العالم قرية مصغّرة!!

منار العابدي

manaralabedi@gmail.com

 بسبب الطفرة التكنولوجية العظيمة التي توصل اليها العالم في السنوات القليلة الماضية، التي جعلت من العالم الكبير والواسع جدا قرية صغيرة يقطنها سكانه البشر، فمهما إبتعدت المسافات تقرّبهم التكنلوجيا وكأنها نبي من أنبياء الله بُعث ليقرب بين الشعوب. إن التكنولوجيا وتطور العلم قد أوصل البشرية الى مراحل متقدمة جدا من الوعي والثقافة، بسبب توفر كل إيجابيات التكنولوجيا المتاحة بشكل واسع النطاق في العالم، وكذلك إنتشارها تجاريا حتى أصبحت الآلة الحديثة في متناول اليد وبكل الأنواع والأشكال. الآلة الحديثة المتطورة جعلت الخيال حقيقة، طالما صدم العقل من بعض الإبتكارات المبهرة نتيجة توفر مزايا لا يصدقها العقل!! لقد تجاوز العصر الحديث حتى مخيلة الأجيال السابقة من حيث التقدم التقني. إن التكنولوجيا نعمة عظيمة ووسيلة لا بديل لها في التواصل عبر الهاتف النقال او جهاز الحاسوب وأجهزة أخرى كلها تصب في صالح الإنسان كي يطور ثقافته من خلالها، كذلك جعله على مقربة من الناس مهما بعدت المسافات بينهم. هذه النعمة العظيمة يجب علينا أن نستغلها أحسن إستغلال، وأن لا نعمد على جعلها نقمة على من إخترعها وتعب في تطويرها وإيصالها لنا بالشكل الرائع الذي نراه ونلمسه جميعا. لو عدنا الى ماضي الزمن الذي كانت فيه جميع وسائل التكنولوجيا معدومة تماما لعدم توفرها بعد، فقد كانت الحياة في تلك العصور صعبة جدا خاصة لمن تعوّد الآن على كل وسائل الراحة هذه وحتى كذلك لمن لم يتعود. لقد كان الإنسان القديم في تلك العصور يتواصل عبر الدواب أو ربما عبر الحمام مهما كانت أهمية تلك الرسائل المبعوثة ولو من أجل بداية حرب او إعلان عن نهايتها. فيستغرق إيصالها ربما شهور او أكثر، حيث يجولون الصحاري والجبال والوديان مع وجود مخاطر كثيرة قد تواجههم طيلة فترة الرحلة، ومن هذه الصعوبات الكثير مما كان يعانيه أجدادنا القدامى. أما الآن فنحن وبضغطة زر نوصل رسالة الى عشرات الأشخاص، ونكون معهم عبر الصوت والصورة وهذا ما لم يكن يتخيله عقل في السابق. أما العقول التكنولوجية والخبيرة فلم تقف بعد عن إطلاق العنان لمخيلتهم، والتي مازالت مصرة جدا على التطور وتسهيل أعمال الحياة اليومية بشكل أكبر، فما كان من بعض الدول الأوروبية الا أن تجعل من الإنترنت مكانا للتسوق، حتى أن بعض الأسواق الصغيرة المعنية بمبيعات المنزل اليومية مثل: الفواكه والخضراوات والى آخره قد صنعت لها مواقعا على شبكة الإنترنت للتسوق السريع كي تسهل على ربة المنزل حياة سهلة، وما على الزبون الا الدخول الى الموقع الخاص وإختيار الفواكة والخضروات التي يرغب بشرائها ودفع المبلغ حتى تصله بعد قليل الى باب المنزل. هذه هي التكنلوجيا فما علينا الا أن نستغلها بشكل صحيح ونسعى كذلك في تطويرها لا محاربتها.