|
سيارات بابلية بجهود الحكومة المحلية تدخل خدمة العلاقات العامة!! د.كامل القيّم هناك حكمة يرددها الكبار ولا يعيها الصغار ...الحكمة تقول (ليس على الحاكم الحقيقي ان يقود...عليه ان يشير الى الطريق) ( هنري ميلر) ويقول ميرابو ( ان مشكلات السياسة كُلّها تخرج من حبة القمح)...الاول يشير الى حكمة العمل السياسي بتقليل المفصل الثانوي ، والاخر يشير الى ان السياسة والمال يُشكلان النتائج. ومن هنا اسوق مقالتي حول توزيع سيارات القرعة من قبل الحكومة المحلية الموقرة. في ظل التخطيط والدراسات التي يجريها مجلس المحافظة (ليل نهار ) ومن اجل الارتقاء بالواقع الخدمي ..وعبور ضفة العيش ما بعد الكريم ...كان هناك بريق ...وحّل جذري للمسمى( تعب المدينة) فأي مدينة متعبة وابطالها( مجلسها ) يبحث وبكل اللغات سبل الارتقاء ، ويقاوم كل متاعب الحر ، وازدحام المرور ... وبسيارات احادية الدفع ( لا رباعية ) خلفهم اقلام وكاميرات المتربصين ؟ مجلسنا الذي ينفرد عن كل قادة الرأي والتغيير ...بالتصاقه المضجر بالناس ...وبمداخلاته اللحظية في وضع دوائر المدينة (ومنها صلاحيات الادوية( الفولتارين مثلا واحصاءات متضرريها، وخلايا الازمات التي تعج بها دوائر ومشاغل المجلس)... بالشكل الذي ازعج المفسدين والنائمين والغافلين!! عن قضايا اهل بابل ،وذلك بدورانه حول ملفات المدينة المستورة وحضوره اللحظي في ازقتها ومدارسها واسواقها ...كذلك يثقلنا حضور المسوؤلين المكوكي بكل حِراكات الثقافة والادب والفن ويتصلون بنا ليل نهار لواقع ابداعي افضل!! ولصناعة معرفية وثقافية قابلة للتصدير...ويزعلون علينا اذا لم نؤلف او لم نُحاضر للأطفال.. او للعولمة او للثقافة الرقمية يزعجهم مشهد ( مدينة بلا ثقافة وبلا حوار )...جلبت حكومتنا المحلية للمدينة عشرات الاستثمارات التي خططها ورسمها عباقرة الاقتصاد الحر...ونرى بأم اعيننا( ليس بالتصريحات) تدافع الشركات العملاقة لتصل فجراً الى الحلة ، وبذلك ارتوى شريان المدينة ومفاتيح انطلاقها نحو المدن الإلكترو صناعية . وبعد ان يفرغ المجلس من وضع كل معطياته في الموقع الالكتروني يوماً بيوم ، وبالتصريحات المنتظمة (الايجاز الصحفي )، وكل ما جرى ويجري ...يذهب للنوم من عناء طويل جراء تشريعات زاحمت الدستور، واربكت اساطين خبراء التشريع ّ!!...بحُزم من الضوابط والقوانين التي جعلت مدينة الحلة تتفوق بالتصنيف الجمالي والخدمي على ( اسطنبول ونيس ) وبالأخص في الخدمات الثقافية والتراثية .لان بعض الاخوة في المجلس قد اضاف ملحق (كان قد نساه) في دعايته الانتخابية!! (لذا فالصور والشعارات لازالت قائمة تزين اعمدة كهرباء المدينة وساحاتها ) وطوبى للمدينة ومن فيها . وهذه الايام ولأجل انقاذ الفقراء ولتحسين الوضع المعاشي بطرق مشروعة !! اساسها العدل الاجتماعي والمساواة...انتقل (البعض)من المجلس ...بعد استكمال مهمته التشريعية والرقابية وسد عجز الخدمات ...الى دور (تنموي اخر )الاشراف على توزيع السيارات ...والدخول الى معترك المواطن لحظة بلحظة ...بعد ان اكتشف بالصدفة ان مشكلات المدينة بمجملها ليست سوى نقص السيارات في الشوارع...وان الـ( 5000 ) سيارة ستعمل على املاء الطرق المعّبدة والعريضة التي استكملها المجلس السابق بمواصفات اعلى من دولية!! ، وسيتمكن الفقير والعاطل من تحقيق احلامه بالتعليم وبناء البيت والسفر والاستجمام ، وبعد توزيع السيارات بطريقة عادلة ...سنحقق طموحات شعبنا( السوبر تقنية ) ونتساوى مع دول ما بعد الجوار. واذا كانت الدول المتحضرة تبتكر وتخلق مناخات لتقليل الزحام في الشوارع ...وتقلل من استهلاك الوقود ..ومن ضجيج الشوارع، فإنها واهمة ومتخلفة( وبحسب نظريات الحل المؤقت ) والقرار غير المحسوب لرفاهية المواطن وحقه الدستوري في اقتناء سيارة موديل 2011 ) كيف ونحن بلد يتوق للتنمية والاكتفاء الذاتي والتصدير المستقبلي لتكنلوجيا الالة لما بعد الحداثة ؟.تخيلوا آلاف السيارات( سيارات الانقاذ التنموي. الوطني سمها ما شئت) ستطلق في مدينة لا يوجد فيها شارع مؤهل ومعّبد، ولا يوجد فيها مرآب انساني ككل بقاع الارض ...وتتحمل المدينة هذا الصخب والضجيج المتنوع لسيارات الشرطة والناس والدراجات ورنين الموبايل و..و.وعندها سنلعن التكنلوجيا والرفاهية المقنعة . اليس الغريب ان المجلس او الحكومة المحلية لم يرفض التورط بمثل هذه ( العدالة ) او ليس غريباً ان لاينآى بنفسه عن الاذى المرافق لهدر الوقت ، والجهد ، واشاعات الناس من القال والقيل( سياسة وسيارات متغيران متناقضان) وان يخرج من واجباته وصلاحياته في توزيع حصص وزارة التجارة او من غيرها من السيارات ، وكان الاجدر بالمجلس ان يُشرف على توزيع قوت الناس( البطاقة التموينية ) لماذا السيارات !! على قدم وساق وغرفة عمليات ولجان، كان الحظ العاثر لقبلة العالم ومنبع التاريخ( مدينة بابل) ان تكون مثابة ودائرة لترويج معاملات البشرى وخاتمة الازمات لأبناء المدينة. كنت اتمنى على المجلس ان يعطي إنموذج لعدم التورط (كما بعض المحافظات )، في مثل تلك الاستدراجات المادية ،التي قد تراكم وأُشيع من جرّائها القيل والقال ...على هيبة الحكومة المحلية ودورها في فرض القانون وتصدير الانموذج الاداري الصارم لشرائح المجتمع الصاغية جداً للتعلم. همس الناس يتردد( سيارات ، وقرعة ، ومقربين ، وحصص ، ويقول كذا ، وامام عيني ، واتفاق .. بابل ...استنساخ ... ومجاناً الخ... تلك المصطلحات التي نسمعها من الناس (هذه الكلمات أكانت اشاعات ام حقائق، قد حُسبت وسُوقت لتشكيل صورة نمطية للمجلس) مروراً الى عدم المشروعية التأريخية والادارية في ان تُجعل بابل الاثرية، محطة للتخريب والتكثيف السكاني ليس لأجل هدف حضاري او ثقافي او وطني ...بل لتسليم معاملات قرعة السيارات هكذا تُكافأ بابل من ابنائها، اي سوط يرفعه المعنيون في وجه تاريخهم ، بعد ان مرضت بابل بشتى الامراض ( قصور الطاغية .النهب المنظم ..البولونيون ...الامريكان ...ثم تركت للعراء دون هواء ، واليوم نحوّلها الى دائرة ...وربما مستقبلا الى الى محطات لبيع الخضر ومواد البناء.!! ونعمَ الاختيار وما اسهله... بابل التي كان على الحكومة المحلية ان تجعلها قبلة الانظار ...وجنة العراقيين ...ورمزاً للاستذكار...تجعلها الآن مكان سيء للمتاعب ومن ثم للذاكرة ... زوار يحلمون بسيارة ...ولايحلمون بحمورابي ولُقى ملئت الدنيا شوقا وتوسماً بمفاتيح الحضارات، في ظل معانات الناس وتزاحم المتقدمين على حق الحصول بالتقسيط تنام بابل باكية منزعجة من ابناءها.. وبالتالي نحن نشيع ثقافة غريبة (اقتناء السيارات) وموديلاتها ومصطلحاتها ...ولا نشيع ثقافة السكن الآمن ... والعمل الآمن ...واللقمة الآمنة، والثقافة الآمنة.. التي يمكن لوزارة التجارة او من وراء هذا المشروع ،والمصفقين لتلك الثقافة ان يمدوا بأموال تلك السيارات عشرات المشروعات التنموية والبشرية والتعليمية والصحية .مدينة تعج بموديلات السيارات ...ولاتعج بمفراس ..او طبابة ليزرية او متحف... او ملعب ...او مقاعد راحة للمراجعين في دوائرها، والقائمة تطول (فنحن نستطيع ان نصل دون سيارة، ولكن لا نستطيع ان نعيش دون تعليم او صحة او امل بالحياة مكفول ومنتظم) ...اين انتم من الممكن؟ ...واين انتم من مستقبل تلك الاجيال ؟ التي امتلأت ذاكرتها بموديلات السيارات، لكنها لا تعرف من احتل العراق ...وماذا حصل في 14 تموز ...وبماذا تفرد الجواهري ، وماذا يعني المحقق الحلي . لو نعلم ان مشروعية تضليل زجاج السيارات دون ارقام ...والمرور الفوري وسط زحمة الشوارع ...وزخم الحمايات والاجتماعات...والسفر والايفاد .....الخ كي تجعلوا بابل سوقاً ومحطة لخزن وترويج آلاماً وجراحات اخرى للمتأملين والحالمين بحياة تقنية ...لكنا قد كتبنا يافطة (وكجزء من حملتنا الانتخابية لعيونكم) كتب فيها (انتخبوا موزعكم التكنلوجي....وشعارنا لكم سيكون (من اجل الفقراء....لا نُراقب ...لا نُشّرع ... بل نوزع ).ودمتم احباب.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |