محرم الاجازات الزمنية للموظفات في الديوانية .. إجحاف أم حرص على المرأة

حيدر حمزة القريشي

"بجرأة .. وقفت منتصبة فاجأت الجميع بصوتها وبكلمات قليلة انطلقت من بين شفتيها (محرم للاجازات الزمنية لموظفات البريد) فعم الصمت والوجوه تتسائل فيما بينها بالنظرات.. أيعقل هذا  أين حقوق المرأة  أين الدستور  .. فخرج صوت من وسط القاعة هل يأتي يوم وتطلبون من الرجل ان ياتي بمحرم لاجازاته الزمنية أسوة بالمرأة ..عجت القاعة بالتصفيق وقوفا كانت نهاية مؤتمر المرأة القيادية ".

"بوابة المجتمع المدني" سجلت آراء شرائح مختلفة حول (محرم الاجازات الزمنية) فكانت المهندسة زهراء انتهاض (25) عاما أول الرافضين لمثل هذه الإجراءات  الإدارية واعتبرتها  انتهاكا لحرمة وحقوق المرأة وهو أسلوب روتيني يرهق المرأة الموظفة فضلا عن تعطيل احد أفراد عائلتها عن التزاماته الأخرى. وأيدتها المحامية ريا سعد جليل (24)عاما وقالت سيكون لزاما علينا في المستقبل ان ندخل المحكمة بمحرم من الرجال في حال مرافعتنا بأي قضية من قضايا المرأة.

فيما بينت نور محمد شاكر (20) عاما خريجة إعدادية التجارة عن تخوفها من التعيين في الوظائف الحكومية مستقبلا  بسبب هذا العائق (المحرم) وكون هذه الآلية تنتهك حقوق المرأة وبدلا من (المحرم) يفترض اتخاذ العقوبات القانونية الإدارية بحق المخالفين من الموظفين سواء كان رجلا أو امرأة .

فيما أكدت مسؤولة مركز حقوق المرأة والطفل حكيمة الشبلي بان هذا الأمر مجحف بكرامة المرأة قبل أن يكون مجحفاً بحقوقها وكان يفترض بمدراء الدوائر ان ينفذوا التعليمات والضوابط الإدارية بتعاملهم مع الموظفين وان لا يستخدمون أهواءهم واجتهاداتهم الشخصية . مضيفة بالقول نحن بوصفنا منظمات نسوية نطالب باحترام حقوق الإنسان وفق المواثيق الدولية وبنود الدستور العراقي الذي يكفل حرية المواطن الشخصية وبالتالي الأمر مرهون لذوي الشأن بإقامة دعاوى شخصية ضد من يخالف بنود هذا الدستور.

فيما طالبت الباحثة النفسية سهيلة البدري بالالتزام بالقوانين وعدم خرق أي قانون ومنها قانون الساعة الزمنية والاجازة الدائمية الذي لا يقر بوجود محرم .

وناشدت البدري النساء اللواتي يستخدمن الإجازة الزمنية  الالتزام بها وبالوقت المخصص لها وحتى لا تتحول الساعة الزمنية الواحدة إلى ثلاث أو أربع ساعات وهو خرق للقانون مع حرمتها شرعيا وهذه النقطة هي التي تدفع مدراء الدوائر باتخاذ مثل هذه القرارات الشخصية .

اما عضو البرلمان العراقي عبد الإله الطاهر  فقال انني اعتقد ان مدير دائرة البريد قد اتخذ الاجراء المناسب حرصا منه على موظفات دائرته وليس من باب خرق التعليمات.

ورفض رئيس المنظمة الثقافية للتنمية وحقوق الإنسان سالم البديري  (محرم الاجازات الزمنية) وعده سببا مباشرا في خلق حالة عدم الثقة بين الرجل وزوجته والأب وابنته والأخ وأخته  فضلا عن خلق حالة عدم توازن ودكتاتورية بالنسبة للرجل ولي الأمر وهذه انتقالة وعودة بصورة مبطنة الى عصر سيطرة الرجل المطلقة على المرأة دون إعطاءها أي حرية بالتصرف بحياتها وشؤونها الخاصة أسوة باقرانها من الرجال خاصة ممن تتبوء عملاً حكومياً أو منتخبة من قبل الشعب.

اما مدير بريد واتصالات الديوانية المهندس قيس تركي مغير الزيادي فقد برر  اتخاذه مثل هذا الأمر جاء لدواعي الحرص من الدائرة على موظفيها وكونها أمانة في أعناقنا وأضاف ان هناك نموذج لتقييم الحالة ففي حالة طلب الموظفة اجازة زمنية وعذرها غير مقبول فضلا عن أخذها لحصتها من الاجازة الزمنية كاملة فيتم رفض الطلب وفي حالة إصرارها  نطلب منها تقديم اجازة يومية بدلاً من الزمنية وفي حالة رفضها نطلب منها ولي الأمر أو احد أفراد أسرتها.

ويذكر ان مؤتمر تطوير المهارات السياسية النسوية الذي اقامته في محافظة الديوانية شبكة فعل المدنية العراقية بالتعاون مع منظمات "الأرامل العراقية الإنسانية و تراث نيبور الإنسانية و العدالة النسوية" قد ناقش المعوقات والتحديات التي تواجه القيادات النسائية فضلا عن طرح قصص نجاح لعضوات مجلس النواب العراقي الجديد هدى سجاد واقبال موات ورئيسة لجنة التربية في مجلس المحافظة انتصار هادي الموسوي.