شتان مابين الاثنان؟

د.سامي عبد العزيز العثمان

 

في الوقت الذي تتزاحم سماءنا العربية بفضائيات بعضها ان لم يكن اغلبها يدفع باتجاه افساد الذوق العام،وتقديم الطالح والذي فاق الصالح وبمراحل،فمن برامج الهشك بشك مرورا ببرامج المسابقات التي نهشت جيوب وقلوب المشاهدين،والذين يأملون ويحلمون بالفوز بسيارات ومبالغ نقدية يسيل لها العاب في الوقت التي تحقق تلك الفضائيات مليارات الريالات على حساب اخواننا النشامى المهرولين خلف السراب،ووصولا لبرامج صناعة النجوم او من يتم التغرير بهم ان كان ذلك في مجال الغناء او التمثيل وخلافه،ففي هذا الوقت وامام كل تلك العبثية يظهرلنا البرنامج التلفزيوني الماليزي الجماهيري والذي استقطب جميع المسلمون في شرق اسيا،يقوم هذا البرنامج الجماهيري بانتقاء الف شاب تتراوح اعمارهم مابين 18و27عاما ليخضعوا لاختبارات تؤهلهم للمشاركة في ذلك البرنامج،منها تلاوة القرأن والاجابة على الكثير من الاسئلة التي تتعلق بالاسلام والشؤون العامة،وتستمر هذه الاختبارات حتى يقع الاختيار على عشرة شباب وعلى غرار المسابقات التلفزيونية العبثية والتي تنطلق من رحم بعض الفضائيات العربية،يوفر القائمون على البرنامج للمتنافسين مبنى سكنيا تابعا لاحدى المساجد للاقامة فيه،وقام القائمين على البرنامج بمنع المتسابقين من استعمال الهاتف والاتصال بالخارج بمعنى معسكر مغلق،بحيث يخصص الشباب جميع اوقاتهم في الصلاة ودراسة التعاليم الاسلامية ووفق الاصول،وكذلك تلقي الدروس الدينية،وعند تأديتهم لبعض المهام تلك تقوم كاميرات البرنامج بتصويرهم،وأثناء البث يخرج  المتسابقون مرتدين سترات انيقة واضعين على رؤوسهم القبعات الاسلامية،ويرتدون الملابس التقليدية الواسعة،ويحرص البرنامج كذلك على تقديم صورة حقيقية للاسلام وسماحته ،من خلال تلك المجموعة من الشباب والذين فازوا بأن يكونوا دعاة وبعد ان تم تجهيزهم تماما بواجبات الامام ودوره الكبير في الحياة العامة،والذي يبدأ من إمامة الناس في الصلاة ومساعدتهم في حل مشكلاتهم الاجتماعية،وتتضمن كذلك المسابقة قيام الشباب المتسابقين بأعمال مختلفة مثل النصح والمشورة للنساء وغير ذلك من الواجبات التي تفيد المجتمع،وكذلك غرس المفهوم الصحيح للاسلام وشموليته.ويبقى ان اقول ايها السادة:" شتان مابين ستار الشيطان والذى يدعو الى الرذيلة وامتهان النفس البشرية وجعلها سلعة رخيصة تباع وتشترى والستار الذي يدفع باتجاه الفضيلة ويحمي ويحافظ على أخلاقيتنا التي جاءت من هذا الدين العظيم والذي يدعو دائما للوسطية و والنقاء والصفاء  ويكون ديدنه المحبة والاحتواء.

رئيس تحرير صحيفة النبأ الاكترونية