|
عارية.حافية القدمين !
هادي جلومرعي المشكلة السياسية في هذا البلد تشبه الى حد بعيد نوع من الاكلات التي يدخل في تكوينها مواد غذائية متعددة .سواء كانت الخضار او الفاكهة وحتى البقوليات والبهارات وأوراق الشجر..وستقولون.إنك تعني (الدولمة) بلاشك! وأقول: صح.أشعر أحيانا أن مايحدث في العراق جريمة غير مكتملة يحاول البعض جعلها كذلك من خلال اساليب عمل منظمة للوصول الى ( الجريمة الكاملة). في هذا البلد وقبل العام 2003 كان المواطن المحلي يتعرض الى انتهاك جسيم في موارد حياتية متعددة حتى صار لايعرف في اي مورد هو منتهك كشخص تعارك مع مجموعة أشخاص يضربونه بارجلهم وأيديهم ولايعرف من اين تأتيه الضربة يخيل إلي ..وأعتقد أنه خيال تكون نتيجة ضربة شمس. ان الجريمة لم تكتمل في العهود السابقة ويحاول البعض من المتنفذين إستدراج الشعب ليكون ضحيتها من جديد وفي هذه المرحلة بالتحديد التي تسبق تثبيت أوتاد خيمة الدولة المتوهمة! منذ شهر مارس المنصرم وحتى قرب أنتهاء موسم الحر المتوحش ماتزال العملية السياسية تمشي حافية القدمين وعارية ..تثير إشمئزاز المجموع العام من الذين يغضون الطرف إلا عن مصائبهم ولم يتقدم أي شجاع ليضع عباءته على الجسد العار من كل شئ والمكشوف لكل شئ.. لم يعلن الى الان عن تشكيل متوازن لحكومة تلبي متطلبات حياة حرة كريمة للمواطن العراقي الذي غلبه نعاس اليأس وهو ينتظر تبدلا في الوضع العام صبر عليه منذ تشكيل الدولة العراقية ..وفي ظل هذا الانتظار مضت أجيال ورا أجيال من الناس الى عالمها الآخر دون أن يتحقق شئ من أمل.. كان غالب الناس يتحركون وفق شعار ..الحي أبقى من الميت..وشعار .شبعني اليوم وجوعني باكر..وشعار .خليها على الله. وبعد 2003 توهمنا بالتغيير وصبرنا على سني يوسف العجاف بأنتظار ان تأتي قافلة الاخوة ..وسواء عندنا أأتت من واشنطن او طهران او الرياض أو القاهرة أو أنقرة وحتى دمشق .لافرق..لكنها لم تصل للأسف الشديد .ولم يظهر في الأفق من حل للمشكل العراقي المتأزم على الدوام. الجمود السياسي ليس أكثر من جمود أخلاقي عند الطبقة السياسية التي لم يؤثر فيها حر الصيف ليذيب شيئا منها ولاتأثرت بمعاناة شعب يسحق ( بطالة وحرمان من الماء والكهرباء والخدمات الصحية والطرق وآلاف أنواع الأزمات) ..وتنتشغل هذه الطبقة التي تمنيناها ( طبقة بيض ) لتنكس ونخلص منها..تنشغل بسجالات جانبية عن الاحقية والشرعية والوطنية والأستحقاق والافضلية والعناد السياسي وكأنها مدركة لواقع شعب فشل في تبيان مظلوميته وعجز عن إيصال صوته عبر وسائل متوفرة لم تنفعه في التأثير على الحاكمين حتى صاروا غير عابئين به ولابمعاناته التي سحقت كل آماله في الرفاهية والتحرر والتطلع الى المستقبل.. لاأحد من السياسيين ملتفت لما عليه الحال لانه تيقن من الفشل المجتمعي المسيطر على الحراك الشعبي المتراخي..وقديما قالوا..لو غاب القط إلعب يافار..القط هو الشعب والفأر هم الحاكمون .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |