم أربعة أي أنك أخرجت لغاية الأن ثلاثمائة ألف دينار لنقلهم فقط من غير ملابسهم وهم شباب طبعاً وليسو أطفال ليلبسوا ( أوفر أول ) وتنتهي المسألة !! لغاية الآن المتبقي بدون أجور نقلك أنت ، لأنك مولع بالرينو 11 وصديق لأصحاب سيارات الجيب ، ستمائة وثمانون ألف دينار عليك أن توزعها على أيام الشهر بنسب متفاوته لتأمين الغذاء وأشياء أخرى ، وتجتنب الصحف لتوفر خمسة عشر ألف دينار ، فمالك والصحف وأخبارها المقيتة وصورها القبيحة ، وتنعزل عن الناس ومناسباتهم فـ (الفضل) ممنوع عليك وتحاول أن لا تمرض لأن المرض مكلف والويل لك إن أصبت بمرض والعياذ بالله ، وأن لا تذهب لطبيب الأسنان وأستخدم الـ (البلايس) لأقتلاع سنك وحتى كل أسنان لأنها لم تعد ذات جدوى بعد حرمانك من المفردات المقدسة في البطاقة التموينية !! وأرى أن تخرج من عشيرتك لتتجنب مبالغ الفصل التي تفرض عليك وعلى أولادك كونهم من أعضاء العشيرة ، وتجنب الاتصالات ومبالغها المترتبه على العائلة باكملها وحاول الاعتماد على الحمام الزاجل حتى إكمال شبكات الهواتف الأرضية ، لا تحاول أن تشتري ملابس داخلية جديدة وأبق على ما أنت عليه حتى تصل فتحة الفانيلة الى الشبر ولا ضير في جواربك إذاما خرج منها أصبعك الكبير لكونه تبريد مجاني لقدميك . تجنب شراء المعطرات ومنها عطرك الخبط ، أما السكائر فالويل لك منها حاول أن تعتمد على صديق في توفيرها بحجة أنك قد نسيتها في سيارتك ؟ حاول ان تقلل من أستخدام الثلاجة أو المجمدة لكون وهذا صاحب الراتب مليون ونصف لم يحصل عليه من فراغ لقد جاهد حتى حصل على بكالوريوس الهندسة وجاهد حتى أصبح رئيس مهندسين بعد أثنا وعشرين سنة في الخدمة وقد أكل الشيب رأسه والعمر من جسده وهو لم يغادر العراق ولم يذهب للأصطياف فما لديه لا يكفي سوى أن لا يمد يده للآخرين بعد أن أصبح على عتبة الخمسين عمره وهو غير مسؤول عن عدم توفير وظيفة لأصحاب الدخل المحدود .. أنها الحكومة من لم تجد وظيفة لهؤلاء العاطلين عن العمل .. لتأتي وزارة التجارة بعد كل موجات الاختلاس والفساد المالي وتحرمه من مفردات البطاقة وكأن الموازنة لهذا العام توقفت على تلك المواد ، ما بالكم أيها السادة أما فيكم رجل رشيد ، أنظروا الى أنفسكم أيها الوزراء وأصحاب السعادة من أعضاء البرلمان كم هي رواتبكم وكم هي منافعكم الأجتماعية لماذا تنظرون الى هذا المبلغ بيد رجل الخمسين ( أبو العشرة ) بعد أن أنزوى عمره خلف عمليتكم السياسية التي منحتكم السلطة ، أنظر الى انفسكم وعوائلكم تتقلب على شواطي إيران ومصر والأردن ، لقد أكلنا الضيم منكم .. ثم أين النفط وأين إيراداته الكبيرة . إن هذا القرار مجحف وهو يقطع تلك الصلة الوحيدة بين الحكومة وأبناء الشعب بدل من إدامتها بدات بالمَنّ بها على الرغم من أنها لم تخرج كصدقة من جيوبكم أنما هي أموالنا التي أودعها الله لنا عندكم فلا تهينوا أبناء شعبكم بها وبحجج واهية وإعذار أنتم السبب الأول والأخير بها ، فأستلام مفردات البطاقة التموينية ،على الرغم من محدوديتها ، يرسم شعوراً لدى المواطن بأن هناك حكومة تفكر فيه على الرغم من قلة العطاء الناتج عن هذا التفكير ولكن الأمل موجود بزيادة هذا العطاء لا بقطعه مستقبلاً . يجب أن لا يطبق هذا القرار إلا في حالة تحسن كامل للطاقة الكهربائية وأرتفاع الرواتب بدون تضخم ! وتحسن الاتصالات الأرضية ووجود الأسواق المركزية بسلعها المدعمة من قبل الحكومة ، وتحسن النقل الحكومي ، مع ضمان صحي كامل لكل فرد عراقي مهما كانت مشاكله المرضية .. عند ذاك لا حاجة لنا للبطاقة التموينية ولتتحول الى منافع أجتماعية في بطون السادة المسئولين ، وأذكركم بقول ليعسوب الدين (ع): لا تظلمن أذا كنت مقتدراً فالظلم مرتعه يفضي الى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعوا عليك وعين الله لم تنم
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |