رمضاء رمضان؟

هادي جلومرعي

hadeejalu@yahoo.com

سألنا المرحوم الاستاذ هاشم معلم مادة التربية الاسلامية في المدرسة الابتدائية عن أصل تسمية رمضان؟ وكنت كثيرا ماأسمع عن رمضاء مكة وإنها الارض الحارة بفعل لهيب الشمس القاسية التي تضرب مكة طوال ساعات النهار

قلت للاستاذ بعد ان رفعت يدي ملوحا له بأني أعرف الاجابة .وسألني عن الجواب : أصل التسمية من رمضاء مكة .عندها شكرني وقال:عفية وليدي.

اليوم واحد من أيام رمضان وأجزم أنكم في غائلة عطش شديد مثلي وكل واحد منكم يحسب الدقائق لحين موعد أذان المغرب ليبعد صحن الشوربة عن طريقه ويهجم كسمك القرش على إناء الماء البارد ليسقع منه ماشاء ثم ليشعر بالإمتلاء وعدم القدرة على الحركة ثم يؤجل أداء صلاة المغرب لفترة من الزمن .وبعد أن يرتاح قليلا يبدأبالنظر الى المائدة ويرى التمر واللبن والخبز وصحن الشوربة والرز وربما اللحم لمن كان دخله كدخلي. وعندها يتم الافطار براحة بال لكنه لاينسى التفكير بمجئ اليوم التالي ويتمنى أن يطول الليل ويرفض قول أمرئ القيس:

ألا أيها الليل الطويل ألا إنجل بصبح وما الاصباح منك بأمثل.

في العراق اليوم يرتفع الحر ليصل الى هامات الاشياء ويذوب الأعصاب والمسامير كما في المثل الدارج الذي يقول في وصف أغسطس الحالي المسمى عندنا آب ولاعلاقة له بالمشروب الغازي بالطبع..أول عشرة من آب تذيب البسمار في الباب وثاني عشرة من آب تكثر الارطاب وتقلل الاعناب وثالث عشرة من آب تفتح على الشتاء باب..

وهي أمنية كل صائم سيقاوم الى أن تأتي العشر الاخيرة من آب قبل حلول العشر الاخيرة من رمضان حيث ارتفاع مؤشر الآمال بقرب العيد..وياليلة العيد أنستينا وجددتي الامل فينا ياليلة العيد.

لكني أجزم والعراقي لايكذب حين يجزم أن هذا الحر المروع سيستمر معنا لغاية مطلع الخريف وحينها سيخف ..أما رمضان المبارك فسيكون قاسيا ولايتحمله إلا من أخلص قلبه للإيمان.وكان الله في عون الصائمين.

اللهم أعنا على قيامه وصيامه وبلغناه في العام القادم ..حيث حكومة مشكلة وبلد مستقر بحق محمد واهل بيته وصحابته وتابعيه وبحق كل قديس وصالح من عبادك في مشارق الارض ومغاربها .يارب المشرق والمغرب ياالله..آمين.